شارون يقطع طريق العودة

يفترض أن الاقوال والافعال تتناسب مع مرحلة بناء السلام، وبينما نجد رئيس الوزراء الفلسطيني يدين الهجمات التي وقعت الاحد على جنود اسرائيليين، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي يسلك بطريقة مخالفة ويستدعي إلى الساحة الخلافات التي تهدد بعرقلة خطط السلام الجارية الآن عندما يتعهد امام جماهير حزب الليكود أنه لن يسمح لاي لاجئ فلسطيني بالعودة إلى إسرائيل.
وستظل قضية اللاجئين بنداً رئيسياً في أجندة السلام ولن يتسنى تحقيق ذلك السلام إلا بمعرفة مصير حوالي خمسة ملايين لاجىء فلسطيني أجبرهم الصهاينة على مغادرة أراضيهم قبل خمسة عقود من الزمان.
وقد أدلى شارون بهذا التصريح متشجعاً بما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش في العقبة أي أنه يبني على معطى سياسي قوي وفيما يشبه التعهد من القوة العظمى الوحيدة في العالم حيث تحدث بوش عن إسرائيل كدولة يهودية مردداً بذلك دعاوى الصهاينة عن اسرائيل، وعندما يتوعد شارون بأنه لن يسمح بعودة أي لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل، فهو يحاول تجاهل أنه لا يزال هناك مليون ونصف المليون عربي يعيشون داخل «فلسطين 48» التي هي اسرائيل الآن وأن هؤلاء يشكلون حوالي 20% من جملة السكان.
تحتاج مسيرة السلام إلى إبداء الكثير من النوايا الطيبة في أجواء متوترة أصلاً تزيدها مثل تلك التصريحات تصعيداً..
ولا يستطيع شارون ولا أي عنصر آخر من الليكود المتطرف غير أن يداعب أحلام هؤلاء الصهاينة المتطرفين الذين قدموا من أقاصي الأرض والذين يتطلعون الى المسكن الآمن في أراضي الفلسطينيين مع كل ما يستلزم ذلك من إبعاد لأصحاب الأرض وتمسك بهذه الأرض.
ومع القناعة بمنطق السلام يصبح التدخل الأمريكي في كل مرة ضرورة لازمة مع توخي الموضوعية وعدم الانحياز لإسرائيل في كل مرة وإلا فإن التدخل بتلك الصورة المنحازة سيعمل فقط على تشدد الإسرائيليين وتصعيد الأوضاع إلى درجة المواجهة.