Tuesday 10th june,2003 11212العدد الثلاثاء 10 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى كل أب: إلى كل أب:
«حذارِ.. من قتل الثقة في نفس ابنك!!»

قبل أن تبدأ عيناك بالتهام سطوري الشاكية.. تأكد ان جمل عباراتي هذه جاءت وحضرت الى ساحة «عزيزتي» وجاءت بقوة لتنتهك عذرية هذه القضية التي اشعلت على صفحات العزيزة حتى ان اوراها لطال..
ولن يكفيها الف مقال!! يا احبة ان قضية علاقة الاب مع ابنه قضية حساسة.. تحكمها المقادير.. كمقدار الملح.. مثلاً حتى لتتشكل لنا تلك الوجبة بمذاق مر.. قد لا يألفه الاب ولا يستسيغه هو ذاك مع الابن عندما يزيد الاب في دلال ابنه حتى انه لا يستطيع ان يحكم سلوكياته وتصرفاته الخاطئة اذا ما كبر.. والام سيان مع الاب في ذلك!!
حقيقة احرفي هذه لم يكن حضورها حضور همسة اشتياق غير انها احرف.. دوت بأصداء - وصرخت بكل ألم لحظة قراءتي لموضوع على صفحات «العزيزة» بعنوان «قبل ان تعاقب ابنك اسأل نفسك هذا السؤال» للاخ ياسر المجاهد في عدد الجزيرة «11184» يوم الثلاثاء 12/3/1424هـ حقيقة مفاد هذا الالم والحزن..
هي ترسبات في النفس البشرية.. ازاء ما قرأته واسمعه من قسوة بعض الاباء على آبنائهم.. قسوة. .اذابت صفاء النفس.. وحب سرمدي بينهما.. حتى لتكاد عتبات الابن تتحطم.. اثر حدة النقاش في دائرة المعاملة بين الاب وابنه.. حتى ليخيل الينا بل ليس خيالاً.. بل هي الحقيقة ان نجد اباءً يقطفون زهرات يافعة.. ويحرمونها من تكملة مشوار الحياة.. بثقة تضمن لهم مستقبلاً باهراً.. نعم هذا ما اعنيه..
هم الآباء لا يدركون مدى خطورة قتل هذه الثقة في نفس ووجدان اولادهم بعد ان شبوا عن الطوق وتملكوا رشدهم.. انهم يتعاملون مع ابنائهم كما لو كانوا صغاراً ومازالوا اطفالاً لا «شخصية لهم» ولا وجود.. ولا ارادة لهم ولا مشاعر ناضجة عندهم ليتم هذا التصور!؟ وهذا العمل!!؟ اننا بذلك نئد التطلع.. وتحمل المسؤولية عند شباب.. هم كالرجال في تعاملهم وردود فعلهم!!
انه امر يشكل خطورة فادحة على مستقبل الابن.. واستشعاره بقدرته على التعامل مع مجتمعه من خلال ادراكه المتفتح!
* افلا تعلم ان نهج التربية السليم حذرنا من اية نتائج عكسية مدمرة ناتجة عن هذا النمط من السلوك الخاطئ.. افلا نرعوي عن هذا المسلك!! وازاء هذا المسلك اجد الكلمات تنتحر في بوحي.. وتجف العبارات في صبري!!
لا اخال هذا السلوك الخاطئ الا مفرزاً افرازات المخاض لتؤول الى مسلكين هما متوازيان الا ان كليهما قاتل تقولون لي ماهما: اقول:
1- ا ن يتجمد لدى الابن كل احساس بالمسؤولية من جراء قتل الثقة.. واظهاره بمظهر التآمر الذي لا رأي ولا مكان لاقدامه.. أَوهل نريد ذلك لابنائنا.. لا والله والف لا..؟
2- المسلك الآخر وهو المسلك الذي استطيع ان اصفه بأنه الخروج عن «طوع الاب» وعن سلطته.. وهي تلك اللحظة التي يتمرد فيها الابن على سلطة الاب وعلى قهره ويتحول تحولاً جذرياً من ابن بار الى آخر عاق.. صار يرفض كل طاعة!!
ويعصيه كل ساعة!! حتى لادنى الاشياء تلك التي لا يصح رفضها!
* لا تعجبوا قرائي الاعزاء.. هذه نهاية مأساوية.. مسلسل مأساوي.. كتب نهايته الاب بنفسه.. وليقتل الاب ابنه.. بقتل الثقة في نفس ابنه ولتعم الشكوى البيت - الامر الذي يجعلنا نتوقف ولو لبرهة ازاء تعاملنا مع ابنائنا وجرأة الطموح فيهم.. ونتدارك بعقلانية كل اخطاء الماضي.. لدرء مخاطر المستقبل.. الذي اريد ان اقوله واثبته وهو نزف قلمي الكسير «ان العنف.. وان القصور في الفهم السليم للتربية عند الكثير من الاباء مشكلة بحد ذاتها.. نراها في ساحة المجتمع افرزت الكثير من المشاكل ولن نحلها بقدرة السيطرة على العواطف بتعاملنا مع اولادنا الراشدين.. والمرشدين كما لو كانوا اخوة لنا لهم حق الرأي والمشورة والمشاركة في الاراء.. والقرارات.. عفواً عزيزي الاب حذارِ من قتل الثقة في نفس ابنك وهذه رسالتي اليك.. ودمت سالماً غانماً..

بقلم أ. سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي/ معلم بمتوسطة صقلية - المذنب

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved