Tuesday 10th june,2003 11212العدد الثلاثاء 10 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دعوني أحدثكم عن الإرشاد والتوجيه والدور المطلوب من المرشد دعوني أحدثكم عن الإرشاد والتوجيه والدور المطلوب من المرشد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:-
تابعت ما كتبه الأخ الكريم/ صالح الخميس حول التوجيه والإرشاد في مدارسنا في عدد «الجزيرة» الصادر يوم الاربعاء 13/3/1424هـ وكذلك آخرون قد كتبوا حول التوجيه والإرشاد.. والحقيقة أجدني أتفق فيما ذهب إليه الأخ الكريم وأختلف معه في القليل وبداية دعوني أحدثكم عن الارشاد والتوجيه وعن الأعمال التي من المفترض أن يقوم بها المرشد الطلابي في المدرسة، على اعتبار أنني من أوائل المرشدين الطلابيين في المملكة العربية السعودية، حيث عملت مرشداً وتنقلت في جميع المراحل الدراسية«الابتدائية والمتوسطة والثانوية ومعهد إعداد المعلمين» من عام 1405 حتى عام 1412هـ ثم عملت مشرفا تربويا للإرشاد والتوجيه من بداية عام 1413هـ حتى نهاية عام 1417هـ.
أولا بدأ تفكير وزارة المعارف سابقاً في تطبيق الإرشاد والتوجيه في المدارس في عام 1401هـ وتم التطبيق الفعلي والعملي في المدارس في عام 1403هـ ولو حسبنا عمره لقلنا إن عمره «21» عاما وإن جاز لنا التعبير قلنا إنه ما زال في سن المراهقة المتأخرة ولم يصل بعد لسن الشباب والنضج.
والإرشاد والتوجيه هو العمود الفقري للعملية التربوية والتعليمية ويعمل المرشد الطلابي على تحقيق الأهداف الآتية:-
1- توجيه الطالب وإرشاده من جميع النواحي، الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية والتربوية والمهنية لكي يصبح عضوا صالحا في بناء المجتمع ليحيا حياة مطمئنة مرضية.
2- مساعدة الطالب على أن يألف الجو المدرسي وتبصيره بنظام المدرسة ومساعدته على الاستفادة من برامج التربية والتعليم.
3- مساعدة الطالب على اختيار نوع الدراسة أو المهنة التي تتناسب مع مواهبه وميوله.
4- اكتشاف مواهب الطلاب وقدراتهم وميولهم والعمل على توجيه تلك المواهب والقدرات واستثمارها.
5- التعرف على المشكلات التي تواجه الطلاب أو قد تواجههم أثناء الدراسة مع البحث عن حلول لها.
6- توعية الجو المدرسي بأهمية وأهداف برامج التوجيه والإرشاد.
7- العمل على توثيق العلاقة والروابط والتعاون بين البيت والمدرسة لكي يكون كل منهما مكملا للآخر.
8- المساهمة في إجراء البحوث والدراسات حول المشكلات التي تواجه العملية التعليمية.
9- مساعدة الطلاب على حل بعض المشكلات النفسية والسلوكية والأسرية والاجتماعية والتربوية.
10- حصر الطلاب المعيدين والمتأخرين دراسيا وإرشادهم إلى أفضل طرق الاستذكار، كما يتم متابعة متكرري التأخر عن الحصص والغياب والمتسربين وإيجاد الحلول المناسبة لهم.
11- رعاية الطلاب المتفوقين دراسيا وتكريمهم، وكذا المثاليين والإشادة بهم ليكونوا قدوة لبقية الطلاب بالمدرسة.
12- العمل على إيجاد توازن ثابت بين أساليب التنفيذ للأهداف العامة أو الخاصة سواء للتربية والتعليم أو للتوجيه والإرشاد.. ويتم ذلك عن طريق الجوانب التالية:-
أ- المنهج الإنمائي: ويهتم برعاية وتوجيه النمو السليم والارتقاء بالسلوك إلى الأحسن، وهو ضروري في مجال دعم السلوك المرغوب وتقرير العمل على كف العكس من ذلك عن طريق أحد المناهج الأخرى.
ب- المنهج الوقائي: وهو منهج التحصين النفسي ضد المشكلات عن طريق المستويات الثلاثة الآتية أو أحدها:-
1- الوقاية الأولية: منع حدوث المشكلة.
2- الوقاية الثانوية: الكشف المبكر وتشخيص المشكلة.
3- الوقاية من الدرجة الثالثة: محاولة تقليل أثر الإعاقة. وذلك عن طريق الدراسات والأبحاث حول المشكلات التربوية.
وأعود هنا إلى الأخ الكريم وأبين له أن المرشدين هنا ينقسمون إلى قسمين: الأول- مهتم بعمله وعلمه ومعتز به ومفتخر وفاهم لكل جزئياته يصارع من أجل تحقيق تلك الأهداف التي ذكرتها آنفا. والثاني- مرشد غير فاهم لعمله ولا يعلم عنه شيئا يسيره مديره كيفما يشاء وإن غاب المدير قام بالمهمة الوكيل، وهذا الثاني من الذين ترشحوا للإرشاد وكانوا معلمين ثم أصبحوا مرشدين اللهم إلا القليل الذين يعدون على الأصابع.
والأحق والأجدر بالعمل في التوجيه والارشاد هو المتخصص في علم النفس ثم المتخصص في علم الاجتماع أو الخدمة الاجتماعية.
وأصبح الطلاب المتخرجون في الجامعة في تخصصات علم النفس أو علم الاجتماع أو الخدمة الاجتماعية عاطلين دون عمل بينما يقوم بدورهم في المدارس الأقل منهم كفاءة وعلماً، وبهذا لن يتطور الارشاد ما دام المرشد قد أمضى حيناً من الدهر يعمل معلماً حتى كَلَّ وتعب من العمل ثم آتي به وأجعله مرشداً نفسياً للطلاب ولا يفهم من أبجديات علم النفس والمشكلات النفسية وحلولها والاجتماعية أي شيء، فكيف سينجح الارشاد إذا كان المرشد لا يفهم ولا يعرف طبيعة عمله وإنما لجأ إلى هذا العمل ليرتاح حتى يحال على التقاعد؟!.
وسأذكر هنا البرامج الإرشادية التي يعمل المرشد على تنفيذها داخل المدرسة طيلة العام وهي- أولا- برنامج الإرشاد الديني والأخلاق: ويتضمن ما يلي:-
1- نشر الوعي الديني وتعاليم الاسلام السامية بين الطلاب والتمسك بها والمحافظة عليها.
2- زرع الايمان القوي في نفس الطالب.
3- تعويد الطالب على الصدق والأمانة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- حث الطلاب على المحافظة على الصلاة وإقامتها جماعة داخل المدرسة وخارجها.
5- المحافظة على ممتلكات الغير ومنها أثاث المدرسة، وما أنشأته الدولة في الأماكن العامة والحدائق والمتنزهات وعدم العبث بها، والالتزام بأنظمة وقواعد المدرسة وطاعة المعلمين واحترامهم وطاعة الوالدين وبرهم وطاعة أولياء الأمور.
6- زرع وغرس العادات الحسنة والسلوكيات الطيبة والإيجابية بين الطلاب داخل وخارج المدرسة.
ثانياً- برنامج الإرشاد التربوي: ويتضمن ما يلي:-
1- استقبال الطلاب المستجدين في جميع المراحل وتبصيرهم بالأنظمة.
2- مساعدة الطالب على التكيف مع متطلبات المدرسة والمراحل الدراسية استنادا إلى قدراته وميوله.
3- مساعدة الطالب على بذل أكبر قدر وجهد في تعزيز تحصيله العلمي.
4- رعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين، ومساعدة الطلاب المتأخرين دراسياً.
5- وضع العلاج والخطط للطلاب المعيدين والمتسربين ومتكرري الغياب والمقصرين في أداء الواجبات.
6- عمل لوحات ونشرات ومطويات تبصر الطلاب بأفضل طرق الاستذكار والمراجعة ومساعدة الطلاب على أداء الاختبارات في أجواء طيبة ومريحة.
ثالثاً- برنامج الإرشاد التعليمي والمهني: ويتضمن ما يلي:-
1- تعريف الطلاب بأنواع التعليم المتاحة لهم ومساعدتهم في اختيار نوع الدراسة أو المهنة التي تتفق مع ميولهم وقدراتهم.
وعلاقة ذلك بوظيفة المستقبل المتاحة حسب خطط التنمية التي تضعها الدولة.
2- توجيه طلاب الصف الأول الثانوي الناجحين إلى نوع الدراسة التي سيلتحق بها الطالب في أي قسم من الأقسام وذلك حسب احتياج الوطن ورغبة وقدرات وميول واستعداد الطالب وتتفق مع رغبة ولي أمره.
3- تعريف الطلاب بشروط القبول والمتطلبات والمميزات لفروع الدراسة.
4- الاستفادة قدر المستطاع من دليل الطالب التعليمي والمهني الذي أعدته الوزارة.
5- تنظيم زيارات للطلاب إلى بعض المؤسسات التعليمية والتربوية والمهنية.
6- الاستفادة من ذوي الخبرات والمهن والتخصصات وتنظيم محاضرات مهنية للطلاب بالمدرسة لتبصيرهم بأنواع الدراسة والوظائف والأعمال، سواء أطباء أو مهندسين أو أخصائيين أو عسكريين وغيرهم.
رابعاً- برنامج الإرشاد الوقائي والصحي: ويتضمن ما يلي:-
1- إرشاد الطلاب فيما يقيهم من الوقوع في مشكلات صحية أو دراسية أو اجتماعية أو نفسية أو أسرية، وذلك بالتوعية الدائمة والمستمرة وتعريفهم بالعادات الصحية السليمة في المأكل والمشرب والمسكن والأجواء المناسبة للمذاكرة.
2- الكشف الصحي الدوري لعموم الطلاب ومتابعة الحالات المرضية المعدية وعزلها مبكراً ومعالجتها عند أهل التخصص حتى لا تتم العدوى.
3- مكافحة التدخين والتوعية المستمرة والدائمة بأضراره الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك التوعية بأضرار المخدرات وخطرها على الفرد والمجتمع.
4- تبصير الطلاب بالقواعد المرورية العامة وتبصيرهم بعواقب السرعة والحوادث وأثرها على الأفراد والمجتمعات.
وتعريفهم على القيادة الصحيحة وربط حزام الأمان.
5- متابعة الحالات المرضية الخاصة، التي لديها مشاكل نفسية أو اجتماعية أو أسرية والعمل على إيجاد الحلول المناسبة وعلاجهم أو تحويلهم إلى المختصين.
6- الاهتمام بالمعاقين جسدياً أو حسياً ومساعدتهم على اجتياز نوع الإعاقة التي يعانون منها والاندماج مع باقي الطلاب وأفراد المجتمع.
خامساً- برنامج الارشاد الاجتماعي: ويتضمن ما يلي:-
1- تعويد الطلاب على الاتجاهات الاجتماعية الإيجابية.
2- تنمية روح الجماعة والتعاون وحب الآخرين والإيثار لدى الطلاب.
3- إشراك الطلاب في النشاطات المدرسية المختلفة وتعويد الطلاب وحثهم على الاشتراك في الجماعات حسب ميولهم وهواياتهم واستعداداتهم وقدراتهم.
4- الاقتباس من القرآن الكريم والسنة المطهرة وأن يؤخذ منها ما ينمي روح الأخوة في نفوس الطلاب. وتبصير الطالب بمنزلته في الحياة.
ويتم تنفيذ تلك البرامج السابقة عن طريق الوسائل الآتية:-
1- الإذاعة المدرسية.
2-المجلات والصحف الحائطية واللوحات والنشرات والمطويات والدوريات والملصقات.
3- المحاضرات والندوات والبحوث والمراسلات.
4- الجلسات الفردية والجلسات الجماعية.
5- الزيارات الميدانية.
ومن الأعمال التي يقوم بها المرشد الطلابي في المدرسة ما يلي:
1- توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة.
2- دراسة حالات سوء التكيف الاجتماعي.
3- دراسة الحالات النفسية الخاصة ومنها«الخجل والقلق والخوف المرضي وتوهم المرض والانطواء والاكتئاب».
4- دراسة الحالات الطارئة اليومية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
5- تعبئة السجل الشامل لكل طالب واستيفاء المعلومات اللازمة عن كل طالب.
وأخيراً أقول إنني بشكل مختصر تحدثت عن الأعمال التي يقوم بها المرشد الطلابي في المدرسة وهي ولا شك أعمال جليلة وجسيمة والمرشد الذي يريد الراحة والكشخة لن يقوم بريعها، وكذلك المرشد الذي ليس لديه قدر كاف من العلم في علم النفس لن يتسنى له القيام بها جميعاً.
كما أن المرشد تواجهه عدة مصاعب وعقبات تقف في طريقه ولعل من أهمها مدير مدرسة ذو عقلية قديمة ونواح إدارية بحتة وبيئة مدرسية غير متفهمة لعمل المرشد الطلابي ومجتمع لا يعرف إلا مدير مدرسة ووكيلا ومعلما ومبنى مدرسيا لا يساعد المرشد على تنفيذ خطته التي يريد تحقيقها.
آمل أن أكون قد وفقت في شرح بعض من الأعمال والمهام التي يقوم بها المرشد الطلابي في المدرسة، والله من وراء القصد.

ضيف الله محمد حسين مهدي
رئيس قسم البحوث التربوية بإدارة التعليم بمحافظة صبيا

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved