* الرياض - الجزيرة:
أعلن البنك السعودي الهولندي عن اطلاق اول برنامج لبطاقات فيزا الذكية في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع فيزا انترناشيونال، ليزود عملاءه بذلك بانظمة دفع سريعة متنوعة تتمتع بمستويات اعلى من الامان والذكاء.
وقد استخدم البنك السعودي الهولندي تقنية مبتكرة في جميع البطاقات الذكية الذهبية والفضية الصادرة عنه، وذلك في اطار التحول العالمي نحو اعتماد بطاقات الدفع الذكية، وتعزز هذه التقنية عوامل الامان التي تتميز بها بطاقات فيزا عند اجراء معاملات الدفع عبر منافذ البيع والخدمة او انجاز عمليات السحب النقدي عبر اجهزة الصرف الآلي. وسوف يتم استبدال البطاقات الذهبية والفضية الحالية الصادرة عن البنك السعودي الهولندي ببطاقات جديدة ذكية خلال الاشهر القليلة القادمة.
وقال بيتر بالتوسين، العضو المنتدب في البنك السعودي الهولندي، بمناسبة اطلاق المنتج الجديد: «تمثل البطاقات الذكية بداية حقبة جديدة في عالم الدفع الالكتروني ويسعدنا ان نكون سباقين الى تجسيد هذا التطور التقني في المملكة على ارض الواقع، خاصة وان السوق السعودية تعد من الاسواق المتطورة التي توفر بيئة مناسبة لطرح احدث التقنيات، ومن هنا ينبع حرصنا على تقديم منتجات متطورة تلبي احتياجات الدفع العصرية».
واضاف بالتوسين: «بات الجميع يدرك المزايا التي تتمتع بها البطاقات الذكية بالمقارنة مع البطاقات التقليدية المزودة بشريط ممغنط، وخصوصا من حيث مقاومتها لاي عملية تزوير محتملة، وبما ان المعالج الدقيق الذي تتضمنه البطاقة لا يخزن سوى البيانات المشفرة، فانه من المتعذر فك ترميز هذه البيانات عند وقوعها في ايد غير امينة».ويضاف الى ذلك، انه يمكن تزويد الرقاقة الذكية باجراءات وقائية مسبقة يحددها البنك، مما يتيح التوثيق الآمن للعديد من المعاملات التي تتم عبر منافذ البيع واجهزة الصرف الآلي من دون الحاجة لتمريرها عبر البنك المصدر وتيسير هذه المعاملات.
من جانبه، قال سعود جدعان المهيد، مدير البطاقات الائتمانية في البنك السعودي الهولندي، تتمتع بطاقة البنك السعودي الهولندي الذكية بجميع مزايا ووظائف البطاقة العادية المزودة بشريط ممغنط، فضلا عن ان المعالج الدقيق يمتلك القدرة على تخزين اضعاف مضاعفة من البيانات التي يستطيع الشريط الممغنط تخزينها. وتجعل هذه السعة التخزينية الكبيرة البطاقة مناسبة للعديد من التطبيقات الاخرى غير الخاصة بالدفع التي سيتم طرحها مستقبلا».
وتشتمل بطاقات فيزا الذكية المتداولة حاليا في العديد من البلدان حول العالم، مثل فرنسا وألمانيا والنمسا، على وظائف متعددة، بما فيها برامج مكافآت العملاء. وفي هذه الاثناء، يتم استخدام هذه البطاقات في اليابان في مجال انظمة النقل.
وقال بيتر سكريفن، مدير عام فيزا انترناشيونال الشرق الاوسط: نهنىء البنك السعودي الهولندي على رؤيته الاستراتيجية الناجحة التي يجسدها بوضوح من خلال ريادته لسوق البطاقات الذكية في السعودية، خاصة وان هذه البطاقات تمثل تقنية المستقبل. ومما يزيد من اهمية هذه الخطوة الرائدة، ان حاملي البطاقات السعوديين يستأثرون بأعلى معدلات الانفاق في منطقة الشرق الاوسط، اذ تقارب حصتهم نصف ما ينفقه جميع حاملي البطاقات في هذه المنطقة. وفي الواقع، لا توجد طريقة افضل لمكافأة عملائنا من تزويدهم بالبطاقة الذكية الجديدة التي تشكل علامة فارقة في مجال حماية حاملي البطاقات وتعزيز الخدمات التي نقدمها لهم.
واضاف سكريفن: كان يقدر عدد البطاقات الذكية في الشرق الاوسط بنهاية عام 2002م بنحو 90 الف بطاقة. ونحن واثقون من ان الجهود التي تبذلها البنوك الاعضاء في شبكة فيزا، مثل البنك السعودي الهولندي الذي اتخذه الخطوة الاولى في مجال التحول الى استخدام البطاقات الذكية، سترفع هذا العدد الى اكثر من 120 الف بطاقة بنهاية الشهر الجاري.
وتستثمر البنوك الاعضاء في شبكة فيزا ايضا في التقنيات المتوافقة مع تقنية الرقاقات في منافذ البيع والخدمة في كافة انحاء العالم، بالاضافة الى استثماراتها الهادفة الى زيادة اعداد البطاقات الذكية. وتتوقع فيزا ان يرتفع عدد نقاط قبول البطاقات الذكية، التي بلغت 700 الف منفذ لغاية 31 ديسمبر 2002، الى 5 ،2 مليون منفذ بنهاية العام الحالي، اي بزيادة قدرها 215 في المئة.
وتمثل البطاقات الذكية، او ما يعرف باسم «بطاقات الدارات التكاملية»، او «بطاقات الرقاقات» «chip cards» التطور الاحدث في مجال بطاقات الدفع، اذ تحتوي البطاقة الذكية على معالج دقيق يستطيع تخزين كمية كبيرة من المعلومات، وكذلك تنفيذ الاوامر المبرمجة عند استخدام هذه البطاقات عبر منافذ الدفع المتوافقة معها.
الامان:
* تحمي البطاقة الذكية مستخدمها من عمليات الاحتيال والتزوير ويكاد يكون نسخ البطاقات الذكية مستحيلا، كما انه يصعب على اي شخص غير مخول ان يصل الى المعلومات المخزنة على المعالج الدقيق.
* يتم تشفير بيانات البطاقة الذكية بطريقة تحميها من عمليات التغيير او الحذف من دون اذن مسبق من حامل البطاقة، مما يوفر درجة عالية من الطمأنينة للمستخدم والتاجر والبنك المصدر لهذه البطاقة على حد سواء.
* يمكن برمجة البطاقة ايضا لتحديد سقف الانفاق وتزويدها بعوامل حماية اضافية باستخدام رقم سري شخصي.
السرعة:
* تضمن البطاقة الذكية انجاز عمليات الدفع بسرعة اكبر، كما تساعد عوامل الحماية العديدة التي يتضمنها المعالج الدقيق، على التأكد من سلامة المعاملات عبر منافذ البيع والخدمة دون الحاجة الى الاتصال بالبنك الذي صدرت عنه هذه البطاقة، وتعني هذه الميزة، انجاز المعاملات بشكل اسرع وتوفير خدمة افضل للعملاء. ويضاف الى ذلك، انها تقلص قيمة فاتورة الهاتف بالنسبة للمصارف والمتاجر في آن معا.
* تتيح المكونات الديناميكية للمعالج الدقيق تطوير المنتج دون الحاجة الى استبدال البطاقة، الامر الذي يعني امكانية تحديد المعلومات المخزنة على البطاقات الذكية وتغييرها مباشرة عبر منافذ الدفع دون التقدم بطلب للحصول على بطاقة جديدة.
تعددية الوظائف:
* يتيح حيز الذاكرة الاضافي المتوفر على المعالج الدقيق مجالا واسعا امام تنويع وظائف البطاقة، بما في ذلك برامج ولاء العملاء للفنادق وشركات الطيران والمتاجر ومحطات التزود بالوقود، بالاضافة الى التطبيقات المالية، وكل ذلك على بطاقة واحدة. وبالتالي، يمكن تخصيص البطاقات بما ينسجم مع الاحتياجات الشخصية لحامليها.
* يتم استخدام البطاقات الذكية لاكثر من مجرد انجاز المعاملات المالية. وعلى سبيل المثال، فقد تم استخدامها مفاتيحا للغرف في الفنادق وبطاقات للاتصال من الهواتف العامة وبطاقات صحية تختزن الملفات الطبية لحامليها.
* يمكن استخدام البطاقة الذكية عبر اي منفذ للبيع او الخدمة او جهاز للصرف الآلي لانها مزودة ايضا بشريط ممغنط.
المواصفات القياسية:
تنسجم البطاقات الذكية مع العديد من المعايير الدولية التي تتيح استخدام هذه البطاقات في كافة انحاء العالم، كما تسمح لمزودي الحلول بتطوير امكانات منافسة او مبتكرة لمنتجاتهم. وتشمل هذه المعايير:
* معيار فيزا ماستركارد يوروباي «EMV»: مجموعة من المواصفات التي طورتها معا كل من فيزا انترناشيونال وماستركارد ويوروباي. وقد تم نشر هذا المعيار لاول مرة في عام 1996م، وهو المعيار العام الذي يعتمده القطاع في تطوير التطبيقات الذكية المصممة لضمان عمل بطاقات الدفع والائتمان الذكية في جميع انحاء العالم.
* منظمة البرنامج العالمي «Global Platform» : منظمة تقوم على اساس العضوية تسعى الى تحقيق التوافق بين انظمة الدفع المختلفة من خلال المعايير التقنية. وفي اطار التزامها بتطوير معايير دولية لمنظومة البطاقات الذكية متعددة التطبيقات، تمكنت المنظمة من نشر معايير البرنامج المفتوح الذي قامت فيزا انترناشيونال بتطويره لمواكبة احتياجات الاقتصادات المتطورة ومتطلبات التوافق مع انظمة البطاقات العالمية. ويشمل البرنامج المفتوح مجموعة من التقنيات والمواصفات التي تلبي الحاجة الى وجود تطبيقات من مختلف القطاعات ضمن بطاقة ذكية واحدة.
دور ريادي:
* تقود البنوك الاعضاء في شبكة فيزا الطريق المؤدي الى مستقبل انظمة الدفع بخطى ثابتة، حيث يتم حاليا تداول اكثر من 100 مليون بطاقة من بطاقات فيزا الذكية حول العالم.
* تم اطلاق اول بطاقات ذكية في الشرق الاوسط من قبل ائتلاف مصرفي ضم 7 بنوك، وذلك في لبنان في سبتمبر 2000م.
* بلغ عدد البطاقات الذكية في نهاية عام 2002م حوالي 90 الف بطاقة ذكية قيد التداول في الشرق الاوسط وحده، في حين وصل عدد منافذ قبول هذه البطاقات الى 10 آلاف منفذ.
* من المتوقع ان يصل عدد البطاقات الذكية في الشرق الاوسط بنهاية شهر يونيو الجاري الى 120 الف بطاقة، بمعدل نمو قدره 30%، بينما تشير التوقعات الى ان عدد منافذ قبول الدفع بالبطاقات الذكية سيتضاعف خلال هذه الفترة.
* تم تحديد يناير 2006 موعدا نهائيا للتحول الالزامي الكامل الى استخدام البطاقات الذكية، حيث سيتوجب على جميع منافذ البيع والخدمة تحديث اجهزة قبول البطاقات لديها بحيث تدعم معايير فيزا بحلول شهر اكتوبر 2004م.
المستقبل:
ينتظر تقنية البطاقات الذكية مستقبل واعد، خاصة وان هذه البطاقات توفر عددا من المزايا والوظائف يزيد بكثير عن تلك التي توفرها البطاقات المزودة بشريط ممغنط، بما فيها المرونة والسرعة والامان، ومن المنتظر ان تلعب المعاملات المنجزة بواسطة البطاقات الذكية دورا اساسيا في الحياة اليومية.
|