في صدر كل مخلوق من الناس قلب تختلج فيه كوامن وعناصرتبرزه في حالتين فتارة يكون رقيقا ولطيفا وحنونا يضمر المعقول والمقبول. تظهره في اروع وافضل صورة نبيلة تكون ظلال خير منعم في خاصيته، ومؤثراً في عموميته.
وتارة أخرى عنيف وعنيد ظالم وشديد مؤلم يضمر اضرابا من الغرائب المرفوضة تظهره في اشبع واقذر الصور الهابطة كأنها نار مشتعلة لا تبقى ولا تذر.
ذلك هو المخلوق البشري تظهره هذه الحالتين بوضوح تام.. حالتي الخير الذي يمثله الحب في الحالة الأولى.
وحالة الشر الذي تمثله الكراهية في الحالة الثانية.
ومن الحالتين تكشف مدى ارتباط التناقض. وهما بدون شك تناقض - في قلب المخلوق البشري.
ولا يندر التصاق التناقض بحياة الناس. فقد اضحت مواضيع الحياة اكثر تعقيداً وظواهرها اكثر شذوذا. فاذا بالحيرة والضياع تكونان سلسلة من الاضطرابات عند الناس. والسؤال الآن هل من الضروري ان نكره..؟ لانه من الجواب والحق والعدل ان نحب. والحقيقة انه ما دام من الواجب ومن الحق والعدل ان نحب فإنه ليس من الواجب والحق والعدل ان نكره ايضاً.
اذ ان الواجب والحق والعدل في ذاتيته لا يفرض الكراهية بقدر ما يفرض الحب بمعنى ان القيم لا تحب الكراهية. وهنا لا يكون الحال تناقضا بقدر ما يكون تقريريا وليس اختياريا اذ لا يمكن ان تكون الكراهية من شيمة الانسان صاحب القيم.. وحينما نصل الى هذه النقطة نكشتف مدى تحكم التقعيد والشذوذ والمظاهر واستبدادها بقيم الإنسان.
تفسير متواضع اسوقه الى القراء الاعزاء طالبا فهمه، تفسير متواضع يظهر مدى تحول الإنسان صاحب المبادئ والقيم قيم الحق والعدل والواجب التي لا بد ان تسود بين الناس وتتحكم في علاقاتهم حتى تستقيم حياتهم، فلو سادت هذه القيم لما شاهد هذا العصر التناقض لان الكراهية لم تزل تجد لها مكانا عند بعض الناس.
وهو تفسير من جهة اخرى يظهر مدى ما توؤل اليه التعقيدات والمظاهر من حيرة وضياع في حياة الإنسان الممزق في هذا العصر المضطرب ولكم تحياتي.
|