Tuesday 10th june,2003 11212العدد الثلاثاء 10 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اضاءة اضاءة
مؤسسة الفكر العربي... ميلاد جديد !
شاكر سليمان شاكوري

قبل ثلاث سنوات.. وفي كلمته التي افتتح بها احتفالية بيروت عاصمة للثقافة العربية، أطلق الأمير خالد الفيصل سراح حلم ظل يراوده طويلاً بين الإحجام والإقدام.
وكان حلم الأمير الشاعر المفكر قد تعدى حدود وطنه (الخاص) محلقاً في سماوات عالم يشعر بشدة أنه ينتمي إليه، ويتألم لذلك البون الشاسع بين ماضي هذا العالم المشرق وحاضره المعتم في زمن عولمة القطب الواحد حيث لا اعتراف بالكيانات الصغيرة المتناثرة، يتشح بعضها بلباس ماض قد بلى، وينسلخ آخرون عن جلدهم إلى جلد غريب لا يكاد يستره.. دويلات لا تزال تعيش في قرون ماضية والعالم دونهم يقفز بالقرون!
وإذا كان للحلم جناحان بهما يحلق في الآفاق، فإن جناحي الحلم والأمل عند الأمير كانا الفكر والمال، لكن أرباب الفكر قد انحسر دورهم لأسباب شتى، وأرباب المال لم يجدوا أمامهم مشروعاً واضحاً لدورهم في التحول بالمجتمع إلى العصرنة.
ولم يكن غريباً إذن أن يطالب الأمير الأمة - حينذاك) باحياء مبادرة تضامنية بين الفكر والمال العربيين، عبر مؤسسة أهلية - هي مؤسسة الفكر العربي فيما بعد - وذلك بغرض النهوض بالأمة العربية، والأخذ بيدها كي تواكب العالم، والدخول بها إلى دائرة التأثير بعد أن مكثت طويلا في طور التلقي والتأثر فحسب!
وفي نفس المكان - بيروت - وذات الزمان - مايو/ آيار الماضي - كان لي شرف تلبية دعوة مؤسسة الفكر العربي التي كان قد دعا إلى قيامها سموه، والتي خطت خطوات عملية بدءا من الاجتماع التأسيسي في القاهرة - يونيو 2001 - ومروراً بمؤتمرها السنوي الأول في القاهرة أواخر شهر أكتوبر الماضي وحضورها المميز في أكثر من منتدى عالمي، وانتهاء بافتتاح مقرها المؤقت في بيروت والذي اقترن باجتماع نخبة مميزة من المفكرين العرب لبحث الشأن العربي في أزمته الراهنة، ووضع مشروع متكامل لحركة الأمة كي تتخطى حالة الضعف والشتات، وكان من أهم ما جاء في افتتاحية سموه لهذا الاجتماع الذي أداره بكفاءته المعهودة أن الأمة وهي تتطلع اليوم إلى بارقة أمل في ظرفها الدقيق، لن تقنع منا - نحن المجتمعين - بمجرد بيان يضاف إلى رصيد العجز العربي!
وقد أسفر هذا الاجتماع عن اتفاق الآراء على أن تعكف نخبة من المتخصصين العرب في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لوضع مجموعة رؤى تتم مناقشتها على مختلف المستويات تمهيداً لطرحها ضمن محاور المؤتمر السنوي الثاني للفكر العربي الذي تنظمه المؤسسة في بيروت شهر ديسمبر القادم، ثم وضع النتائج بين يدي أصحاب القرار العربي بقطاعيه الحكومي والأهلي.
ولا بد أن يتفاءل المحيط العربي باجماع نخبة على تشخيص داءاته ووصف دواءاته في مشروع متكامل ربما يكون هو مشروع القرن للأمة العربية.
وقبيل سفره الى بيروت كان سموه قد رعى حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب جامعة الملك خالد في أبها، وفيه نادى الشباب أن يفجروا طاقاتهم في خدمة أوطانهم وأنفسهم بدلا من أن يفجروا أنفسهم في خدمة الشيطان! وذلك في معرض تجريمه للتفجيرات الآثمة التي وقعت مؤخراً في الرياض.
وفي برنامج «خليك بالبيت» الذي استضافه قبيل الاحتفالية والذي ازدحمت ساعتاه بالمداخلات الهاتفية والفاكسية، ظهر الفكر السعودي المشرق عبر حديث الأمير عن أهم القضايا العربية والمحلية، وكانت لفتة حادة الذكاء من الأمير عندما صحح للمذيع اللامع زاهي وهبي وصفه للشباب المغرر بهم بأن أدمغتهم قد غسلت، فبادر الأمير بالقول بل لوثت، لأن الغسيل يعني النظافة وما يفعلونه هو العكس تماماً.
وهذا الفكر الواعي المستنير والموهوب في شخصية الأمير حري بأن يكون محل فخر كل سعودي يعتز برموز أمته!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved