قبل قمة العقبة تردد حديث عن أن الحوار بين الفصائل الفلسطينية وصل إلى نقطة مهمة، وارتفعت الآمال يومها في ألا تؤثر أي تطورات على استمراره.
وبعد القمة أعلنت حركة حماس عن قطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية بسبب ما رأت أنه تنازلات من قبل رئيس الوزراء الفلسطيني عن الحقوق الفلسطينية التاريخية والأساسية.
وبينما سارعت حماس إلى اتخاذ ذلك القرار فإن آخرين في الصف الفلسطيني لم يروا في القطيعة ثمة فائدة وفضلوا بدلاً من ذلك إجراء نقاش أو ربما استيضاح أبو مازن عن خطابه في تلك القمة التي استهدفت بشكل خاص تأمين أسباب انطلاقة خطة خريطة الطريق.
وبعد كل هذه التطورات مازال هناك من يحرص على التذكير بأن الحوار بين الفصائل قد وصل إلى نقطة مهمة، ولعل هذه المسألة تحتاج إلى وقفة كما تستوجب حث الفصائل على مواصلة ذلك الحوار طالما أنه وصل إلى نقطة مهمة، حيث يجب دائماً الرهان على وحدة الصف الفلسطيني والعمل من أجل ذلك والبناء على أي بادرة إيجابية هنا أو هناك.
وحتى لو جرى إحباط مساعي السلام الحالية المتمثلة في خريطة الطريق فإن الوحدة الفلسطينية تكون مطلوبة في كل الأوقات سواء كانت هناك حركة فيما يتصل بجهود السلام أو جمود أو مواجهات على الأرض.
ولابد أن أبومازن وبقية القادة الفلسطينيين سيكونون في وضع أفضل من جهة التفاهم إذا التقوا مع بعضهم وطرحوا همومهم بكل وضوح؛ فمن شأن ذلك أن يجنب الصف الفلسطيني الكثير من المصاعب.
وتتطلع إسرائيل إلى أي شرخ في الصف من أجل توسيعه والعمل على تباعد المواقف الفلسطينية وصب المزيد من الزيت على نار الخلافات لتكون هذه الخلافات هي الهم الفلسطيني الأول؛ ومن ثم تتوارى الاهتمامات الفلسطينية الوطنية عن الساحة.
وإسرائيل التي لا يهمها السلام تنظر باهتمام لمثل هذه الخلافات التي تؤجل دفع استحقاقات السلام التي تتهرب منها.
|