من ضرورات تنمية حوافز العطاء أن تكون هناك لقاءات مباشرة بين عناصر العملية الثقافية في المجتمع...، وقد يتحقق ذلك بشكل صامت عندما يلتقي الواحد الآخر عن سبيل وسائل القراءة أو المشاهدة أو السماع...، فتتكون عند الإنسان الحوافز الصامتة التي إن أتيح لها البوح بالمكنون فإنَّ ذلك يحقق أنواع الإضافات الفكرية والابداعية وقد ينضم إليها كلُّ نوع من الإضافات في مجالات تفاعل وعطاء الإنسان في الحياة.
غير أنَّ اللقاءات المباشرة تحقق المتعة والاستفادة في آن، بمثل ما تيسر التبادل المباشر لوجهات النظر الأمر الذي يؤدي إلى تكوين الجماعات المتشابهة، والتوجهات المتماثلة، وكذلك تلك المختلفة. وفي ذلك إثراء ليس على المستوى الفردي بل الجمعي في أيِّ مجتمع إنساني.
خلال اليومين السابقين، أضفت إلى تجربتي في هذا الشأن بلقاء مباشر مع مجموعة مثقفة في صالون سارة الخثلان في الدمام، إذ تكرمت باستضافتي فمنحتني فرصة هذا التبادل المباشر الذي أشعر أنَّه إضافة ليس على مستوى فردي بل هو ضمن تكوين جمعي لبنية الثقافة في مجتمع المرأة بل الثقافة المختصة التي غدت أحد دعائم النمو الفكري ، والتطوير الذاتي لذات المرأة في مجتمع تقوى أواصر الوعي فيه بمثل هذه المبادرات الفردية الجيدة. إذ إنَّ سارة الخثلان شاعرة وكاتبة لها تجربتها ولها طموحها. وبمثل ماتقدم من فكر له نكهته وخصوصيته فإنَّها تقدم هذا المورد الشخصي لرفد ثقافة المرأة ضمن نشاط صالونها الشهري.
ولعلَّ في توثيق ما يتم في هذه الصالونات الأدبية ما يفيد الباحثين في الحاضر والمستقبل لتتبع أوجه التطوير وعوامل النمو في الفكر والثقافة عند المرأة في هذا المجتمع.
تحية لسارة
تحية لمثقفات الدمام
ولكلِّ من يضع لبنة بصدق المؤازرة في تبادلية التجارب وبناء المجتمع.
|