Wednesday 11th june,2003 11213العدد الاربعاء 11 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإسلام دين الرحمة الإسلام دين الرحمة
غرم الله بن خضر الزهراني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وصلى الله وصحبة وبعد، إن الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها المملكة مؤخراً وتولى كيدها فئة من الذين لم يفهموا دينهم فهماً صحيحاً مما كان له أكبر الأثر في أمن هذا البلد واستقراره.
إن الذين قاموا بهذه العمليات شرذمة قليلون شوهوا صورة هذا الدين أمام العالم فالإسلام دين الرحمة والعدل لا دين العنف والقتل ولقد انتشر بين الأمم قديماً ومازال ينتشر بسمو أهدافه ونبل مقاصده وسماحته مع القاصي والداني ومع العدو والصديق ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن الرفق لا يدخل في شيء إلا زانه وأن العنف لا يدخل في شيء إلا شانه» وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أسامة بن زيد عندما ولاه قيادة الجيش وأمره بالخروج للغزو: «اغزُ على بركة الله قاتل من كفر بالله لا تغدروا ولاتغلوا ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة إلا لمأكله..» يعلمنا كيف نتعامل مع خصومنا ولو في حالة الحرب وها هو صلى الله عليه وسلم يعطي عهداً لنصارى نجران يؤمنهم فيه على كنائسهم وصلبانهم ويعطي حرية الاعتقاد لأنه كما قال الله تعالى:{لا إكًرّاهّ فٌي الدين} ثم يأتي خلفاؤه من بعده ويمشون على هذا المبدأ في التسامح والرحمة بالناس حتى مع غير المسلمين بل إنهم كانوا يسقطون الجزية عمن لا يستطيع أن يدفعها وهذا ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أهل بيت المقدس حيث رفض أن يصلي داخل الكنيسة حتى لا يتخذ ذلك المسلمون ذريعة في الاستيلاء على الكنيسة، ثم يمضي الزمان ويعود الصليبيون فيأتي صلاح الدين يحرر بيت المقدس ويضرب المثل في تسامحه مع خصومه ويحسن في معاملتهم وقد جاءت إليه امرأة نصرانية مستغيثة به تطلب منه أن يطلق سراح زوجها وأن يبحث لها عن ولدها الذي خطفه اللصوص فيفعل ذلك فتعلن المرأة إسلامها.
إن الإسلام بريء من هذا العنف ومن سفك الدماء وقتل الأبرياء من المدنيين العزل لا كما يظن أولئك الغافلون الذين يتعللون بأنهم يدافعون عن الإسلام والمسلمين ضد هؤلاء الأعداء الذين يكيلون ضد المسلمين لحساب اليهود وأنهم يحاولون طردهم من بلادنا وهم في الحقيقة يمكنون لهذه الدول ويعطونهم المبررات تحت مظلة «محاربة الارهاب».
إن الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة فإذا كانت الغاية نبيلة وشريفة فلا بد أن تكون الوسيلة كذلك ودليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل مثلما يفعل هؤلاء ولم يخطط لقتل أكابر مجرمي قريش الذين كانوا يعذبون الصحابة الكرام وإنما كان صلى الله عليه وسلم يوصيهم بالصبر.. صبراً آل ياسر كما أننا مأمورون بأن ندعو الناس إلى الإسلام لا قتل وسفك دمائهم {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ (107)}، كذلك لا بد من اقامة الحجة على البشرية جمعاء لا تشويه صورة الإسلام مصداقاً لقوله تعالى {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا لٌَتّكٍونٍوا شٍهّدّّاءّّ عّلّى النّاسٌ وّيّكٍونّ الرَّسٍولٍ عّلّيًكٍمً شّهٌيدْا (143)}.
لذا يجب علينا أن نقف صفاً واحداً لمواجهة كل من يتعرض لأمن واستقرار هذه البلاد المقدسة وأن نكون خير قدوة لتمثيل هذا الدين العظيم دين التسامح والمحبة. حفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادتنا الحكيمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved