أما تساؤلك أخي «خالد الدريبي/ الرياض» والمتمحور حول ما سميته ظاهرة «انحسار معدلات القبول الجامعي».. فبكل صراحة جامعاتنا بريئة من تهمة عدم قيامها بما يجب أن تقوم به حيال هذا الأمر، ولو بحثنا في سجلات القبول في هذه الجامعات لوجدنا ان معدلات القبول فيها لم تنحسر البتة.. بل سنجدها - إن لم تكن قد ازدادت - هي هي على ما كانت عليه في السنوات السابقة، أما الذي تغير في هذا المنحى أخي خالد فهو ان التعليم الجامعي قد وجد نفسه بكل فجاءة وجهاً لوجه مع نتاج التراكمية «الطبيعية» للزيادة غير الطبيعية لمعدلات المواليد لدينا والتي تعتبر من أرفع المعدلات العالمية ويشهد على ذلك حقيقة كون عنصر الشباب يمثل أكثر من نصف المجتمع. المشكلة هنا ان من يسارع الى إلقاء تبعات عدم قبول كافة الطلاب على عاتق جامعاتنا يغفل حقيقة لا يمكن اغفالها وتتمثل في ان اقدام الجامعات على فتح أبواب قبولها لكل من تقدم اليها من الطلاب سوف يكون نجاحاً «كمياً» غير انه سيكون على حساب عدد من النجاحات «النوعية»، حيث إن مجرد قبول كافة المتقدمين الى التعليم الجامعي سيؤثر سلباً في نوعية هذا التعليم الأمر الذي سينعكس بالسلب كذلك على سوق العمل واحتياجاته من الموارد البشرية المؤهلة التأهيل اللازم والمناسب.
بالطبع القول بأن أسباب انحسار معدلات القبول الجامعي هو الزيادة السكانية المهولة لا يعفينا بالتأكيد من وزر غياب الأسس الثقافية لما يعنيه مفهوم «التخطيط» لدينا، وهل تريد على هذا القول مثالاً..؟! حسناً ففي الوقت الذي لا تفتأ فيه أقلام الكتّاب بمختلف مستوياتهم تكدح أو تجدف سعياً وراء الحلول الناجعة لمشكلات مثل السعودة أو البطالة، يطل علينا - ليتبخر في الأجواء الذهنية - خبر صحفي فحواه اقدام وزارة التربية والتعليم على ايفاد 259 معلماً سعودياً للتدريس في 23 دولة.. أما التخصصات التي يحملها من تم ايفاده الى هناك فهي المحاسبة وادارة الأعمال والأحياء والهندسة الزراعية والعلوم الزراعية والتربية الفنية واللغة الانجليزية والرياضيات والكيمياء والفيزياء والحاسب الآلي واللغة العربية والاختبارات والمقاييس.. «الاقتصادية العدد 3504، الجمعة، 16 مايو 2003». والسؤال هو: هل يا ترى حققنا الاكتفاء الذاتي في هذه التخصصات ليتم «التصدير!» أم أن الحل هو: أوفد سعودياً وأجلب مكانه متعاقداً..؟ طبعاً هذا هو الحل لا غيره..!
هنا استميح قراء شدو العذر في اضطراري الى التوقف عن الكتابة لفترة قصيرة وذلك لأسباب تتعلق بالامتحانات الجامعية.. العذر مرة أخرى والى اللقاء قريباً إن شاء الله.
|