Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«الإسراف» سبب لكل جفاف «الإسراف» سبب لكل جفاف

اطلعت على ما رسمه الأخ هاجد في الصفحة الأخيرة في جريدة الجزيرة ليوم الثلاثاء الموافق 19/3/1424هـ وكان حول الإسراف في استخدام المياه فأقول وبالله التوفيق: الماء هو عصب الحياة وبدونه لا نستطيع العيش فهو أهون موجود وأعز مفقود قال تعالى: {وّجّعّلًنّا مٌنّ المّاءٌ كٍلَّ شّيًءُ حّيَُ} وهو مصدر للحياة ومنه تستمد قوتها. ولا شك بأن الماء ثروة وطنية لا تقدر بثمن لذا فإن الترشيد في استخدام المياه أمر ضروري في حياة الإنسان لأن قطرة الماء غالية خصوصاً في هذه الأيام والبلاد تعاني من قلة الأمطار، فالواجب علينا معرفة قدر هذه النعمة والمحافظة عليها {لّئٌن شّكّرًتٍمً لأّزٌيدّنَّكٍمً} وكما هو معروف بأن الشيء إذا تجاوز عن حده انقلب إلى ضده وحقيقة ما أجمل شعار «الإسراف سبب لكل جفاف» والمتأمل والناظر في أحكام الشريعة الإسلامية كلها يجد أن هذا الدين منهجه الوسط في كل شيء قال تعالى: {وّكٍلٍوا وّاشًرّبٍوا وّلا تٍسًرٌفٍوا إنَّهٍ لا يٍحٌبٍَ المٍسًرٌفٌينّ} والإسلام لا يمنع من التمتع بالطيبات ولكنه يضع من الضوابط ما يصون شخصية المسلم من الإسراف فيها فالاعتدال مطلب شرعي {وّلا تّجًعّلً يّدّكّ مّغًلٍولّةْ إلّى" عٍنٍقٌكّ وّلا تّبًسٍطًهّا كٍلَّ البّسًطٌ فّتّقًعٍدّ مّلٍومْا مَّحًسٍورْا} وفي الوقت الحاضر يصرف الفرد السعودي ما يقارب 300 لتر يومياً في المتوسط 30% يذهب لسيفونات المراحيض و50% من الماء يستخدم للاستحمام والباقي لبقية الاستخدامات المنزلية هذا حسب مقال نشر في إحدى الصحف المحلية. والحقيقة أنه يوجد لدينا إسراف كبير في المياه بجميع صوره وأشكاله المختلفة لذلك يجب علينا الابتعاد عن الإسراف عند استخدام المياه حتى ننعم بالحياة ولكل مشكلة حل بإذن الله تعالى وعلى وسائل الإعلام المختلفة دور كبير في توعية المواطن والمقيم بأهمية المحافظة على هذه النعمة الغالية علينا، ومن وسائل العلاج الحث على ترشيد المياه وهذا يتطلب تكاتف الجميع وتضافر الجهود للقضاء على هذه المشكلة التي تكلف الدولة وفقها الله تعالى لكل خير مبالغ باهظة كل على حسب موقعه ومسئوليته، وكذلك من وسائل العلاج تربية الأبناء على عدم الإسراف باستخدام المياه وغرس ذلك في نفوسهم وهذا الأمر يسمى ويعبر عنه بالوعي الاستهلاكي وأعظم علاج لحل مشكلة المياه هو الابتعاد عن الذنوب والمعاصي {فّقٍلًتٍ اسًتّغًفٌرٍوا رّبَّكٍمً إنَّهٍ كّانّ غّفَّارْا (10) يٍرًسٌلٌ السَّمّاءّ عّلّيًكٍم مٌَدًرّارْا (11)وّيٍمًدٌدًكٍم بٌأّمًوّالُ وّبّنٌينّ وّيّجًعّل لَّكٍمً جّنَّاتُ وّيّجًعّل لَّكٍمً أّنًهّارْا} ولعل شعور المواطن وإحساسه بهذه المشكلة هو خير علاج وهذا يتطلب ضميراً دينياً يملك جوانح الإنسان كلها.

محماس بن عايض بن رسل الدوسري ص.ب: 7492 - الخرج11942

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved