تأسست المعاهد والكليات في ظروف كانت البلاد أحوج ما تكون لنتاجها السريع فخصص لطلابها المكافآت المادية الجزلة حينذاك فأنعشت دخول الطلاب فيها أسراً وكانت بمثابة الدفع القوي لأفواج من الشباب لارتياد هذا الصرح العلمي العتيد للنهل من مشاربه العلمية النافعة وأدى الخريجون فيها دورهم الطبيعي في الإسهام بنهضة بلادهم علمياً وإدارياً ولم يتركوا مجالاً علمياً إلا طرقوه وخطت إدارة الكليات في السنة الماضية خطوة جريئة بأن أتاحت الفرصة لعدد من خريجي الكليتين ممن حصلوا على درجة الامتياز في النجاح النهائي بالتدريس في الكليتين كمعيدين وللمرة الأولى من نوعها..
فقد كانت جامعة الرياض وغيرها من الجامعات الأخرى قد أوجدت نظام المعيدين في التدريس بالكليات للخريجين المبرزين..
والمطلوب من جامعة الرياض ان تجعل فرصة التدريس للمعيدين عندها تستوعب كذلك القادرين من خريجي كليتي الشريعة واللغة ممن يتفوقون في التخرج حتى لا يشعر الخريج المجد ان مجاله محدود في نطاق ضيق لأن جامعة الرياض تحتوي على كليات للآداب والتربية بجانب ذلك تدريس مادة الثقافة الإسلامية في جميع الكليات ولا تنقص خريجي الكليتين المادة العلمية التي تؤهلهم للتدريس فيها كما أهلوا للتدريس في كليتي الشريعة واللغة وما يطلب من جامعة الرياض يطلب كذلك من جامعتي الملك عبدالعزيز الأهلية والجامعة الإسلامية، ومع هذا فمازالت الكليات والمعاهد تحتاج إلى تطوير برامجها العلمية وادخال مواد مازالت مفقودة عندها كاللغات الأجنبية والرياضيات مع بعض الدراسات الاجتماعية المقارنة والعلوم الطبيعية.
أقول هذا وأنا على يقين ان المجلس الأعلى للتعليم مهتم بالتطوير والتجديد في مناهج الكليات والمعاهد حتى تساير في ذلك حاجات المجتمع ونهضته المباركة.
بقي ان ننتظر في الحاح مبادرة من جامعة الرياض إلى الترحيب بطلائع من خريجي الكليات الممتازين ليغطوا بقدراتهم العلمية وتجاربهم العلمية في التدريس حاجة الجامعة فتستغني عن بعض من يستقدمون من الخارج للتدريس.
إن جامعة الرياض لو حققت هذه المبادرة الطيبة فإنها بذلك ستغرس في نفوس أولئك الممتازين طموحاً أكبر إلى الدراسات العليا خاصة وان امكانياتها للابتعاث متوفرة أكثر من غيرها من المرافق العلمية الأخرى.
| 
