* براغ بقلم: ايريك جونسون د ب أ:
كانت امرأة مسنة تقوم بمهمة سريعة في منطقة سميخوف بالعاصمة براغ هذا الأسبوع حينما توقفت طويلا لإلقاء نظرة على مركز حملة دعائية للانضمام للاتحاد الأوروبي يقع على طريق فرعي وكان مزدانا بالبالونات، ثم لوحت بذراعها بطريقة تنم عن الاشمئزاز وهي تنظر إلى مركز التصويت ثم مضت في طريقها.
وقالت هذه المرأة (77عاما) التي تعرف قدر نفسها وتنزع إلى الشك تجاه الاتحاد الأوروبي والتي أمضت معظم سنوات حياتها تحت السيطرة الأجنبية لقوات الاحتلال النازية والشيوعيين السوفييت قالت «ذلك الأمر يهم الجيل القادم، فهو لا يعنينا»، بيد أن طالبا في السابعة عشرة من عمره كان يبيع المجلات للمارة أعرب عن وجهة نظر أخرى أكثر إيجابية قائلا إنه يأمل أن يوافق الناخبون التشيك على انضمام البلاد إلى عضوية الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء المقرر أن يجرى يومي13 و 14 من حزيران/يونيو الجاري.
وقال الطالب الذي يدخر ما يحصل عليه من عمولة للإنفاق على دراسته الجامعية سوف أصوِّت بالموافقة على الانضمام للاتحاد الأوروبي، فهو سيجلب المستثمرين من بلدان أخرى إلى بلادنا كما سيوفر المزيد من الوظائف.
وبينما تقترب الانتخابات التي ستجرى في مختلف أنحاء البلاد يبدو أن هذا الطالب بات في المعسكر الفائز، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن من المرجح أن يحقق الاستفتاء فوزا مريحا في الجمهورية التشيكية حيث هنالك حاجة إلى أغلبية بسيطة بشأن الموافقة على هذا الانضمام ولاسيما أنه لم تفرض قيود على مشاركة الناخبين وإقبالهم على الاستفتاء.
ومما يذكر أنه أجريت استفتاءات مماثلة في سلوفاكيا والمجر المجاورتين والدول الأخرى المرشحة لتوسيع الاتحاد الأوروبي، فمن المتوقع انضمام عشر دول معظمها من الدول الشيوعية السابقة إلى الاتحاد الأوروبي المؤلف الآن من 15 دولة، ومع هذا كشف السباق إلى توسيع الاتحاد الأوروبي أن هنالك فجوة بين الاجيال آخذة في الاتساع كما سلط الضوء على الخلافات الاجتماعية الأخرى في جمهورية التشيك مما أدى إلى أن يشن مؤيدو الاتحاد الأوروبي حملات انتخابية صعبة في الاستفتاء على الرغم من تفاؤل منظمي استطلاعات الرأي، وهم مطالبون ليس فقط بإقناع الناخبين بحب الاتحاد الأوروبي ولكنهم مطالبون أيضا بالعمل على تضييق الهوة العميقة بين الأجيال.
وقال اليس هانزل أحد المروجين لموضوع الاستفتاء ومدير فرع حزب اتحاد الحرية في براغ «يتعين علينا أن نتحدث عن المزايا والمساوئ» بشأن القضايا المختلفة بدءاً من ارتفاع الأسعار وحتى التجارة الحرة، ولذا تركز حملتنا على المعلومات».
والأمر لا يبدو سهلا، فالآراء المتعارضة بين الكبار والشباب مثلا لها جذورها الراسخة في التوقعات المالية المختلفة بالنسبة لاقتصاد ما بعد توسيع عضوية الاتحاد.
ويعتقد العديد من كبار السن التشيك أن معاشاتهم الهزيلة سوف تنخفض وسترتفع تكاليف المعيشة كنتيجة مباشرة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، ومن الناحية الأخرى يتوقع العديد من الأشخاص الأصغر سنا فرصا جديدة بشأن مستويات معيشية أعلى بعد زوال حواجز التجارة والتوظيف والسفر مع غرب أوروبا.
من جهة ثانية، تسببت قضية الانضمام للاتحاد الأوروبي في دق إسفين بين سكان العاصمة براغ الغنية نسبيا والسكان في المدن الصناعية المثيرة للكآبة مثل اوسترافا حيث يبلغ معدل البطالة حوالي 20 في المئة.
|