Monday 9th june,2003 11211العدد الأثنين 9 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دقات الثواني دقات الثواني
هيئات ومؤسسات الإغاثة السعودية
عائض الردادي

قامت هيئات ومؤسسات الإغاثة بدور كبير في خدمة المحتاجين خارج بلادنا، فأطعمت الجائع، وكست العريان وداوت المريض، وأسكنت المنكوب، ورعت الأطفال اليتامى، وعلمت الطلاب، وواست الايامى، وبنت المدارس والمساجد والمستشفيات وغير ذلك من الأعمال الخيرية، وليس لها من دافع وراء ذلك سوى ابتغاء الثواب من الله، وقد فعلت ذلك بوضوح، فلم تقدم الدواء او الطعام او الكساء او العلم من اجل التبشير بأسلوب غير واضح كما تفعل جماعات التبشير المسيحي، ولعل ما حققته من نجاح كان سبباً فيما شن عليها من حرب ادت الى تقليص نشاطها في الخارج ألحق الاضرار بالمستفيدين من خدماتها.
ورب ضارة نافعة، فلعل ذلك كاف لتوجيه عنايتها الى الداخل، فكثير منها وجه كل جهده للخارج، ولن نقول: انها اهملت فقراء ومحتاجي الداخل بل نقول: انها لم تعط العناية نفسها لابناء بلادها، وقد آن الاوان لأن توجه خدماتها لمحتاجي بلادها بالقدر الذي عنيت به في الخارج.
هذه المؤسسات قامت بحملات اعلامية لجمع التبرعات من المتبرعين لمحتاجي الخارج فهل تبدأ اولاً بالصنيع نفسه لفقراء ومحتاجي الداخل؟ فهذه أول خطوة ينبغي عملها، اما الخطوة الثانية فهي عمل مسح للقرى والمدن المحتاجة وتحديد الحاجات ثم علاجها.
نطمح أن تقوم هذه المؤسسات «وبخاصة ما لا نشاط لها في الداخل» ببناء المساكن في القرى كما بنت خارج المملكة، وبناء المساكن في القرى اقل كلفة مالية وأنفع للمواطن، ونطمح أن تسهم في تقديم الدواء ببناء المستوصفات وايجاد الموارد لها عن طريق الوقف، ونطمح أن تقوم بتقديم الكساء للاسر المحتاجة «وفي تجربة المستودعات الخيرية ما يفيدها في هذا المجال» ونطمح أن ترعى الأيتام بأسلوب حضاري يؤمن صفة الديمومة، وأن تعالج الفقر ليس بتوزيع الصدقات بل بإنشاء المراكز التي تعلم الحرف للاسر كي تسعى بنفسها لكسب رزقها، اما غير القادر على العمل فيمكن أن ينظم تقديم العون له بالاسلوب المناسب، لأن اكثر الاسر في بلادنا «وفي القرى بخاصة» اسر ذات نفوس كريمة يصعب عليها قبول الصدقة الا بأسلوب يشعرها بالكرامة، ولذا لابد ان يبتعد عن الدعاية الاعلامية، ولابد ان يراعى في بناء المساكن طبيعة بلادنا، وهي الوحدات المستقلة المتناسبة مع ظروف كل منطقة.
لقد حان الوقت لأن يمتد عون هذه المؤسسات لأبناء بلادها، ولئن فات ذلك عليها في السنوات الماضية، فهي غير معذورة الآن، وعسى أن نرى ذلك فعلاً، لا قولاً، في بناء المساكن ورعاية الايتام ومساعدة الشباب على الزواج وإيجاد فرص العمل وغير ذلك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved