* الجزيرة الانترنت * نواكشوط العواصم الوكالات:
رغم تأكيد مصادر في العاصمة الموريتانية انه تمت السيطرة على محاولة انقلابية صباح امس الاحد الا أن تبادلاً لإطلاق النار كان يسمع حتى بعد تلك التأكيدات بينما شددت المصادر على ان رئيس البلاد معاوية ولد الطايع في مأمن وفي صحة جيدة.
فقد كان صوت الرصاص ودوي الانفجارات تسمع صباح امس قرب قاعدة مدرعات في الوسط الجنوبي للعاصمة نواكشوط وفق شهادات عبر الهاتف ادلى بها سكان في المدينة مما يشير الى ان عناصر الجيش الموالية للحكومة لا تزال تواجه جيوب مقاومة.
في المقابل تراجعت حدة اطلاق النار في محيط مقر الرئاسة في وسط المدينة حيث تركزت مطلع الليل قبل الماضي.
واعتبارا من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل سمع اطلاق نار ودوي انفجارات لا سيما في محيط المقر الرئاسي وهيئة اركان الجيش، كما سجل اطلاق نار قرب محطات بث التلفزيون في اقصى شمال غرب المدينة.
وقالت امرأة تعيش قرب مقر الرئاسة في نواكشوط: اطلاق النار يزداد كثافة انه قريب جدا من قصر الرئاسة ومقر الجيش، البث الاذاعي قطع ولذلك لا نعرف ما يجري.
واشار بعض الشهود الى ان طائرة واحدة على الاقل حلقت فوق المدينة وجوبهت في كل مرور لها بنيران الدفاعات الجوية.
ولم يبث التلفزيون أو الاذاعة الوطنيان اي نبأ صباح امس، ولم يعرف أي وحدات في الجيش شاركت في محاولة الانقلاب لكن نظرا إلى استخدام المضادات الارضية من شبه المؤكد ان عناصر من سلاح الجو ضالعة فيها.
وقال شاهد عيان نقلا عن مصادر وصفها بالمطلعة قام بالاتصال بها ان الحادث عبارة عن محاولة انقلاب فاشلة تمت السيطرة عليها.. الا انه لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة فى هذا الصدد.
واشار الى ان المعلومات المتاحة لديه تشير إلى أن بعض الضباط الشباب وربما يكونون من تشكيلات مختلفة من الجيش الموريتاني يقفون وراء هذه المحاولة.
وقال ان هناك بعض التشكيلات البسيطة غير المدرعة تم نشرها لحفظ الأمن فى البلاد مضيفا ان الاذاعة والتليفزيون ووكالة الانباء / التى عادة ما يلجأ اليها الانقلابيون / مسيطر عليها تماما من قبل القوات الحكومية.
وأوضح ان الاوضاع فى نواكشوط تحت السيطرة باستثناء بعض اصوات اطلاق النار التى يتم سماعها بين الفينة والاخرى. ووصل العقيد ولد الطايع الى الحكم في كانون الاول/ ديسمبر 1984 نتيجة انقلاب ولم يشهد نظامه حتى الآن اي تمرد من جانب الجيش الذي كان يبدو انه مسيطر عليه بقوة.
وأكد بدي ولد بنه الأمين الوطني للجبهة الشعبية الموريتانية المعارضة ان عناصر من الجيش الموريتاني تقف خلف الانقلاب ضد النظام الحالي في نواكشوط.
وقال ولد بنه.. في تصريحات خاصة لراديو مونت كارلو.. ان التذمر والغضب الشعبي مستمر منذ ما يزيد على 18 عاما كما ازداد في السنوات الأخيرة بشكل كبير.
وأوضح المعارض الموريتاني انه يوجد في موريتانيا حاليا جيشان.. أولهما جيش مقرب للرئاسة وهو مكون من حوالى 2000 شخص برتبة ضباط وضباط صف ينتمون عصبيا الى أسرة الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع.
وأضاف ان هناك جيشا آخر يعاني كل المأسي التي يعانيها الشعب بأكمله.. مشيرا الى ان الرئيس الموريتاني نجح في صد كل المحاولات الانقلابية التي ازدادت كثافتها في السنوات الأخيرة.
وأشار المعارض الموريتاني الى ان النظام الحالي هو نظام استخباراتي استطاع ان يسيطر على مختلف حيثيات السلطة عن طريق المد العسكري الأجنبي وآخرها التعاون مع اسرائيل.
ونفى مصدر دبلوماسي فرنسي أمس الاحد لجوء الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد احمد طايع الى السفارة الفرنسية في نواكشوط.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي من باريس لوكالة فرانس برس ان معاوية ولد طايع ليس في السفارة الفرنسية اننا ننفي هذه الشائعة.
وكانت الشائعات قد سرت مساء أمس الأحد في شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط بأن الرئيس قد لجأ في السفارة الفرنسية بعد أن سيطرت قوى الانقلاب على القصر الرئاسي ومبنى التلفزيون.
وبعد اعتماد التعددية الحزبية، فاز بالانتخابات الرئاسية العام 1992واعيد انتخابه العام 1997. ومن المقرر اجراء انتخابات رئاسية جديدة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل وقد اعلن الحزب الجمهوري الديموقراطي الاجتماعي الحاكم ترشيح ولد الطايع اليها.
وفي الاسابيع الاخيرة طغت على واجهة الاحداث في موريتانيا عمليات توقيف طالت الاوساط الاسلامية .
وأدين 32 شخصا في الثالث من حزيران/ يونيو بتهمة «التآمر ضد النظام الدستوري والتحريض على المساس بالامن الداخلي والخارجي وتشكيل منظمات غير مرخص لها».
وحكم على تسعة ناشطين بعثيين موريتانيين اوقفوا مطلع ايار/مايو بالسجن ثلاثة اشهر مع وقف التنفيذ في 29 ايار/ مايو بتهمة «تشكيل جمعية غير مرخص لها واعادة تشكيل حزب سياسي حظره القانون».
وتقيم موريتانيا منذ العام 1999 علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وقد اكدت مرات عدة منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، عزمها على مكافحة الارهاب الدولي.
ويشعر موريتانيون كثيرون باستياء من علاقات موريتانيا مع اسرائيل.
|