* المتابع للساحة الصحفية خلال الفترة الماضية.. ولا أعني فقط.. الفترة التي أعقبت الانفجارات... بل وما قبلها أيضاً.. يلحظ أن هناك طروحات ومناقشات لقضايا اجتماعية مختلفة ما كانت تطرح سابقاً بهذا الشكل.. وهناك غوص في تفاصيل قضايا تحتاج إلى خبراء لمناقشتها ومع ذلك فقد سمح الكثيرون لأنفسهم بمعالجة هذه القضايا والإبحار فيها.
* وليت هذا الإبحار كان شافياً.. وليت المعالجة كانت عميقة وبأيدٍ ماهرة.. لكنها في الغالب - مع الأسف - (طرطشات) صحفية.. وكتابة لمجرد الكتابة.
* كتابات متناقضة.. تجد أنه في أول المقال كان للكاتب رأي.. ويختمه برأي آخر يناقضه تماماً.
* حتى ما يطرح في وسائل الإعلام الأخرى نجد أن هناك من يستضاف في محطات تلفازية أو إذاعية وقد تكاثر من هم غير مؤهلين لتناول قضايا الأمة المصيرية.
* كنت أستمع قبل أيام لأحد المنتسبين للفكر في إحدى الإذاعات - غير المحلية- وكان ينقم على تراث السلف ويشكك في قيمته لوقتنا الحاضر ويقول.. إنه لا يناسبنا البتة وعلينا طمره وهجرانه.. ولنفكر فيما يناسبنا.
* وفي وسط المقابلة.. يستشهد بأقوال هؤلاء السلف في أكثر من موقع.. ثم يختم حديثه بضرورة الاستفادة من مؤلفات فلان وفلان وفلان وهم كلهم من سلف الأمة.
* لا أدري كيف تناقض هكذا؟
* في الكتابات الصحفية.. شيء كثير من ذلك.. فهذا يتناول قضية خطيرة ومهمة وساخنة دون أن يملك أياً من أدوات التناول.. لا التأهيل ولا الخبرة ولا المعلومة ولا القدرة الذهنية ولا التجربة ولا المعرفة ولا.. الإلمام.
* إذاً.. كيف سمح لنفسه بتناولها؟
* هذه القضية الخطيرة.. هي مهمة الخبراء أياً كان هؤلاء الخبراء.
* أساتذة جامعات مثقفين.. علماء شريعة.. مفكرين.. مجربين.. كل يتناول حسب استطاعته وقدرته ومعرفته.. أما أن تترك هذه القضايا الكبرى لأناس بسطاء.. فهذه كارثة.
* كيف يوجه الناسَ إنسانٌ جاهل؟
* ومثل هذا.. تلك المداخلات التي ترد على مقابلات وحوارات وقضايا تطرح في الإذاعات ومحطات التلفاز.. عند مناقشة قضايا ساخنة وخطيرة.
* فهذا يقول كلاماً مخجلاً.. وآخر يتحدث وبينه وبين الموضوع - محور النقاش - مسافة غير قصيرة.
* وهذا لا يربط كلمتين مع بعض.. وآخر يقول كلاماً هو نفسه لا يعرف معناه..
* وآخر يصفصف كلاماً غير مفهوم.. ومع ذلك.. يحتفي بها مقدم البرنامج ويطلب من الضيف مناقشتها أو الرد عليها وهي كلام تافه للغاية.
* إن القضايا الثقيلة.. قضايا الأمة لها أهلها.. ولها خبراؤها.. ولها الرجال المتمكنون.. فاتركوها لهم.
|