أبرزت إسرائيل نواياها بكل وضوح تجاه مجمل التحركات السلمية عندما عمدت أمس إلى اشعال قطاع غزة بالعديد من الصواريخ التي انطلقت من مروحياتها مستهدفة اغتيال احد قادة حماس غير أن الاستهداف يطال ايضا عملية السلام بكل جزئياتها بما فيها من حوار فلسطيني.
قبل ذلك بساعات بدت إسرائيل وكأنها تستجيب لدواعي السلام عندما قامت بتفكيك منازل متنقلة «كرفانات» باعتبار أنَّها تقوم بإزالة مستوطنات وتلقَّت على هذه التمثيلية كلمات الشكر وبرقيات الاستحسان من الولايات المتحدة، لكنها سرعان ما كشَّرت عن أنيابها وأرسلت وابلاً من الحمم تجاه قطاع غزة وأهله فقتلت العديدين وجرحت العشرات ودمرت المنشآت.
هكذا تعود إسرائيل بجهود التسوية إلى المربع الأول، فقد رأت إسرائيل أن ثمة أملاً في حوار فلسطيني / فلسطيني رغم الخلافات بين الفصائل حول نتائج قمة العقبة.
فقد أشادت كل من حركة حماس وحركة الجهاد بتركيز رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابومازن أول أمس على أهمية الحوار الفلسطيني وهو الذي قال انه «لا بديل للحوار الفلسطيني إلا الحوار»..
ورأت إسرائيل في هذا الإصرار الفلسطيني للعمل باتجاه توحيد المواقف ما يدفعها نحو زاوية ضيقة وما يلزمها بتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق.
المسلك الإسرائيلي المتعمَّد لنسف جهود السلام يجب أن يُقابَل بما يستحقه من حزم من قبل المجتمع الدولي الذي كان يأمل في تحريك جهود السلام..
ويعني التقاعس عن التعامل مع إسرائيل بما يلزم من حزم انها ستظل هكذا تشكِّل تهديداً مستمراً للسلام مما يعني انزلاق الأوضاع نحو الانفجار وهو أمر يتضرر منه العالم كله.
|