حينما وقفت على سطح منزلنا القديم جداً..
وقصصت ضفائري
وبعثرت خصلات شعري في الهواء..
كنت أسجِّل أولى نقاط
انتصاري
وحققت ما أريده أنا
لا ما تريده القبيلة
في حبها الضفائر الطويلة..!
** وحين صعدت أمي خلفي
رمقتني بنظرة معبأة بدهشة الكلام
اجترت المقصَّ من يدي..
وكنت أهيئ وجهي الصغير لصفعة كبيرة
لكنني وجدتُ نفسي
فجأة في حضنها الدافئ
ترتب لي شعري وتساوي قصَّه..
وهي صامتة.. معبئة عينيها بدهشة الكلام!
** وحين ألبستني دثاراً رقيقاً
ناعماً.. سربلني من الرأس إلى القدم
رأيته جميلاً..
دفعتني نحو الفضاء النقي
وقالت لي «كبِّري غطاكِ وكبِّري خطاك»
وامض في الحياة..
لا تقبلي العادي وأنصاف الحلول..
كوني كما يليق بك..
وظلَّي كما أنت..
لك لون التراب ورائحة الصحراء!
** ظللت كما أرادت
امرأة تستوعب كلَّ التناقضات
وتجمع كل المتضادات..
مشاغبة كما أمواج البحار
وحالمة كما ليل البراري
أحب الصدق والإيمان..
وأكره التلوّن والنفاق..
لم تستطع كلُّ المدن أن تهذِّب لغة الوضوح.. أو تعلِّب النهار في عينيَّ
** حين أكون زوجة.. أختصر كلَّ نساء العالم
وحين أكون أماً.. أجمع شتات الأمهات في قلبي..
وحين أعمل.. لا تحتويني الكراسي والسبورات.. أعمل بدون تأنيب ضمير أو تبكيت.. فلقد أتقنت التعامل مع لعبة الوقت منذ أربع عشرة سنة مضت..!
** وحين أغضب أشطب على كلِّ التاريخ والجغرافيا وأعود لأستحيل إلى رمضاء لاسعة حارقة..
تحرق أول ما تحرق نفسها وقدميها!
** حين اخترت..
اخترت من الرجال أنبلهم
ومن الأحلام أعذبها
ومن الصديقات.. أصدقهن..
لدي سقف عالٍ في حياتي.. باهظ القدر والثمن..
لا أتنازل عنه..
وأتعب في بنائه..
لكنني أتركه ينهار تماماً من أول عطب يحلُّ به..
لا أجيد إصلاح المعطوب.. ولا أقبل العودة كرة أخرى وأعود لأبني..
** قرأت آلاف الروايات.. ولاحقت كلَّ الموضات..
وأعدت اكتشاف نفسي آلاف المرات.. لكنني ظللت أسيرة عبارة أمي «كبِّري غطاك وكبِّري خطاك»!
(*) ضمير الأنا فيما أكتب قد لا يعود بالضرورة عليَّ..
|