Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جمد السؤال جمد السؤال
شعر: عبد الرحمن صالح العشماوي

من لي بصوتٍ يبلغ الآفاقا
ويهزُّ من وجدانك الأعماقا
ويثير فيك كرامة وشهامةً
تأبى الخضوع وتكره الإطراقا
من لي بقافية تثير حروفُها
شغف اليراع، وتلهب الأوراقا
يا أمةً ناديتها، فوجدتُها
من أسرها لا تستطيع عتاقا
تبني وتهدم ما بنتْه، ولا ترى
ممنّ يغازل حسنها إشفاقا
وتظلُّ في أرض السِّباق خيولُها
لكنها لا تستطيع سباقا
يا أمة ما زلت أسمع جرحها
يشكو دعاة ضلالة و«رفاقا»
يشكو غلاةً أرهقوا إحساسها
ومفرِّطين تجاهلوا الميثاقا
هي بين نارَيْ مفرطٍ ومفرِّط
تخشى على وجدانها الإحراقا
منذ الصبا، وأنا أذوق من الأسى
والحزن، مالا يستساغ مذاقا
من أجل أمَّتنا كتبتُ رسائلي
وسكبت فيها الحبَّ والأشواقا
أجريت نهر الشعر في وجدانها
حتى غدتْ بكؤوسه تتساقى
وجرتْ عذوبَتُه دما في عرقها
يحيي الجذور وينبتُ الأوراقا
لكنَّها لزمت هواها فانتهى
بمسيرها نحو الضياع وساقا
وأشدُّ ما يشكو المولَّه، أنه
لا يستطيع بمن يحبُّ لحاقا
من لي بآذانٍ إذا ناديتُها
سمعتْ، وقلبٍ لم يزل خفَّاقا
ورؤوس قوم لا تذلُّ لظالمٍ
أبدا، ولا تستحسن الإطراقا
من لي بجيلٍ لا ينام على صدى
همسات من لا يمتلكْن خلاقا
جيل يتوق الى العلا لا يقتفي
أثر العدا، ويتابع الفُسُّاقا
من ينقذ الأجيال من أوهامها
أمَّنْ يصون العرض والأخلاقا
من لي بوعي ينقذ الجيل الذي
من ثقب شهوته يرى الآفاقا
ويبيت مشنوقا على قنواته
يتأمَّل الوجنات والأحداقا
من لي بقلب طاهر متنزهٍ
عن كل غائلة تثير شقاقا
من لي بإيمان يهزُّ قلوبنا
هزًّا، يزيل تذبذبا ونفاقا
ياقرب أسئلتي وقُرْب جوابها
لو أننا بوفائنا نتلاقى
أفرغت جهد الصبر حتى خلْتُه
سيذيقني بعد اللقاء فراقا
وسفحت دمع الشعر حتى خلْتُه
كالبحر أصبح موجه صفَّاقا
أبكي على أطلال أمتنا التي
صارت حدائق عزِّها أنفاقا
نامتْ، ولما استيقظت مذعورة
وجدت دم الطفل البريء مُراقا
ورأت أباه يكاد ينسى نفسه
وتكاد تزهق روحه إزهاقا
حفر الصليبُ على ملامح وجهه
وغدا، وقد كان السليم، معاقا
ورأت على باب الفجيعة لوحةً
نقشت عليها الحادثات «عراقا»
ورأت رياح الذِّل تلطم دجلةً
بيد تدنِّس ماءه الرقراقا
ورأت وجوها في ملامحها الردى
وثغور قوم تنفخ الأبواقا
قالوا لنا: التَّعميرُ، سوف نعيده
نبني به فوق الطِّباق طباقا
لِمَ تهدمون - إذن - وكان بوسعكم
أن تزرعوا قبل الخلاف وفاقا
شردتم الأسر البريئة بعدما
شربتْ جيوشكم الدم المهراقا
وتركتم الطغيان يرفع رأسه
في قدسنا، ولويتم الأعناقا
ما بالكم أسكنتم الشمس الدجى
وكسوتم القمر المنير محاقا
ما بالكم، ماذا لديكم، ما الذي
تبغون، كيف تضيِّقون خناقا
جمد السؤال، وما أجبتم، فاركبوا
متن الغرور، وحاربوا الخلاَّقا
سترون عقبى الظلم تهدم كلَّ ما
شيدتموه، وتُحْكم الإغلاقا

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved