لا يكون التغيير صائباً إذا جاء على شكل ردة فعل سريعة، باعتباره تغييراً موجهاً نحو جهة مقصودة وليس من أجل التغيير نفسه، فالتغيير «المنفعل» لا يكون مؤثراً بالصورة المطلوبة مهما كانت أهميته، لغياب المنطلقات والأسس والحاجات والتخطيط.
التغيير «المنفعل» يعمل في حدود ضيقة لا يتعدى حدود الظروف الطارئة التي نشأت فيها مبررات التغيير، وقد يزول الحماس للتغيير بزوال مبرراته، وهو بهذه الصورة قرار غير عملي.ربما نحن نمارس شيئاً من ذلك في حياتنا اليومية بشكل معتاد، فلا نغير إلا بحسب الموقف المؤلم الذي نتعرض له حتى أصبح الأمر نسقا ثقافيا نتوارثه، وبتنا في ردود أفعال متتالية لا تعطينا الفرصة لقياس النتائج أو دراسة المستقبل.
الكل يكتب والكل يتحدث والكل ينادي والكل يصرخ ولكن ما من مجيب.. وعندما تحين ساعة الصفر ويتفجر الحدث تكون الاستجابة في أوجها.. لقد كان في السابق فرصا للاستجابة ووقتا للعمل وأياماً لتطبيق «التوصيات» وتفعيل البحوث والدراسات. ولكنه «التأجيل» الذي فاق كل الاستجابات وتسيد على الحلول المطروحة.أين الخطأ؟ لعله السؤال الذي لو أجبنا عنه إجابة صحيحة زال معه اللبس وأصبح التغيير يتم وفق أدوات عقلانية تفرضها الحاجة أكثر مما يفرضها موقف طارئ
|