وسط الأجواء المشحونة بالتوتر بالأراضي الفلسطينية في أعقاب قمة العقبة تتمثل الأولويات في إفساح كل السبل أمام أي توجه للحوار وتشجيع ذلك.
وفي ذات الوقت يبدو من الضروري إزالة كل ما من شأنه دفع الأوضاع باتجاه المواجهة، ما يستوجب اختيار الكلمات بل والمواقف بعناية وبالصورة التي تضمن عدم انفلات الأوضاع.
صحيح أن هناك الكثير من التباين أخذ شكلاً واضحاً بعد قمة العقبة، غير أن الصحيح أيضاً أن الانسياق وراء ذلك التباين والتعصب الشديد للأفكار يقلل كثيراً من فرص الحوار ويفتح المجال أمام الاحتمالات الكارثية في وقت لا يحتمل فيه الصف الفلسطيني أية مواجهات أو أي سلبيات تنتقص من الحد الأدنى من التوافق القائم.
وقبل هذه القمة نجح الحوار في الوصول إلى قواسم مشتركة، بل تحدث البعض عن الوصول إلى نقاط مهمة كان ينبغي التأكيد عليها من أجل البناء عليها.
إن حساسية الشأن الفلسطيني مفهومة لدى كافة الأطراف الفلسطينية، وهناك توافق على الثوابت وينبغي أن يكون هناك توافق على تبيُّن المواقف الجديدة قبل الانزلاق إلى المواجهات الكلامية، أي بمعنى آخر ينبغي إعطاء فرصة لتوضيح هذا الموقف أو ذاك.
ففي أعقاب قمة العقبة رفضت حركة حماس الحوار مع السلطة، مشيرة إلى أن السلطة قدمت تنازلات غير مقبولة خلال القمة بينما فضل فصيل آخر مساءلة السلطة، وليس وقف الحوار معها، حول الأسباب التي دعتها لطرح خطابها بذلك الشكل الذي رأت فيه بعض الفصائل انتقاصاً للحقوق الفلسطينية.
|