Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
«كتب ومؤلفون».! «10»
عبدالفتاح أبو مدين

ويطيل الأستاذ العميد، عن أدب البشري، فالإعجاب موصول بين الشخصية ونتاجها.. وهذا شيء طبعي، ذلك أن الشخصية السوية، لا يكون عطاؤها إلا جميلا عذباً سائغا، وإن وجد غير ذلك فإنه شاذ.. يصف الأستاذ العميد أن أدب البشري في عطائه:«فن رفيع من الأدب، يحرص كثير من المثقفين من هذا الجيل على الاستمتاع به، ويخلصون له نفوسهم وعقولهم وقلوبهم وضمائرهم، وهو يرضي حاجتهم إلى الأدب العالي والفن الممتاز، وقراءته تتيح لهم الاستمتاع بلذة رائعة».!
* وحقاً ما قيل، فإن خير الكلام ما قل ودل.. ذلك أن الهذر لا خير فيه، وأن خير ما في الحياة القيم بكل معطياتها، وصدق الله القائل: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس».
* ويثني العميد مجدداً، فيعلن أن أدب البشري: حلو سمح، خفيف الروح، لا يجد قارئه مشقة في قراءته، ولا جهداً في فهمه، ولا عناء في تذوقه وتمثله، محبب إلى الناس على ما يكون بينهم من اختلاف الطبقة وتفاوت المنزلة، محبب إلى النفوس والاسماع جميعاً.
* وبمتابعة الخصائص التي ميزت أدب البشري، فأحبه الناس، ودفع الدكتور طه بطلب كتابة مقدمة الجزء الثاني، أو- الأخير-، وأن يلح في الطلب، ويحرص على الظفر بما سعى إليه، نجد الأستاذ العميد، يعلن خصالا ثلاثاً- فلاءم بينها أحسن ملاءمة، وكون منها مزاجاً رائع الاعتدال.!
* وملخص تلك الخصال الحميدة والكريمة:
1- إن البشري: من طبقة ممتازة، تحسن الحكم على الأشياء.
2- ثم هو بغدادي الأدب، كأشد ما يمكن أن يكون الأدب بغدادياً، عاشر أبا الفرج الأصفهاني وأصحابه، فأطال عشرتهم، وتأثر بهم في لغته وأدائه.. ثم هو قد ألم بحظ من حياة المترفين الذين عرفوا الحضارة الغربية وذاقوها وتمثلوها، فأخذ منها شيئا يسيرا، خفيف الظل، قوي التأثير، في الوقت نفسه يستطيع أن يلائم بين مصريته الموروثة وبغداديته المكتسبة».
* هكذا يمضي الأستاذ العميد في تحليل أدب البشري، وتأثره، بجانب شخصيته المتميزة بتلك الخصال التي أشرت إليها آنفا.. والبشري وإن تلاقى مع بعض لداته في الخصال التي أشار إليها الأستاذ العميد، إلا أن البشري يختص أو يتميز بائتلاف واطمئنان تلك الخصال عن غيره من معاصريه.
* ونجد ميزة أخرى للبشري، أن أسلوبه- يتميز بفرادة لا يشاركه فيها أحد من هذا الجيل وأنه- «مدرسة واحدة لا تستطيع أن يلحق بهذه البيئة أو تلك من بيئاتنا الأدبية أو بهذه المدرسة أو تلك من مدارسنا المنتجة في الشعر والنثر.. كما يقول الأستاذ العميد.!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved