* جدة - صلاح مخارش:
بحضور رئيس شركة الاتصالات السعودية ومدير عام شركة الاتصالات بجمهورية السودان الشقيق وعدد كبير من المسؤولين صباح أمس الاثنين بفنقد هيلتون جدة تم تدشين الكيبل البحري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان الشقيق.
وأوضح رئيس شركة الاتصالات السعودية المهندس خالد بن عبد الله الملحم بأنه في اطار سعي الشركة لتوسيع وتطوير شبكاتها الدولية لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات الهاتفية وخدمات المعلومات والانترنت قامت الشركة وبتنسيق مباشر مع الشركة السودانية بإنشاء شركة جديدة سميت الشركة العربية للكوابل البحرية مملوكة لشركة الاتصالات السعودية والشركة السودانية للاتصالات بما نسبته (40%) لكل منهما والشركة العربية للاستثمار بما نسبته (20%).
حيث قامت الشركة الوليدة باستثمار ثلاثة عشر مليون دولار في إنشاء كيبل ألياف بصرية بحري بطول 333 كيلو متراً يعمل بأحدث التقنيات التراسلية وربط الحركة الهاتفية والخدمات الخاصة وخدمات تبادل المعلومات بين المملكة العربية السعودية وبين جمهورية السودان وتلبية الطلب المتزايد على مختلف خدمات الاتصالات وخدمات تبادل المعلومات والانترنت وزيادة السعة الاستيعابية لمسارات التراسل بين البلدين. ويتكون الكيبل من «4» أزواج من الألياف الضوئية ويعمل من خلال محطتين طرفيتين بكل من مدينتي جدة وبورتسودان وبمواصفات عالمية تتيح للعاملين التحكم في جميع اجهزته واصلاح الأعمال في فترة لا تتجاوز الخمس دقائق في أي من المحطتين وتبلغ السعة المبدئية للكيبل 10 جيجابت/ ث بما يعادل 960 ،120 دائرة هاتفية مع امكانية زيادة السعة حسب الحاجة إلى 28 ،1 تيرابت/ث بما يعادل أكثر من 15 مليون دائرة هاتفية ويعتمد المشروع احدث التقنيات العالمية للكيابل البحرية التي تستغني عن المقويات النشطة في عمق البحر التي تحتاج للتغذية بالطاقة الكهربائية مما يعرضها للأعطال.
وأضاف المهندس الملحم بأن هذا المشروع يمتد عبر كوابل بحرية ووصلات أرضية لربط دول أخرى عبورياً كدولة أثيوبيا عن طريق شبكة الاتصالات الأرضية بين السودان وأثيوبيا وكذلك ربط دولة السودان الشقيق بدول مجلس التعاون الخليجي عن طريق شبكة شركة الاتصالات السعودية الممتدة إلى دولة الامارات والبحرين وقطر والكويت بالاضافة إلى اليمن والاردن مشيراً إلى أن هذا المشروع سيؤدي بإذن الله إلى توفير سعات عالية لنقل المعلومات مما يقلل من زمن التراسل وتبادل المعلومات اضافة إلى رفع الكفاءة التشغيلية والجودة العالية للخدمات بكل أنواعها الصوتية والمعلوماتية والانترنت.
يذكر أن الحركة الهاتفية ما بين المملكة والسودان يتم تمريرها حالياً عبر القنوات الفضائية لاقمار منظمة عربسات. وقد قال المهندس خالد الملحم في كلمة له خلال حفل التدشين. ان مشروعنا هذا والذي يعد باكورة مشاريع شركتنا والذي يبلغ طوله 333 كيلو متراً ويتكون من «4» أزواج من الألياف البصرية ويعمل من خلال محطتين طرفيتين في كل من جدة وبورتسودان ليعد بحق مشروعا نموذجيا بما يحمله من مواصفات عالمية تتيح للعاملين التحكم في جميع أجهزته، ويمكنهم من اصلاح الأعطال الطارئة في فترة لا تتجاوز الخمس دقائق في أي من المحطتين. وإن ما يثلج الصدر هو أن من يقوم على تشغيل وصيانة الاجهزة الطرفية والكوابل البرية من نقطة الانزال حتى المحطات الطرفية هم من أبناء البلدين كل في نطاق حدوده الجغرافية.
* إن كوابل الألياف الضوئية البحرية هي الوسيلة الأحدث للتراسل في هذا العصر، فهي محمية طبيعيا لتمديدها خلال البحار، والمحيطات وتكلفتها التشغيلية منخفضة وسعتها الاستيعابية كبيرة والارسال عبرها سريع ويتمتع بجودة اتصال عالية من حيث مستوى الاشارة وقلة الخفوت وعدم التأثر بالمؤثرات الخارجية.
إن الكيبل البحري بين المملكة والسودان من نوعية الكوابل التي ليست به معيدات نشطة لتقوية الاشارة (Repeaterless) وهذا النوع من الكوابل البحرية يتميز بعدم حاجة أي من أجزائه للطاقة الكهربائية ويعتمد على أحدث أجهزة بصرية لتقوية الإشارة ضوئياً، مما يقلل من احتمال حدوث الأعطال ويسهل عملية الاصلاح والصيانة، وتم استخدام أفضل وأقوى أنواع الكوابل البحرية المدعمة بتغليفات خارجية من أسلاك الحديد غير القابلة للصدأ والتي تتناسب مع عمق مسار الكيبل.
ويعتبر هذا المشروع عالميا وفيه أحدث وأطول نوع من الكوابل، بالرغم من أن المشروع يربط المملكة والسودان، إلا أن الهدف منه يتعدى ذلك ليشمل ربط العديد من الدول الإفريقية بدول شبه الجزيرة العربية وبقية دول العالم من خلال استغلال الشبكات المحلية للاتصالات السودانية والسعودية محطة الكوابل البحرية بجدة المرتبطة بالعديد من الكوابل العالمية.
|