* بغداد د. حميد عبدالله:
* عبَّر قادة الاحزاب العراقية عن خيبة أملهم من التسويف الذي يمارسه معهم الحاكم المدني الأمريكي بول برايمر، ومن عدم جدية الأمريكان في تأسيس حكومة عراقية تتولى إدارة شؤون البلاد.
* قادة الأحزاب الذين وعدوا الشعب العراقي بتشكيل حكومة عراقية انتقالية خلال بضعة اسابيع بعد الإطاحة بنظام صدام بدؤوا يفقدون صبرهم ومعه مصداقيتهم، وبات الشارع العراقي يدرك ان (الهيئة السباعية) التي تضم ممثلين عن سبع حركات وأحزاب أساسية مغلوب على أمرها، ولا تملك أي قوة أو ضغط أو تأثير على الأمريكان.
* (الجزيرة) استطلعت آراء عدد من قادة الأحزاب السياسية بشأن الوعود الامريكية فأجمعوا على انهم محبطون ويشعرون بخيبة أمل.
* جلال الطالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعد من اكثر السياسيين حماسة للحرب وأكثرهم تأييدا للأمريكان انتقد صراحة اللا مبالاة الأمريكية في التعامل مع هموم الشعب العراقي وقضاياه الملحة.
* وقال الطالباني: ان أي تأخير يثير الارتياب بالتحاف وينعكس هذا علينا كشركاء، فنحن نتعرض للاتهام بأننا نقصِّر في واجباتنا. لكن الطالباني حاول كسر حدة انتقاداته للأمريكان فأنحى باللائمة على الأحزاب العراقية حيث قال (يجب ان نلوم أنفسنا أولا ثم نلوم التحالف). نعم هناك تقصير من قبلنا في سرعة العمل، كان يجب على (مجلس السبعة) ان يسرع في تشكيل اللجنة التحضيرية وعلى اللجنة التحضيرية ان تسرع في عقد المؤتمر.
* أما محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية فقد قال ان العراقيين قد بلغوا سن الرشد فلماذا لا يحق لهم ان يقيموا حكومة ويديروا شؤونهم بأنفسهم؟ ولماذا لا يتم تحويل الإدارة والسلطة للعراقيين هل هم قاصرون لا يستطيعون حكم بلادهم؟
وقال الحكيم: نحن نريد حكومة وسلطة لا تتلاعب بالالفاظ.. حكومة تمثل كل العراقيين.
* من جهته أعرب عدنان الباججي رئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين المستقلين عن أسفه لان الإدارة العراقية الانتقالية ستقتصر على (لجنة استشارية بدون سلطة قرار)، ودعا الباججي الأحزاب العراقية الى نبذ خلافاتها وتوحيد كلمتها ونسيان الماضي.
* في هذ الأجواء أعلن بول برايمر الحاكم المدني العراقي ان (مجلس السبعة) لا يمثل الشعب العراقي وأن الأمريكان بحاجة الى ظهور أحزاب سياسية جديدة، مؤكدا ان دور الإدارة الانتقالية التي يفترض أن يفرزها المؤتمر الوطني يقتصر على صياغة الدستور وليس على حكم البلاد، وأن العراق بحاجة الى مجلس سياسي يسبق المؤتمر.
* التراجعات الامريكية أوجدت قناعة في أذهان قادة الأحزاب مؤداها بأن الحكومة العراقية سوف لن تشكل لا في نهاية حزيران ولا في منتصف تموز، بل تمتد الى أيلول أو حتى الى نهاية العام الحالي وهذا ما صرح به أعضاء في (مجلس السبعة)، حيث قال جلال الطالباني خلال زيارة عائلية خاصة قام بها الى منزل الدكتور مكرم الطالباني إنه ليس هناك موعد محدد لتشكيل حكومة عراقية وأن الأمر بيد الأمريكان ولا حول لنا ولا قوة.
* الأمريكان وضعوا قادة الأحزاب العراقية بين نارين، فلا هم يستطيعون الضغط على بول برايمر اكثر مما هو مسموح به ولا هم بقادرين على إقناع الشارع بالانتظار لأكثر مما انتظر.. وحتى تأتي الحكومة فإن الايام ستظل حبلى بالتطورات!!
|