* غزة القدس المحتلة أ ف ب:
أجرى وزراء حزب الليكود الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف ارييل شارون مناقشة صاخبة حول خطة خارطة الطريق فيما اعتبر نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن تصريحات شارون حول عودة اللاجئين تشكل رسالة مفادها أنه لا يريد السلام.
وقال أبو ردينة إن تصريحات شارون وحديثه عن اللاجئين الفلسطينيين وإشادته بالجيش والمستوطنين «رسالة تفيد أن (شارون) لن يسير في طريق عملية السلام وأن حكومته مستمرة في المراوغة والتهرب لإضاعة الوقت.
وطالب أبو ردينة الذي دان تصريحات شارون الإدارة الأمريكية التي التزمت بتنفيذ خريطة الطريق «بإجبار إسرائيل على وقف تصعيدها سواء العسكري أو السياسي».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد في خطاب ألقاه أمام مؤتمر حزب الليكود أنه لن يسمح بعودة أي لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل، مشيرا بذلك إلى حرمان حوالي خمسة آلاف لاجئ فلسطيني من حق العودة الذي أقرته القرارات الدولية.
وزعم «إذا لم تتخذ الحكومة الفلسطينية الجديدة إجراءات حاسمة ضد الهجمات الفلسطينية، فلن يتم إحراز أي تقدم ولن يحصلوا على أي شيء منا».
وأضاف شارون «لن نمنح شيئا إذا تواصل الإرهاب والعنف والتحريض (على العنف)، لكننا على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة جدا (لإسرائيل) للحصول على الأمن والتوصل إلى سلام حقيقي».
وأكد «كنت واضحا في الماضي وكررت ذلك في العقبة: مسألة اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن أن تجد حلا لها في الأراضي الإسرائيلية»، مشيرا إلى أن «الإدارة الأمريكية تتفهم جيدا التهديد الذي يشكله دخول اللاجئين الفلسطينيين على وجود إسرائيل» على حد قوله.
وفي هذا الاجتماع أجرى وزراء حزب الليكود مناقشة صاخبة « حول «خريطة الطريق» وهي خطة سلام دولية تنص على إقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005.
وأمام حوالي ثلاثة آلاف عضو في مؤتمر الحزب الذي انعقد في القدس، دعا وزير الدفاع شاوول موفاز إلى منح فرصة لعملية السلام التي انطلقت من قمة العقبة (الأردن) في الرابع من حزيران/يونيو.
وقال «لا أخفي عليكم أن لدي شكوكا حول العملية التي بدأت في العقبة، لكني مقتنع أن علينا أن نعطيها فرصة»، معتبرا أن «في مثل هذه الظروف، على كل منا الوقوف إلى جانب الحكومة في الطريق الذي بدأته».
وأيد وزير الخارجية سيلفان شالوم هذه الفكرة، وأوضح «حتى لو أن لدي كثيرا من الشكوك بنجاح هذه العملية، من الضروري أن نعطيها فرصة».
لكن الوزير بلا حقيبة عوزي لاندو دعا إلى التصويت معبرا بذلك عن معارضة الليكود ل«خريطة الطريق».
وأعلن «ثمة أخطاء يتعين على رئيس وزراء ألا يقع فيها»، مشيرا إلى عبارة «احتلال» التي قالها شارون قبل أسبوعين.
وتساءل «إذا كنا محتلين في شيلو وبيت ايل (مستوطنتان)، فماذا يمكن أن نكون إذاً في تل أبيب و(صحراء) النقب أو في الجليل؟».
وعلى رغم هذه الخلافات، دعا وزير المال بنيامين نتانياهو الأعضاء الثلاثة آلاف إلى الوحدة، وقال «في هذه اللحظة، ليس هناك سوى أمر واحد يتعين علينا القيام به وهو التمسك بما يوحدنا وليس بما يقسمنا لأن ما يوحدنا يوحد أغلبية الشعب».
لكنه ذكر بمعارضته إقامة دولة فلسطينية محذرا من أن مثل هذا التدبير سيكون «خطأ متعدد الأبعاد».
ووسط هتافات الاستياء، قال شارون إنه يعتقد أن «خريطة الطريق» يمكن أن تكون «مفيدة لأمن إسرائيل واقتصادها في وقت واحد».
وقال «اضطررنا لاتخاذ سلسلة من القرارات الصعبة في فترة قصيرة من الزمن».
|