هل من السهولة أن يمر خبر نقلته صحيفة «اليوم» - مؤخراً - دون ان يتم التعليق عليه من قبل وزارة الصحة، أو الشؤون البلدية والقروية، والنظر في شأنه، ودراسة حيثياته، خصوصا انه يمس شريحة تعتبر اللحوم البحرية مصدر غذاء مهم لها، ومصدر رزق كذلك..!
الخبر يوضح ان عمال احد المقاولين ألقى القبض على قرابة 1000 فأر في حراج سوق السمك المركزي بالدمام، مختبئةً في اروقة السوق، وقد انتشرت بهذه الكثافة بعد ان ازال أحد العمال بلاطاً في أرضيات السوق من أجل الترميم، والصيانة، ففوجىء بهجوم كاسح للفئران التي كانت مختبئة اسفل البلاط، ومن المتوقع ان تظهر الفئران الأخرى بعد ان تتم ازالة ما تبقى من البلاط في السوق، والأرجح ان سبب تكاثر الفئران بهذه الكثافة غير الاعتيادية عدم وجود نظام جيد لتصريف المياه المستخدمة في تنظيف السوق.
خبر ان قلنا هو مؤسف حابينا.. وان قلنا هو مقرف نفرنا من اتخاذ اللحوم البحرية وجبة بعد الآن.. وان قلنا هو اهمال، وتهاون من الجهة المنوطة بها امر المتابعة الميدانية رحمنا.. ولو افصحنا عن كثرة العمالة الوافدة المسوقة لهذه اللحوم قطعنا رزقهم، ورزق من يأكل جزءاً من عرقهم.. ولكننا لن نرضى بهذا الوضع الذي يفترض ألا ترضى عنه الجهة المسؤولة.بجانب الخبر نشرت صور ضحايا الجرذان، والفئران بأحجامها المختلفة بعد ان قضي عليها.
ولعلنا ندرك المرض الذي تصدره الفئران والجرذان لنا، وماهي الاماكن التي تحرص على الوجود فيها بكثرة، فتتخذ منها بيوتاً، ومساكن تأوي إليها بمجرد شبعها وترهل معدتها، ولو لم يكن السوق المركزي للسمك بالدمام كذلك لما غزته الفئران، واتخذت من أرضياته سكناً ومأوى.
وزارة الصحة لا شك مهتمة بصحة المواطنين، والوافدين، والمقيمين، كما انها حريصة على ان تعطي صورة حسنة لها من خلال اكتمال نظافة المرافق المتعددة العامة والخاصة، ونقاط البيع..
فهل سيمر خبر القبض على قرابة 1000 فأر في حراج سوق السمك المركزي بالدمام مروراً عادياً دون ان تهتز له اروقة الوزارة..؟!!
|