يبلغ وعي الفرد درجة عالية عندما يصبح اهتمامه بكل جوانب الحياة متوازناً بحيث لا يطغى جانب على آخر.. ولا يهمل جانباً من أجل أن يحتفي بآخر اهم وأكبر..
تقول احداهن (كدت أفقد طفلي لولا لطف الله ورحمته والسبب هذه الخادمة التي لا تفهم من العربية سوى هز الرأس يمنة ويسره).
هذه السيدة موظفة وعملها يساعدها في دفع عجلة الحياة التي تواجهها مع زوجها وديونه الكثيرة.. وقد اضطرت الكثيرات لاستقدام عاملة منزلية قيل لهن أنها مؤهلة للعمل المنزلي ولرعاية الاطفال الصغار الذين ليسوا في عمر الدراسة.
وكادت هذه الخادمة ان تزهق روح الصغير بجهلها وعدم ادراكها للخطر الذي كان يهدد حياة الصغير المصاب بمرض الربو إذ كان لابد من اسعافه في حالة اصابته بنوبة ضيق التنفس حيث تحول لون الصغير إلى أزرق وزاد ركضه في أرجاء المنزل طلبا للهواء الذي يفتقده.. وكانت تعتقد بجهلها أنه يلعب أو يفتعل هذه الحركات لكي تنفذ ما طلبه منها.. لكنها لم تفعل!! عذرها في ذلك انها كانت تظنه يعبث ويتظاهر بالمرض ليحصل على الحلوى التي كانت تخبئها الخادمة عنه، ولولا لطف الله ثم عودة والد الصغير في غير موعده لأنه نسي بعض الأوراق التي تخص عمله لحدثت مأساة في ذلك المنزل الصغير.
وهنا أتقدم بفكرة لكل المستشفيات الرائدة والأهلية بفتح باب تدريب الخادمات على الاسعافات الأولية وانقاذ المصابين في الحوادث المنزلية البسيطة كالحرق والسقوط من اماكن متوسطة وانعاش مرضى الربو بالتنفس الاصطناعي.. واسعاف كبار السن الذين يعانون من بعض الامراض التي تتطلب التدخل قبل الوصول للمستشفى.. بحيث لا تزيد مدة التدريب على ثلاثة أيام.. وتكون مجانية ليقبل عليها الجميع.. أو ان تقوم بعض الفرق التطوعية بزيارة الأسّر في المنزل لتشرح الطريقة الأنسب للاسعافات الأولية الضرورية وبذلك نكمل دائرة الاهتمام بكل الجوانب الصغيرة والمهمة في حياتنا كبشر نسعى لأفضل السبل من أجل حياة هانئة وسعيدة.. لا تنغصها الحوادث البسيطة والتي من الممكن ببعض الوعي والإدراك القضاء عليها بإذن الله تعالى.
|