Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البلاد تنزلق نحو معارك جديدة وسط مؤشرات على زيادة إنتاج الأفيون البلاد تنزلق نحو معارك جديدة وسط مؤشرات على زيادة إنتاج الأفيون
عملية السبت أكدت هشاشة الوضع الأمني في أفغانستان

*القاهرة كتب حسن أنور أ ش أ:
رغم مرور ما يزيد على عام ونصف العام على بدء الحملة الامريكية على افغانستان بهدف القضاء على الارهاب والاطاحة بنظام حكم حركة طالبان الافغانية الا ان اعمال العنف في هذه الدولة التى مزقتها الحروب واعمال العنف منذ اكثر من عشرين عاما لا تزال مستمرة.
وقد جاءت العملية الانتحارية التي وقعت يوم السبت بواسطة سيارة تاكسي ملغومة استهدفت حافلة تقل جنودا الماناً من القوات المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في افغانستان لتؤكد مدى تردي الاوضاع الامنية في البلاد بما فيها العاصمة الافغانية كابول حيث وقع الحادث على مشارفها.
وأسفرت العملية عن مصرع عدد من الاشخاص بينهم خمسة من الجنود الالمان واصابة أكثر من 24 آخرين بجراح.
وتعد العملية اعنف عملية تستهدف القوات الدولية في افغانستان منذ عدة اشهر، وهو ما دعا وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك إلى اصدار تحذير قوي بشأن الوضع في افغانستان، وأكد ان الهجوم الانتحاري هو هجوم ارهابي وانه دليل صارخ على ان افغانستان ما زالت أبعد ما تكون عن وصفها بالبلد الآمن المستقر.
وكانت القوات الدولية خاصة القوات الامريكية قد تعرضت لاعمال عنف خلال الفترة الماضية الا انها لم تتعرض لمثل هذا النوع من العمليات من قبل في افغانستان.. فقد اشارت الانباء على مدار الاسابيع الماضية الى وقوع حوادث عنف استهدفت افرادا من هذه القوات وبعضها اسفر عن سقوط قتلى منهم.. غير ان هذا الحادث قد فرض وضعا جديدا الا وهو كيفية ان تحافظ هذه القوات على امنها اولا قبل ان تحافظ على امن العاصمة كابول.
وكانت الحكومة الافغانية والقيادة الامريكية في البلاد قد ركزت في الآونة الأخيرة على ان الاوضاع الامنية في العاصمة الافغانية كابول قد تحسنت بصورة كبيرة حيث لم تشهد المدينة اية اعمال عنف ضخمة منذ حادث تفجير السيارة الملغومة في سبتمبر الماضي والذي اسفر عن مصرع واصابة العشرات.
وجاء تركيز الحكومة الافغانية والقيادة الامريكية على الامن في كابول ادراكا منها لعدم سيطرة الحكومة في حقيقة الامر على الاوضاع الا في العاصمة فقط أما خارجها فتكون السيطرة لزعماء الحرب السابقين ولحكام الولايات.
فمن المعروف ان حامد قرضاي ناضل منذ توليه رئاسة البلاد من أجل بسط سلطة الدولة خارج العاصمة كابول الا ان الحقيقة الموجودة على الارض تؤكد فشله حتى الآن في تحقيق هذا الهدف.. فلقد اصبح من الامور اليومية الشائعة تجدد المشاحنات بين الفصائل الافغانية والقيادات المحلية وانتهاكات حقوق الانسان والتحرش بالمدنيين الابرياء سواء من قبل ميليشيا القبائل أو قوات الامن المحلية، كما يتفاقم الاقتتال والسلب والنهب في ارجاء افغانستان.
ويرى المراقبون ان انتشار الميليشيات المكونة من عشرات الآلاف من الرجال الذين لا يخضعون لسلطة الدولة في مختلف انحاء البلاد هم وراء تفشي هذه الظواهر الخطيرة.
ويدرك الرئيس الافغاني قرضاي مدى صعوبة الموقف في البلاد وهو ما دعاه إلى التفكير في عقد محادثات مع قادة سابقين في حركة طالبان.. وقد كشف موخرا عضو مجلس الشورى الافغاني التقليدي لويا جيرجا قويم الدين طاشر أن قرضاي عرض هذا الاقتراح ضمن مساعيه لاحلال السلام في البلاد، الا ان قرضاي يدرك ايضا ان تحقيق مثل هذا التقدم في مساعي السلام لن يكون سهلا.. فزعماء حركة طالبان والتي تنتمي لقبائل الباشتو لن يوافقوا على المنهج الذي يدير به قرضاي البلاد والذي يتمثل في الاستعانة بقوات اجنبية للبقاء في السلطة فضلا عن رفضهم لمنح زعماء الحرب السابقين من الاوزبك والطاجيك مناصب رفيعة في الحكم تفوق تلك التى خصصها قرضاي لاتباعه من قبائل الباشتو الذي ينتمي هو ايضا اليهم.
لقد حذرت تقارير الامم المتحدة وجماعات حقوق الانسان التي صدرت مؤخرا من أن افغانستان ستنزلق تدريجيا نحو الاقتتال والفوضى وغياب القانون مع تزايد انتاج الافيون في البلاد.
وحملت هذه التحذيرات المخاوف من ان حركة طالبان وتنظيم القاعدة يعيدان تنظيم انفسهم بقوة في البلاد وتهاجم عدة اهداف حكومية في جنوبي وشرقي البلا، كما ان اعضاء الحزب الاسلامي التابعين لقلب الدين حكمتيار الزعيم المعروف في حقبة ما قبل طالبان يقومون بنفس الشيء. وفي الوقت نفسه تعاني جماعات الاغاثة من مشاكل جمة بسبب هذا الوضع المتردي مما يدفعها في احيان كثيرةالى تقليص نشاطها وهو ما يجعل مناطق كثيرة خارج العاصمة كابول محرومة من وصول امدادات الاغاثة اليها بسبب المخاوف الامنية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved