تعليقاً على الأحداث التي تعرضت لها العاصمة الرياض مؤخراً أقول كلنا في هذه البلاد ندين بالاسلام وكلنا لا نرضى بغيره بديلاً والاسلام قد أمرنا ان نكون يداً واحدةً مجتمعين غير متفرقين بحبل الله معتصمين لله وحده عابدين وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتدين ولولاة أمرنا مطيعين أمرنا الاسلام ان نحفظ معتقداتنا وان نحافظ على ديننا ونسمع ونطيع لمن ولاه الله فينا وان نستقيم كما أمرنا واحسبنا إن شاء الله كذلك والأمن في البلاد نعمة من الله يهبها لعباده كي تستقر لهم الحياة ويعمروا الأرض ويقوموا بواجبهم كما أمرهم الله ولن يستتب أمن في مكان ما على هذه الأرض ما لم يلتزم أهله بما لهم وما عليهم مما أمر الله به وما لم يطيعوا ويستقيموا ويعرفوا واجبهم تجاه ربهم وواجبهم تجاه ولاة أمرهم ويحبوا الخير لغيرهم كما يحبونه لأنفسهم ويكرهون لغيرهم ما لا يرضونه لأنفسهم هذه هي شريعتنا وبهذا أمرنا ديننا وهكذا أرشدنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانت بلادنا آمن البلاد وكنا نفخر ونعتز بالأمان الذي يشعر به كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة ويحس به كل وافد أو عابر لهذه البلاد الآمنة وكنا نسمع بالاحداث حولنا ونحمد الله على سلامة أرضنا وكنا آمنين مطمئنين حتى خالطتنا أفكار غريبة علينا لم تكن مألوفة في مجتمعنا ولا هي معروفة في أمتنا أفكار سرت بين شبابنا تبعها متغيرات أخذت بالزحف الينا من خلال معتقدات لأولئك الشباب هداهم الله وإيانا الى الصواب أرى بعض شبابنا وقد شطح بهم التفكير الى أمور لم نكن نعرفها وإلى أهداف لم نكن نبتغيها فحادوا عن الطريق وبانت لهم أفعال غريبة فينا فإنا له وإنا إليه راجعون فيا قوم أناشدكم الوقوف مع دولتكم للحفاظ على أمن هذه البلاد فبلادكم والله عظيمة وعطاءات دولتكم كريمة أناشدكم وأنا واحد منكم بأن نضع يدنا جميعا في يد قيادتنا وان نكون عونا لهم في قمع الفتن وابعاد الشر عن بلادنا أيا كان نوعه وأيا كان مصدره ودولتكم تحب لكم الخير وتتمنى لكم العيشة الهنية والرفاهية الحقيقية، ولكنها على يقين بأن الرخاء والرفاهية لا يمكن ان ينعم بها شعب من الشعوب ما لم يتوفر له الامن على النفس والمال ولعلمها وتأكدها بأن الامن هو قوام الحياة وسند العطاء وانه مطلب لا بد منه لديمومة الاستقرار واستمرار الحياة، خاصة وان بلادنا قارة مترامية الاطراف متباعدة المسافات يصعب التداخل والترابط بينها إذا نقص أو فقد الامن الذي نعيشه والذي يجب ان يستمر معنا يواكب مسيرتنا لذا نراها تعمل على ترسيخ الامن وتثبيته فيجب ان نسندها ونقف بجانبها ونكون عونا لها ولا يغرنا ما نراه من بريق لحضارات موبوءة عند غيرنا حضارات ذات إطار جميل وغلاف منمق والخلل بداخلها.
أما هنا في المملكة العربية السعودية فإن روابطنا تزيد ورفاهيتنا تنمو وحضارتنا تركض في ظل تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف الذي لم يترك لنا شاردة ولا واردة إلا ابانها وأوضحها لنا وأرشدنا لاتخاذ أسبابها ذلك الدين الذي يؤدي تمكسنا به الى التلاحم والتماسك فيما بيننا من خلال صلات شعبية حكومية وعلاقات أخوية بين المواطنين ومحبة متبادلة بين الجميع وحرص متوافق على بعضنا البعض وعلى أنفسنا ومقدراتنا وممتلكاتنا وأموالنا وأمن بلادنا وليعلم الجميع ان الامن في البلاد مسؤولية الجميع لأنه يمس حياتنا جميعا لذا يجب علينا أن نتكاتف ونقف صفاً واحداً ضد كل من تسول له نفسه الاخلال بأمننا، انه أمننا وأمن أهالينا وأولادنا وأموالنا وأمن بلادنا في الحفاظ على الامن يتساوى الجميع، لا فرق بين مواطن ومسؤول، المواطن يحفظ ويحافظ والمسؤول ينظم ويتابع، والكل يقف صفاً واحداً بقلوب متحابة ومناكب متراصة وأيد متماسكة ضد من يحاول خدش أمننا أو جرحه أو التأثير عليه أو التقليل منه حتى ولو كنا على يقين بأن كائنا من كان ليس بمقدوره خلخلة أمننا لان معوله اضعف من ذلك بكثير وانه هو ومن شابهه من المغالطين لا يستطيع التأثير على أمن راسخ شامخ أشيد بناؤه فوق قواعد صلبة ومتينة وارتفع على أسس راسخة وقوية وهو أكبر بكثير من أن تؤثر فيه لعب اللاعبين أو كيد الحاقدين أو دس المغرضين لأننا دولة مسالمة نحب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا ونكره لهم الشر كما نكرهه لبلادنا، نرفض الخلاف والتعددية عندنا وعند غيرنا لأنها في الغالب ريح تعصف بالشعوب وتدهس الامن وتشتت المستقبل وتبدد الاحلام وتنهي الطموحات، نريد من كل مواطن ان يقدر النعمة التي هو فيها وأن يتواجد دائما بالميادين الايجابية في بلده وان يكون متفاعلا مع الاحداث متفهما لموقعه في سفينة أمته يؤدي واجبه كاملا في المحافظة عليها وان يكون عونا للمسؤول في حمايتها ومساعدا له في قيادتها وعينا ثالثة لدولته في كل ما من شأنه مصلحة وطننا وأمتنا.
إن كان في شخصه يلتزم بما يطلب منه لصالح دينه ويشعر دائما تجاه وطنه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كفرد صالح في هذا المجتمع الصالح.
وإن كان عن غيره فيرصد ويتحرى ويسارع في اخبار الجهات المعنية عن كل ما يصادفه من محاولات شريرة حاقدة قد تجر الى ضرر كبير بالفرد والمجتمع، وأنا وإن كنت على يقين بأن الجميع ملتزم بهذا وأكثر وهذا هو واقعنا وهو ما يأمرنا به ديننا ولا يحتاج أبداً إلى تأكيد ولكنه شيء في نفسي أحببت التذكير به، ثم أن هناك عواصف كثيرة وأتربة وغباراً وتيارات تهب علينا حسدا من الشرق والغرب والشمال والجنوب أخاف ان تلقى طريقا الى عقول الأولاد الصغار فينا فتؤثر في عيدان لنا خضراء لم تنضج بعد علينا جميعا ان نبني أسواراً من التكاتف والتلاحم والتآخي والمشورة والنصح لتلك البراعم حتى تشتد وتستوي ويكون بمقدورها التمييز بين الحق والباطل ومعرفة الحسن والأحسن علينا ان نرقب تلك العيدان ونسندها حتى تصبح سواعد قوية صامدة تقف معنا دائما وأبداً ضد كل من يحاول الاخلال بمسيرتنا أو يخترق صفوفنا أو يقلل من عزيمتنا فنحن بفضل من الله نعيش وضعا يختلف تماما عن الآخرين يتمثل هذا الوضع في حب المواطن لدولته وثقته بها وولائه التام لها وإعلانه السمع والطاعة لأوامرها.
وفي الجانب الآخر نرى حرص الدولة على المواطن وتوفير الراحة له وفتح الابواب في وجهه، تسمع الدولة من المواطن وتستجيب له وكثيرا ما تبادره بالخير قبل ان يطلبه منها فأي مطلب لمواطن أكثر من هذا..
حفظ الله لنا ديننا ووطننا وأمننا وولاة أمرنا.. والله من وراء القصد والسلام.
فهد بن عبدالله العضيب/بريدة
|