هل يُقبل من المبدع أن يكتب للإبداع فقط..
الفن للفن..
مثلما ظلَّ كثيرون يرددون.. وعلى الناس يضحكون
هل يمكن أن تكون الكتابة لغة إبداعية دون أن تتبنى همَّاً أو قضية..
هل ينجح مبدع ويكون له بصمته وبقاؤه في ذاكرة الناس وهو بلا قضية يتبناها ويناضل من أجلها.. عبر قلمه وأشكاله الإبداعية..
** قرأنا امرأ القيس وطرفة وقيساً وأبا نواس.. مثلما قرأنا نزار قباني
وقرأنا المتنبي
ومحمود درويش وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وإدوارد الخرَّاط ونجيب محفوظ وحنَّا مينه.
أسماء كثيرة وقائمة طويلة.. ولك أن تصنِّفها وفقَ ما تريد قد لا تتفق في الصيغ والمفردات.. في الأفكار والاتجاهات.. ولكننا في لحظة أستطعنا أن نمسك معها الخيط الذي يجمع بين مئات الأسماء التي تهطل في ذاكرتنا العاشقة للكلمة المدسمة بالإبداع..
** كلُّ الأسماء..
تمنحك دهشة الإبداع المذهلة في لحظة تغيِّب أنت فيها نفسك وأحكامك الخاصة وإرثك الثقافي.
** ترمي بنفسك إلى الهواء.. كورقة تتطاير بلا تاريخ وبلا ماضٍ.
وتمسك بلحظة الإبداع العذبة التي تستفز فيك مكامن الجمال..
لكنك تؤوب من جديد..
تستيقظ من الدهشة المذهلة
وتعود إلى حيث وعيك التاريخي والاجتماعي فتحاكم الإبداع بهما وتطرد من ذاكرتك كلَّ الأسماء التي لا توقِّر ذلك كلَّه فيك.
تظلُّ تتحدث عن إبداعها على استحياء.. مثلي الآن تماماً..
وتستحيل كتبهم وقصائدهم إلى تهمة تحاول إخفاءها في مكتبتك.
** وتجعل الكتب الوقورة بمحاذاة زجاج الرفوف..
تأخذ المقدمة..
وتتراجع الأخرى.. فهي في الأماكن الخلفية دائماً..
لا تتصدر أبداً.. ولا أحد يجرؤ أن يمنحها ذلك الاعتراف بما منحته إياها..
دائما هي.. تمنح دهشة مذهلة.. لكنها لا تتجاوز ذلك..
ولا تستطيع..
تبقى دائماً لحظة عابرة
غير قادرة على اعتمار الذاكرة..
فحين تكتب هل تريد أن تبقى مجرد دهشة عابرة..
أو تريد أن تبقى محاذياً لزجاج الصدارة دائماً
تريد النور والثقة والقامة التي تستطيل بقضيتها.. أو أنك تكتفي بأن تكون صاحب كتاب يُحشر خلف الكتب ويُخبأ تحت الوسائد.. ويتحدث الناس عنك بالهمس وربما تجاوزه إلى اللمز!!
|