Wednesday 11th june,2003 11213العدد الاربعاء 11 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

زعماء الأحزاب السياسية والقبائل يتعاهدون على الأخذ بالثأر زعماء الأحزاب السياسية والقبائل يتعاهدون على الأخذ بالثأر
مسيرة تظاهرية ضخمة تضم عشائر العراق وأحزابه السياسية في البصرة دعماً لـ « السعدون »

  * حوار - ياسر بن علي المعارك:
المنتفق اسم لأكبر تجمع عشائري في العراق، وهم ثلاث أثلاث، بني مالك والأحود وبني سعيد، وقد اشتهر من أبناء المنتفق رجال معدودون مثل الصحابي الجليل جراد بن المنتفق، والمنتفق هم أخوال العباس بن علي بن أبي طالب الذين كانوا معه يوم استشهد مع أخيه الحسين في كربلاء، والمنتفق هم الذين قضوا على ثورة الزنج عام 357هـ في البصرة. وهم الذين قضوا على فتنة القرامطة في البصرة وحاربوا الفرس وطردوهم من العراق.
وقد توالت على المنتفق عدة إمارات كان آخرها إلى اليوم إمارة آل سعدون.
وآل سعدون هم أسرة هاشمية حسينية هاجرت من المدينة المنورة، واستقروا في القصيم أوائل القرن التاسع الهجري وسميت «الشبيبة» باسمهم، ثم ارتحلوا إلى العراق أوائل القرن العاشر الهجري وأسسوا في العراق إمارتهم التي امتدت منذ 935هـ وإلى 1300هـ، أسرة بالغة النفوذ جمع الله لها بين النسب والتاريخ فكان منها أمراء عظام خدموا العراق وحفظوا إسلامه وعروبته، ويكن لهم أهل العراق كل تقدير واحترام ويعترفون لهم بالسيادة والمهابة والزعامة، حتى غدا «عبدالمحسن السعدون» رمزاً للوطنية في العراق.
* «الجزيرة» التي ذهبت لديوان العزاء كان لها هذا اللقاء مع الشيخ المهندس عبدالكريم الفحل بن عمر المنصور السعدون وقد سألناه عن الفقيد، فأجاب:
- فجعنا بالشيخ علي الفالح السعدون، ومصابنا به جلل ولا نقول إلا الحمد لله على كل حال، فقد كان كريماً شهماً وشجاعاً ذا مروءة عالية ونفس كريمة وطالما فرج عن مكروب وفك مسجوناً، وفك رقاباً كثيرة من الموت، ويشهد بهذا القاصي والداني لما له ولأسرته من مكانة مرموقة في نفوس المسؤولين على اختلاف الحكومات التي مرت على العراق في عهده.
* من تتهمون وراء هذا الحادث الأثيم، وهل لتيار طائفي سياسي دور في ذلك؟
- لا نتهم أحداً بعينه، العراق كله اليوم يعيش في فتنة واضطراب وما يصاحبها عادة من عدم الرؤية وفقدان العقل. ومن قام بهذا الفعل المشين يريد بالعراق وشعبه والمنطقة كلها شرا عظيما خطط له بإتقان وهذا أمر بُيّت له بليل، حتى القبائل الشيعية تحب الشيخ علي الفالح وتقدره وهي التي تطالب الآن بدمه وتدعو إلى الثأر من قتلته، وقد سارت جموع الشيعة في جنازته وما تلا ذلك من مظاهرات الاستنكار التي عمت مناطق الشيعة.
وقد تواعدت سائر العشائر والأحزاب السياسية العربية منها والكردية السنية والشيعية على مسيرة سلمية احتجاجية ضخمة اليوم الأربعاء تبدأ من البصرة إلى الزبير، وقد علمنا أنه اتخذت إجراءات أمنية مشددة لهذا الأمر، وقد زار ديوان السعدون في الزبير زعماء القبائل ورؤساء الأحزاب السياسية وكلهم استنكروا الحادث وتواعدوا على التلاحم والتكاتف تحت اللواء وتضييع الفرصة على المعتدي والمطالبة بالثأر لدمه، وأملنا كبير برمز الأسرة الشيخ حمود العبدالله الفالح السعدون، والشيخ كمال بن صبري السعدون بتحقيق الحق وتثبيت الأمور برجاحة العقل وحنكتهم البالغة المشهودة.
* يقال إن ولاء آل سعدون كان لحزب البعث وللرئيس صدام حسين بالذات، فماذا تقولون؟
- آل سعدون أسرة كبيرة يصل تعدادها إلى عشرة آلاف شخص وفيهم أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسون والمحامون والأدباء والسياسيون والعسكريون منذ عقود طويلة مضت. وقبل أن يأتي حزب البعث كان أبناء الأسرة يتقلدون مناصب في الدولة العراقية، ولأن أسرة آل سعدون بحكم إنتمائهم إلى طبقة متعلمة مثقفة ومؤهلة ولما للأسرة من مجد وسمعة ونفوذ وتاريخ، فإنه يتسارع الحكام على مر تاريخ الحكومات العراقية المتتالية إلى كسبهم. وتوليتهم الوظائف العليا في الدولة منذ «رمز الوطنية العراقية» عبدالمحسن السعدون وحتى اليوم، ومع هذا فإن أبناء الأسرة وإن كانوا خدموا الوطن فإنهم ليسوا من الزمرة البعثية العليا صاحبة القرار السياسي وإنما كانوا ككل أبناء العراق والعشائر والقبائل العراقية. فلماذا إذن هذا الاتهام المقصود منه الإساءة إلى هذه العائلة ومحاولة التأثير على الدور القيادي الذي تلعبه الأسرة في الساحة السياسية مستقبلاً!
* بمناسبة الحديث عن المستقبل السياسي، هل ترون لآل سعدون دورا في صنع الأحداث مستقبلاً؟!
- هذا أمر غيبي، والغيب لا يعلمه إلا الله، لكن المقدمات تدل على النتائج، وعملية الاغتيال هذه تؤكد أن للأسرة رقما رئيسياً ثابتاً وصعباً في المعادلة السياسية في العراق، وآل سعدون مؤهلون للقيادة لما لهم من مخزون تاريخي عريق في نفوس العراقيين وهم محل ثقة واطمئنان عند جميع شرائح المجتمع العراقي، ولا أستبعد أن يكون لهم دور سياسي وقيادي سواء مشاركة أو انفراداً، خاصة إذا سارت الأمور بشكل نزيه، وإذا ما أريد للعراق الخير.
* ما هو منظوركم لمستقبل العراق السياسي؟
- يا أخي الكريم، العراق اليوم كالمريض في غرفة الإنعاش، اجتمعت فيه العلل، وأهله في خارج الإنعاش يتشاجرون فيما بينهم حول الميراث ويتناقشون عن أسباب ا لمرض ولا أحد منهم يتكلم عن العلاج.. وهم يختلفون حول أساليب علاجه!.. فكيف سيكون حاله؟.. هذا هو العراق اليوم أما غداً.. فالله أعلم به.
* كيف تنظرون إلى دور المملكة في نصرة شعب العراق والأخذ بيده؟
- المملكة هي خيمة المسلمين ورواق العرب، وآل سعود منذ القدم هم أهل التوحيد ودعاته والعاملون على رفعة المسلمين وعزتهم، فما زالوا يعملون لتوحيد صفوف العرب والمسلمين كما هي عادتهم حفظهم الله ذخراً للنهوض بهم من عثرتهم، وهم بهذا، يتعاملون مع الأحداث بكل واقعية وموضوعية فليس غريباً على المملكة مد يد العون للشعوب العربية والإسلامية عامة، وشعب العراق ومساعدته في محنته خاصة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved