Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
من اغتال الشيخ علي السعدون
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يوم عاد العلاَّمة محمد باقر الحكيم من طهران إلى العراق بعد أن حرم من بلاده أكثر من ربع قرن، وعن طريق البصرة البوابة الشرقية للعالم العربي، كانت خطبته في الميدان الرئيسي في هذه المدينة العريقة التي أقامها العرب في الأيام الأولى من الفتح الإسلامي للشرق الأعجمي مكاناً لتجمع القوات الإسلامية، ولذا فإن تاريخ البصرة يرتبط بحملات الهداية والتنوير وحب أهل الجزيرة العربية رجال الفتح الإسلامي إلى بلاد ما وراء النهرين.. وقد ظلت البصرة منارة للهدى والمحبة طوال التاريخ ولهذا فقد كانت دعوة العلاَّمة محمد باقر الحكيم في وسط البصرة للوحدة الإسلامية.. والوحدة بين العراقيين وبالذات بين أهل السنة والشيعة دعوة لاقت التأييد والمؤازرة من كل العراقيين بكافة طوائفهم إلا أن دعوة رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العلاَّمة محمد باقر الحكيم شيء.. والتنفيذ شيء، فبعد مرور أقل من شهر امتدت الأيدي الأثيمة إلى الشيخ علي النجم السعدون شيخ مشايخ عائلة السعدون شيوخ قبيلة المنتفق.. العائلة العريقة الحسينية التي ارتبط تاريخ رجالها بتاريخ العراق الحديث، والذين عرف عنهم الشجاعة والشهامة والكرم والوطنية.. إذ ما يزال الشيخ عبدالمحسن السعدون وسيبقى رمزاً للوطنية والإباء الذي رفض الخنوع للاستعمار البريطاني.
ابن عم عبدالمحسن السعدون.. وشيخ هذه العائلة الكريمة تطوله الأيادي الأثيمة وترديه قتيلاً.. أمام مقر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في البصرة حيث تشير كل أصابع الاتهام إلى عناصر من أفراد ما يسمى ب«جيش بدر» وأنهم هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء. وهذا ما يلقي بمسؤولية كبيرة على العلاَّمة محمد باقر الحكيم شخصياً، لأنه دعا إلى الوحدة الإسلامية، فينتهك جماعة محسوبة عليه «فيلق بدر» هذه الدعوة.
ثانياً: اغتيال الشيخ علي النجم السعدون أمام مقر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يرأسه الحكيم يضيف مسؤولية إضافية.
ثالثاً: استهداف شخصية عشائرية من أهل السنة لعائلته وقبيلته امتدادات في كل دول الخليج العربية من شأنه إثارة فتنة طائفية العراق في غنى عنها خاصة في ظروف الاحتلال التي تتطلب الوحدة وتكاتف الجميع، وليس إثارة الفتن والشقاق بين المسلمين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved