* برلين د ب أ:
في نزاع يعود إلى تاريخ قديم مثل قدم أرض النيل ذاتها تفجر خلاف بين رجلين حول ملكية امرأة جميلة، هذان الرجلان يحظيان بشهرة جيدة وهما من علماء المصريات المعروفين.
ويتمحور خلافهما حول أحقية كل منهما في حيازة واحد من أفضل الأعمال المعروفة للفن المصري القديم ألا وهو التمثال النصفي للملكة نفرتيتي الجميلة التي تنتمي إلى الأسرة 18 والذي يعود تاريخه إلى 3300 عام.
وهذا التمثال النصفي المصنوع من الحجر الجيري والجص والذي يصور الملامح الطبيعية واضحة المعالم لسيدة فائقة الجمال تضع على رأسها غطاء مخروطي الشكل وفريدا من نوعه قد ظل يشكل حجر الزاوية لمجموعة آثار برلين المصرية منذ أن اكتشف علماء الآثار الألمان هذا التمثال وسط أطلال لمرسم فنان قديم كان يوجد على ضفاف النيل في أوائل القرن العشرين.
وكانت هنالك حالة من الغموض الشديد تكتنف هذا التمثال النصفي منذ اكتشافه في عام 1912 حيث بقي كما هو دون أن يمسه أحد ودون أن تتأثر ألوانه النابضة بالحياة بعدما ظل منسيا وهو مدفون في الرمال منذ الأيام التي كانت تموج بالاضطرابات في أواخر حكم الفرعون اخناتون وهو واحد من أكثر الحكام غموضا في كل العصور المصرية القديمة. وفي كل عام يتدفق آلاف الزوار على متحف برلين لمشاهدة تمثال نفرتيتي والتي تتميز بابتسامة وقور ورصينة على الدوام حتى أنه يخال إلى كل من يشاهدها أنها توشك على الكلام.ولعل مما يزيد من هذا الوقار والرصانة حاجباها المقوسان وهما ما يمكن أن يلاحظه الزوار بسهولة وهم يتحركون في صمت حول الصندوق الزجاجي الذي يحوي بداخله التمثال كما يشاهدون بلورة الكوارتز التي تشكل حدقة عينها اليمنى والتي تتلألأ وترسل وميضا من الضوء، ولدى نفرتيتي عين واحدة فقط. فالعين اليسرى عبارة عن تجويف من الجص وتفتقر إلى أي سمات أو ملامح، وما من
أحد يعرف سبب وجود عين واحدة في التمثال.
|