Wednesday 11th june,2003 11213العدد الاربعاء 11 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قبل العلم أخلاقاً! قبل العلم أخلاقاً!
ناهد أنور التادفي /عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

عبدالعزيز بن صلاح التميمي /وكالة وزارة التربية والتعليم لكليات المعلمين
أشارت إحصائيات وزارة الصحة لعام «1998» إلى وجود العديد من المشكلات الصحية والأمراض في المجتمع السعودي، التي يعود الكثير منها إلى الممارسات والعادات غير الصحية فقد بلغ عدد الذين يعانون من مرض السكر «409722» حالة، وأمراض اللثة والأسنان «825965» حالة، كما قد بلغ عدد الذين يعانون من الأمراض النفسية والعصبية «493946» حالة، وقد بلغت حالات التسمم الغذائي «6993» حالة، وبلغت حالات مرض الزهري «243» حالة والأمراض التناسلية الأخرى«401»، وبلغت حالات حوادث السيارات «78835» حالة، «وزارة الصحة 1998:37-90».
كما أثبتت الدراسات أن فئة الشباب هم أكثر الفئات عرضة للمشكلات الصحية التي تحتاج إلى اليقظة والرعاية بعد أن تفشت بعض السلوكيات الخاطئة بينهم مثل التدخين وتعاطي المخدرات والأمراض الناجمة عن سوء التغذية وتلوث البيئة إضافة إلى الشكوى المتكررة من المعلمين وأولياء الأمور التي تتناقلها الصحف واللقاءات الإعلامية حول سلوكيات الطلاب المنافية لتعاليم ديننا الحنيف ناهيك عن أن تكون أفكارا غير صحيحة حيال قضايا صحية يعتبرها الكثيرون مشكلات أخلاقية سلوكية ترجع إلى ضعف شديد في وعي الأفراد حيال هذه المشكلات، ولكون المدرسة مؤسسة معنية بالتربية بكل أبعادها وجوانبها وجب ان يكون للتربية الصحية مكان بارز في مختلف كتبها وان تكون جميع تلك الكتب وذلك في إطار التكامل بين المواد.
ومجال النمو والتبدلات الحيوية ومجال الصحة الغذائية كما جاء في الحديث الصحيح«يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك» «البخاري: رقم 4957» ومجال استعمال المواد«{يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا إنَّمّا الخّمًرٍ وّالمّيًسٌرٍ وّالأّنصّابٍ وّالأّزًلامٍ رٌجًسِ مٌَنً عّمّلٌ الشَّيًطّانٌ فّاجًتّنٌبٍوهٍ لّعّلَّكٍمً تٍفًلٌحٍونّ (90)}، إلى التربية الوقائية، {وّأّّنفٌقٍوا فٌي سّبٌيلٌ اللهٌ وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التّهًلٍكّةٌ وّأّّحًسٌنٍوا إنَّ اللهّ يٍحٌبٍَ المٍحًسٌنٌينّ (195)}، والجنسية{وّلا تّقًرّبٍوا الزٌَنّى" إنَّهٍ كّانّ فّاحٌشّةْ وّسّاءّ سّبٌيلاْ (32)}.
ولقد أدركت العديد من الدراسات التي أجريت حول التربية الصحية دور التربية الإسلامية عبر المدرسة وسيطاً من وسائطها في التثقيف الصحي والتربية الصحية، وأوصت بضرورة صياغة مناهجها صياغة إسلامية تكون مرتكزة على أسس العقيدة الإسلامية ومستدلة بما ورد في الكتاب والسنة، كما أوضحت الباحثة «عائدة البنا» في كتاب «الإسلام والتربية الصحية».. إن القرآن الكريم والسنة النبوية قد شملا عدداً غير قليل من التعاليم الصحية التي تصلح أساساً لبرامج التربية الصحية للمسلمين «البنا 11،1404» ولكون التربية الصحية لا تقتصر على جانب واحد ولا على مرحلة واحدة، وانما هي شاملة لكل جوانب نمو المتعلم، ولها صلة بجميع المجالات الدراسية ومرتبطة بجميع المراحل التعليمية وهي جزء لا يتجزأ من البرنامج التربوي أو التعليمي الشامل، فقد أشارت عديد من الدراسات إلى أهمية العلوم الشرعية ودورها في التربية الصحية حيث يمكن عن طريقها استثمار التعاليم الإسلامية ذات الأثر الصحي في اكساب التلاميذ عادات واتجاهات صحية تتسم بالإلزام والثبات بصفتها جزءا من معتقد التلميذ. وكما يقول الدكتور الفنجري «شتان بين أن تكون الصحة والنظافة عقيدة وسلوكا اجتماعيا ودينا لشعب من الشعوب وبين أن تأتي عن طاعة لأوامر الطبيب أو حتى اقتناع بفائدتها»، وقد أشارت دراسة ماجستير قام بها الباحث عبدالعزيز العثمان 1419هـ إلى أنه يمكن إكساب التلاميذ العديد من المعلومات الصحية السليمة وخاصة تلك المتعلقة بالنظافة الشخصية والتغذية وغيرها من العادات الصحية السليمة عن طريق التربية الدينية.
ويضيف الباحث أسامة ظافر في بحثه حول بعض المفاهيم الصحية في الكتاب والسنة «أن في التعاليم الصحية الإسلامية ما يمكن أن يكون جزءاً من مقرر دراسي صحي يحقق أهداف التربية الصحية «كما أوصى» بضرورة الاستفادة من المميزات العلمية والتربوية للتعاليم والتشريعات الإسلامية ذات المضامين الصحية في صياغة منهج تربوي إسلامي يساهم في حل المشكلة الصحية في العالم الإسلامي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved