تفجيرات الرياض تجاوزت شظاياها المدمرة حدود «المنظور» إلى «العقل»، لتشعل «الخامل» وتحرك «الساكن» ولكن للأسف ما زال خطابنا الإعلامي والاجتماعي أسيراً لتلك القوالب النمطية المزينة بعلامات «التعجب» والمرصعة بدرر «الاستغراب» لتُلبس «مجتمعنا» تاجاً من النقاء والصفاء، متجاهلة التحولات الكبيرة التي مررنا منذ الطفرة حتى المرحلة الراهنة والتي أفرزتها الظروف الاقليمية المحيطة بنا.
إن تلك «التفجيرات» التي حصلت، هي في الحقيقة بركان حطم - في نظري - قشرة «الوهم» الذي ما زال يعشش في عقول البعض ليقذف بحمم الأسئلة الكبيرة في مضامينها لتصبح تربة خصبة للعديد من «فسائل» أسئلة مهمة لمرحلة دقيقة حرجة من تاريخنا الوطني.
هل وحدتنا الوطنية في خطر؟ وهل مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية على مستوى التحدي الذي نمر به هذه الأيام؟ وهل.. وهل؟؟ إنها شظايا الأسئلة الكبيرة. ولا شك أن المخلصين لديهم العديد والعديد من هذه الأسئلة الكبيرة التي تحمل بذور مشاريع لإعادة صياغة «الذات» وتخليصها من «الشوائب». إن الحل في نظري، هو العودة إلى «الداخل» والرجوع إلى «الذات» والتصالح مع «الأنا» ومحاولة سبر أغوارها لمزيد من «التشخيص» الدقيق بأيد طبية وطنية ومن ثم وصف الدواء بعقول وطنية صادقة الولاء. ولا شك أن هذه «العودة» ستأتي على جناح الطائر الميمون «الحوار الوطني» على مختلف المستويات وعبر ألوان الطيف الإعلامي لمقاربة مختلف شرائح الشباب، لمزيد من رصد أحلامهم واستشراف مستقبلهم عبر قنوات حوارية مفتوحة. لعلنا نحظى بإجابة لسؤال المرحلة الخطيرة التي يمر بها وطننا الغالي أين الخلل؟ أين الخلل؟، لمزيد من التصالح والتصارح في سبيل وحدة وطنية ثابتة رغم «هزات» العنف وبراكين الإرهاب، لنعد رياضاً تسقى بماء الحوار في جو وطني نقي ما زال يحسدنا عليه الحاسدون.
|