* الرياض - عبدالحفيظ الشمري:
على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي والفضيلة وجمع من الأدباء والمثقفين احتفت «أسرة الدريس» مساء أمس الأحد بأديبها وشاعرها الشيخ عبدالله بن ادريس حيث أعلن المذيع الأستاذ عبدالله الشهري الحفل الذي بدئ بالقرآن الكريم ورتله حفيد الشيخ عبدالله بن سامي الدريس ثم قدم الأستاذ المربي عبدالمحسن بن محمد الدريس كلمة الأسرة قال فيها:
عندما قررنا نحن أسرة الدريس تكريم أديبنا الشيخ عبد الله بن إدريس بعد حياة عملية حافلة بالعطاء في القطاعين الوظيفي والثقافي وجدنا أن الأمير سلمان بن عبد العزيز قد كرمنا بحضوره وأفضل علينا بتشريفه ورعايته لهذه المناسبة.
أجل لقد صرنا نحن المُكرَّمين بحضوره بعد أن كنا نريد أن نكون نحن المُكرِّمين.. ونحن المتفضل عليهم برعايته وحدبه وتشريفه ولا غرابة في هذا الأمر، فهذا شأن الأمير سلمان في كل محفل للخير.. وفي كل مقام للعطاء فسموه - دائماً- المبادر والمبارك والداعم وما ترؤسه ورعايته للمؤسسات الخيرية والاغاثية في الداخل والخارج التي يعرفها ويلمسها الجميع إلا شاهد على ذلك.
وها هو الأمير سلمان -في ليلتنا هذه - يؤكد على مبادراته الطيبة واسبقياته غير المسبوقة..
يا صاحب السمو لقد وسعتم دائرة هذا الحفل.. فقد أخرجتم حفلنا هذا من دائرة تكريم الأسرة لأحد أبنائها أو تكريم أهالي حرمه لأحد أفرادها إلى تكريم الوطن الكبير لأحد مواطنيه. إن في حضوركم يا سمو الأمير حفلنا هذا تكريمٌ لأسرة الدريس وأهالي حرمة وأهالي سدير ولأن حضوركم شرفٌ كبيرٌ فقد اقتضى هذا توسيع وتنويع دائرة المدعوين، فتمثلت فيه كل الأطياف فصار تكريماً لكل أبناء هذا الوطن برجالات أدبه وعلمائه ورجال أعماله وإعلامه، ونحن لا نكرم الشيخ عبد الله فقط لمجرد أنه أحد أبناء هذه الأسرة، ولكننا نُكرمه كأحد الرواد المبدعين المخلصين وأحد أوائل الخريجين الجامعيين في هذا الوطن وممن أسهموا بقدر وافر في الحياة العلمية والأدبية والصحفية على مدى أكثر من نصف قرن، فليهنأ المُكرَّم شيخنا الأديب بهذا التكريم وليهنأ الجميع بهذا التشريف البهي لهذا الحفل، وليهنأ هذا الوطن بهذا الإخلاص والتلاحم والمحبة. اللهم أدم علينا نعمك الوافرة واحفظ هذا الوطن المبارك من كل سوء ومكروه واجعله في أمن ورغد دائمين إن الله ولي ذلك والقادر عليه. ثم قدم الشاعر حمد العسعوس على أثرها هذه الكلمة - قصيدة شعرية بعنوان «ليلة العرس»: جاء في مقدمتها:
كرموهم.. ففي رؤاهم تلوح
شعقة الفجر،والصياح يبوح
كرموهم.. ففي رؤاهم سناء
أشرقت من سناه تلك السفوح
كرموهم.. فإنهم كائنات
من صداها صار اليمام ينوح
هؤلاء الذين جابوا الفيافي
والقوافي على خطاهم تصيح
هؤلاء الذين.. فينا - أعادوا
دولة سادها القصيد الفصيح
***
ليلة العرس كاعب قد تجلت
لابن إدريس.. والعريس مليح
شاعر يمحض القصيدة عشقاً
عشقه فاضح جليُّ صريح
وبعد قصيدة الشاعر العسعوس قدم الأديب الشاعر عبدالله بن ادريس وبمناسبة هذا التكريم وتشريف صاحب السمو أمير الرياض رعاه الله هذا الحفل قصيدة بعنوان «سيفه مِرقْم» قال فيها:
راعف بالمداد
سيفه مرقم
يَقُدُّ به عتمات شداد
بحب شفيف
وروح عفيف
وسمت نظيف
وبالروح يزهر
في سنوات الرماد
وقد رافق الطير في أفقها
بأمان تطوف به كل واد
متهما.. منجداً
يغازل شأواً عصي انقياد
يغازل ما يرتجي للبلاد
أيها الأفق القزحي
أراك نظيفا
جميل المحيا
عفيفا نقيا
كسيف صقيل
يغادر غمداً صدياً
ويضرب في لهوات الحياة
ويوقظ من حسها
ما تهيّا
راعف بالمداد
نفسه عفة
تأبت عليه نزول الوهاد
أيها الأفق القرمزي
ترفق بصحبك
لا تنسهم
وخذهم الى عتبات الرشاد
وهون عليهم صنوف العتاب
إذا ما ارتضوا منك
صمت الجماد
فما كل أفق لهم مسعف
ولا كل ماض
لهم مستعاد
سعدت بطيف أليف
يسامرني.. لا ينام
فحيناً نزيلاً
وحيناً بيوم..
بشهر.. بعام
إذا ما انصرفت
وعنه تبلد
ما بيننا من وئام
يخالسني جيئة
في الظلام
وعنه الوذ
بحلو المنام
ألا أيها الشعر
يا نفحة من عرار
ويا نسمة من خزام
ويا ودق ديم
يمزق ذاك القتام
ألا أيها الشعر
يا زينة المنتدى
ويا روعة اللفظ
بين صنوف الكلام
ويا باذخاً في الوجود
ويا سامقاً في الخيال
على رفرف أخضر مستدام
ألا حي سلمان هذا الأمير
وأمطره منا عظيم السلام
أسلمان يا أيهذا المضيء
كوجه الرياض
كبدر التمام
كعزف الرعود
كومض البروق
كدمع الغمام
أحلت «الرياض» الى منتدى
تواشج فيه ابن سام وحام
سناك امتطى نجمات الثريا
وحبك طاف على
«نجدنا» و«الشآم»
ألا حيه راعياً مفضلاً
يعز به حفلنا.. والمقام
أيا «آل ادريس» يا دوحتي
يناغمها النجم من ألف عام
ويا عزوتي من بني وائلٍ
تحية حب
وفيض احترام
أنا من سناكم
قبست الضياء
وفيكم نقشت حروف الوئام
سلامٍ عليكم مدى دهرنا
سلام عليكم، سلامٌ، سلام.
* تصوير فتحي كالي
سمو الأمير سلمان في لقطة جماعية مع أسرة الدريس
سموه :عرفنا الشيخ ابن إدريس أديباً وشاعراً وناقداً ومواطناً صالحاً
الشيخ عبدالله ونجله الزميل إدريس يرحبان بالأمير سلمان
الشيخ عبدالله يقدم هدية تذكارية لسموه
ثم جاءت كلمة راعي الحفل سمو الأمير سلمان حيث ارتجل سموه الكلمة التالية:
أيها الاخوة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في هذه الليلة المباركة التي نحتفي مع عائلة الدريس في تكريم الأديب عبدالله يصعب على الانسان ان يجد الكلمة في مجتمع الكلمة لكنني سأدلي بدلوي عسى أن أوفق.
لقد عرفنا الشيخ عبدالله أديباً وناقداً وشاعراً ومواطناً صالحاً.. منافحاً ومدافعاً عن دينه ووطنه.. لقد عايشت الكلمة وتعايشت معها فيما يكتبه في صحافتنا، فقد كان واضحاً وصادقاً وصريحاً وكان مقدراً ممن يعرفه حقيقة المعرفة.
وليس غريباً على هذا المجتمع أن يكرم المبرزين وكلنا يا شيخ عبدالله أسرتك ونتمنى لك المستقبل الجميل، ومواصلة جهودك الخيرة حتى تقطف ثمارك وقد أينعت.
أيها الاخوة ان من حسنات الشيخ عبدالله بن ادريس انه من الذين سخروا أقلامهم لخدمة الدين والمجتمع وهو صادق في كل ما فعله لأمته ووطنه.. ونحيه في هذا المساء الطيب وهو أهل لأن يكرم فقد أخلص وقدم كل ما لديه من أجل ان يرفع شأن الكلمة وها نحن وإياكم نحتفل به مع أسرته.
وفي الختام أشكركم وأتمنى للجميع دوام التوفيق وان يحفظ الله وطننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي نهاية الحفل سلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان الهدية للشيخ عبدالله وهي مقدمة من أسرة «الدريس» ثم هدية من سمو الأمير قدمها للمحتفى به.. ومن ثم قدم الشيخ عبدالله بن ادريس هدية لصاحب السمو الأمير سلمان، وفي نهاية الحفل دعا «المذيع» الى تناول طعام العشاء على شرف سموه.. ثم أخذت لقطات تذكارية مع سمو الأمير.
وفي الختام شكر الشيخ ابن ادريس وعائلته صاحب السمو على حضوره هذه الليلة وتشريفه هذا الاحتفال.
ابن إدريس في مرآة الأدباء والمثقفين
ابن ادريس له الفضل الأول في إظهار أدبنا السعودي خارج حدود الجزيرة العربية لاسيما الأدب في نجد فهو الذي انتزع اعترافاً من عبقري العربية عباس محمود العقاد بقيمة الأدب السعودي.. وهو الذي وضع الكيان المتكامل لهيكل أدبنا بين النقاد العرب.. ومازال نبضه الأدبي ثراً ينهل الوارد من معينه، ويتزود الركبان من نتاجه وهو إذا أدلى في قضية من قضايا أدبنا الحديث صاحب رأي صائب وقول فصل.
صالح ابراهيم العوض - الرياض (30 ذي القعدة 5-14هـ)
عبدالله بن ادريس الأديب إحدى العلامات المضيئة في نهضة بلادنا الفكرية والأدبية، فهو من رعيل من المثقفين نحت الصخر بأظافره وأسس للوطن مجداً ثقافيا وهو رجل عصامي شق طريقه نحو القمة بقوة واقتدار حتى كان أحد الذين يشار إليهم بالبنان في الساحة الثقافية كرائد في التاريخ الأدبي والنقدي وفي مجال العمل الصحفي كان رائداً في صحافة إسلامية تميزت بالاعتدال.
عبدالله فراج الشريف - المدينة (22رمضان 1422هـ)
كتاب «شعراء نجد المعاصرون» يحق لي ان أقول إنه أول كتاب حداثي في الأدب السعودي. وتأتي أهمية هذا الكتاب «شعراء نجد المعاصرون» أنه كان انطلاقة نحو تأسيس تاريخ أدبي معاصر وفق منهج حديث وتوالت بعده دراسات وظل علامة فارقة في مسيرة الأدب في البلاد. المتميز يظل صورة صادقة وينظر إليه كرمز وشعراء نجد المعاصرون هو من الكتب (الرمز).
سعد الحميدين - صحيفة الرياض في 12/6/1414هـ
قرأت كتابك «شعراء نجد المعاصرون» وقد غيّر وجهة نظري تماماً عن الشعر في الجزيرة العربية، فقد وجدت فيه شعراً عظيماً وشعراء عظماء، وعملك فيه أعظم، وأنا مهتم بالكتاب، وقد جلدته وسأخرج إلى أسوان بعد أسبوع، وأكمل قراءتي له هناك.
عباس محمود العقاد - القاهرة - 1960
هذا يا أستاذ «شعراء نجد المعاصرون» كتاب الموسم أهنيك على هذا النتاج الممتاز، وأرجو أن تتبعه بكتب أخرى من هذا المستوى، فالأدباء العرب في حاجة كبيرة لمثل هذا الكتاب.. شكراً لك شكراً.
أحمد حسن الزيات - القاهرة - 1960م
أعرب عن تهنئتي لكم بهذا الكتاب «شعراء نجد المعاصرون» الذي ملأ ثغرة في تاريخ الأدب العربي الحديث، وقد أفدت من الكتاب كثيراً، لأن معرفتنا في هذه الديار بنجد وبأدبها ضئيلة جداً، لضعف الصلات الأدبية والثقافية بيننا، وهو أمر يؤسف له، وقد جئتم بكتابكم فعرّفتم بهذا الأدب.
وأديتم خدمة مشكورة لبلادكم، ولدعم الروابط بينها وبين البلاد العربية الأخرى.
قسطنطين زريق - بيروت - 1962م
عبدالله بن ادريس يبدو في شعره شديد التأثر بشعراء العرب في المهاجر الأمريكية في محاولات تجديدية، مع محافظة على القوالب المتوارثة في نظم الشعر، وهو شاعر وطني في موضوعاته التي يلتهب فيها حماساً للقضايا العربية القومية الكبرى التي عاصرها، مثل قضايا التحرير والاستقلال.
عمر الطيب الساسي - الموجز في تاريخ الأدب السعودي ص 339
من الشعراء الذين يجمعون بين الاتباع والابتداع، فقد حافظ على الديباجة العربية، ونظم في مناسبات عدة، ولكنه أفسح المجال في شعره للتعبير عن ذات نفسه وبوح وجدانه، وقد صنفه بعض الباحثين في اطار المدرسة الرومانسية
بكري شيخ أمين - الحركة الأدبية في المملكة ص 387
الشيخ عبدالله بن ادريس.. قُراع أنجد، وقطاع مرصد، يوشي المقالة ويدبج الكلام، ويحوك الشعر، وينمنم القريض، متكلماً نبّاجاً، وفصيحاً محجاجاً، لا يبادئه إلا مبخوس، وعاش مصدحاً مفوهاً وشحتسماً مدرهاً.
أبو التراب الظاهري - الإثنينية «الجزء التاسع - 27»
حين نصل إلى ابن ادريس الشاعر فإننا نكون بإزاء شاعر فحل، محب لتراثه، منافح عن دينه وعروبته، مخلص لإنسان هذا الوطن وترابه حتى النخاع، إنه من جيل الرواد الذين جمعوا بين العلم والفكر والشعر وحب الناس والحياة.
محمد العيد الخطراوي - الرياض «27 جمادى الأولى 1414هـ».
الأستاذ عبدالله بن ادريس.. واحد من فرسان الكلمة شعراً ونثراً.. وهو من الأدباء العرب القلائل الموسوعيين الذين يجمعون بامتياز بين العلوم الدينية والشرعية والمعارف الأدبية، وهو من أنصار الأدب العربي الناصع تراثاً ومعاصرة.
عبدالعزيز المقالح - جريدة 26 سبتمبر
|