أناخ بشطيك (الغزاة) الطوامعُ
فجاءت لياليك (الملاح) قوامعُ!
وأفنى بك البطش المريع طلائعاً
لها في ذرا المجد (التليد) مجامعُ!
أنارت سبيل الكون في عتماتِهِ
وروَّت محول العلم وهي شرائعُ!
ونادت لها الدنيا على أوج مجدِهَا
فأصغى لها في الكون (صمٌّ) (وسامعُ)!!
فما بك أرضَ (الرافدين) خطيةٌ
حللت أم انهالت عليك الذرائع!
وربِّك لو أن (العراق) مطيةٌ
تساق لذلٍ ما رمته النوازعُ!!
ولكنه (شعب) وأرض كريمةٌ
تفيض عطاً والكون بالأمس جائعُ!
فإن مُدتِ الأيدي إليك فطالما
مددت من الخيرات والصدر واسعُ!!
وإن لوّثوا صافي (الفرات) بشرِّهِمْ
فدجلة نبع ترتويه المنابعُ!
وما منَّةُ (الإمداد) والبذل معدمٌ
من الأهل إلا نكبة تتسارعُ!!
(فبغداد) لم تمدد يديها لحاجةٍ
ولكنها تعطي (جميلاً) (يدافعُ)!!
موارده (العشار) والبصرة التي
أفاضت عظيمَ الفضل والدهر مانعُ!
هي (الروضة) الفيحاء تؤتي ثمارَهَا
لعانٍ يرديه (السرى) (والبلاقعُ)!!
إذا نضبت في شاطئيك مشاربٌ
من (النهر) روَّاها (الحيا) (والهوامعُ)!
فأي حياةٍ تستقيم شؤونُهَا
وقد أقفرتْ أيامُها والمواقعُ!!
تطيب حياة الناس في عَرَصاتِهِمْ
إذا (الأمنُ) ساد العصرَ والعدلُ شافعُ!!
يجنبهم ريبَ الزمان وصرفَهُ
ويحمي حماهم أن تحل الفواجِعُ!
فمن لي بدار سلط الجور سوطَهُ
عليها وأملى شرطه وهو راكعُ!!
ومن لي بشعبٍ سامه الخسف عنوة
ونادى له للموت شارٍ وبائعُ!
أماناً لشط (العُرْبِ) (أمنٌ) يحوطُهُ
جلال ويحميه الكُماةُ اللوامعُ!
يسيل (مداداً) (أو دماً) في نميره
(سموم) (وتِرياقٌ) على الجرح ناجعُ!
فأين عراق (الأمس) في بسماتِهِ
(شجونٌ) (ووصلٌ) والزهورُ الفواقعُ!
تطوّف حواليْهَا (الحياة) كريمةً
وتقتل (موكولاً) بهنَّ (البراقعُ)!
وتعطي (ليالي) الأنس والليل مطبقٌ
مزيجاً من (الغوغاء) والفجر طالعُ!!
فأين شجون (الصبِّ) في خلجاته
نخيبٌ له بين الضلوع مواجعُ!
تهيم كما هام المسنُّ بأمسهِ
وصوَّح في عينيه (روض) (وطالعُ)!!
متى يا (عراق) الأهل تبدو رسالةٌ
تعيد إلى الإسلام ما هو ضائعُ؟!
وتبني له في كل (صقع) منارةً
تنادي (هلموا) والكماةُ هواجعُ!
متى يا صدى أُنسى ونخوةَ خاطرِي
تعود لنا الأيام (طهرٌ) (روائعُ)؟!
تُطلَّين في ثوب قشيبٍ يزينُهُ
(وفاء) (وبذل) والرجال مصانعُ!!
ويا دفقة (النهرين) والكون مقفرٌ
أفيضي علينا (زخّةً) تتراجعُ!
فنحن (عطاشٌ) والحياة ذميمةٌ
بعصر على أوطاننا يتصارعُ!!
نسام بخسفٍ بين (غوغاء) غاصبٍ
(دعيٍ) دخيل يشتري ويبايعُ!
كأن له من كل (شعب) نصيبَهُ
ومن قدرات الكون ما هو نافِعُ!!
يقيم على الإسلام وهو منصَّرٌ
ولاة من الكفر (البواح) تقارعُ!
فما لرجال المسلمين تقوقعوا
على باب محتل لئيم يخادعُ!!
تباكوا وأضحوا يضربون كفوفهم
ويلوون راساً أبرمتْهُ المواجعُ!
هو الضعف لا يبنى عليه دعائمٌ
تطول ولا عزمٌ له (الحدُّ) قاطعُ!!
ولا يلتقي (ذلٌّ) أمام ضراوةٍ
من الغدر إلا صوَّبته (المدافعُ)!!