Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حكومة بعثية ظالمة.. ولكن!! حكومة بعثية ظالمة.. ولكن!!
عبيد بن عساف الطوباوي / حائل

شاهد أكثرنا ما عرضته بعض وسائل الإعلام من نهب وسلب وسطو حينما سقطت حكومة صدام في العراق، وما حصل من فوضى بالغة من أبرز أسبابها انتهاء السلطة وضياع الولاية، فلما سقطت الحكومة ضاع الأمن، فنهبت المؤسسات الحكومية ما عدا وزارة النفط!! وسطي على المنازل ودخلت من غير استئذان من أهلها، ونهبت الأموال من البنوك، وتعدي على الحقوق، هذا بعض ما حدث عندما تهالك النظام، وانفلت الزمام، وترك الخطام.
أحداث تجعل العاقل الذي منّ الله عليه بمن يلي أمره، ويضبط أمنه، ويراعي مصالحه، ويتولى شؤونه، ويحفظ حقه، تجعله يحمد الله ويشكره، ومن شكره ان يعمل ما أمره الله به، ومن ذلك طاعته لقوله تعالى: {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59)
ومن هذه الأحداث تبينت لنا حكمة الحكيم، وخبرة الخبير، وسعة علم العليم سبحانه، حيث أرشدنا إلى ضرورة وجود رجل يلي أمرنا، ويحفظ حقوقنا، ويأخذ على يد سفيهنا، فعند تفسير العلماء للآية السابقة قال بعضهم: أولي الأمر هم الأمراء، فالأمر بطاعتهم يقتضي الأمر بايجادهم، وقد يبين لنا هذا الأمر نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» وقال صلى الله عليه وسلم «لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا أحدهم» قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإذا كان قد أوجب في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات، ان يولي أحدهم، كان هذا تشبيها على وجود ذلك فيما هو أكثر من ذلك. انتهى.
ومن أحداث بغداد تجلت لنا واضحة نعم الله علينا في هذه البلاد، فالحكومة الساقطة، حكومة بعثية ظالمة جائرة، ولكن كان في وجودها مصلحة ومنفعة، وهي حفظ الأمن وحقوق الناس وعدم التعدي على أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه «لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة، قالوا: يا أمير المؤمنين هذه برة قد عرفناها، فما بال الفاجرة، قال: يقام بها الحدود، وتأمن بها السبل ويجاهد بها العدو ويقسم بها الفيئ». وصدق ابن المبارك رحمه الله حينما قال:


إن الجماعة حبل الله فاعتصموا
بعروته الوثقى لمن دانا
كم يدفع الله بالسلطان مظلمة
في ديننا رحمة منه ودنيانا
لولا الخليفة لم تأمن لنا سبل
وكان أضعفنا نهبا لأقوانا

فلنحمد الله على ما منّ به علينا في بلادنا .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved