تواصل الأرض الإخصاب والإنجاب، ويواصل الأبناء الانتماء والولاء، رجالات عظماء سطَّروا التاريخ بقيمهم ومبادئهم، بعطائهم وصدقهم، بإخلاصهم ووفائهم، قائمة عظيمة تزيَّنت بأسماء خالدة عبر هذه العصور الطويلة منذ فجر الإسلام حتى اليوم، أنى لي بحصرها أو عدّها.
فهنيئاً لكل نبرة حق قالها المخلصون، وهنيئاً لكل كلمة خير خطَّها الخيِّرون، وهنيئاً لكل لحظة جد تفانى بها العاملون.
وأخص بالتهنئة هنا أخي معالي الدكتور ناصر بن محمد السلوم، فقد كان واحداً من رجالات جيل هذا العصر المجيد، إذ أمضى ما يقارب ثلاثة عقود في خدمة وطنه ومليكه، من خلال مواقعه المتعددة في وزارة المواصلات؛ مهندساً ميدانياً، فمديراً عاماً، ثم وكيلاً مساعداً، فوكيلاً، فوزيراً.. فهنيئاً له بما حظي به من تشريف وتكريم جليلين من لدن أولي الأمر في بلادنا الغالية، فهو وسام لا يناله إلا أمثاله من ذوي العلم والموهبة والقدرة، وهنيئاً له بإنجازاته الكبيرة وإسهاماته الرائعة التي شارك بها في وضع بصمة قوية من بصمات حضارتنا المجيدة، وهنيئاً له بما ناله من احترام أهل البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وهنيئاً له لأنه نال كل ذلك عن جدارة واستحقاق.
وهكذا يغادر معاليه وزارة المواصلات، وهو هانئ النفس قرير العين؛ إذ أدى مسؤولياته الجسيمة بهمة واقتدار، وها هي بلادنا تنافس دول العالم في رقيها وحضارتها ومجدها، وما زالت الطموحات أكبر وأعظم، والأمل في الله أولاً ثم في الغيورين الأوفياء من أبناء هذا البلد المعطاء لمواصلة المسيرة بإذن الله على درب المجد والوفاء والإخلاص.
|