Sunday 8th june,2003 11210العدد الأحد 8 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في ندوة عن ظاهرة الإرهاب والغلو في الدين بأدبي مكة المكرمة في ندوة عن ظاهرة الإرهاب والغلو في الدين بأدبي مكة المكرمة
المشاركون في الندوة: يجب الضرب بيد من حديد على كل يد غادرة تمتد إلى أمن مجتمعنا ومكتسبات وطننا وضيوفه

* مكة المكرمة - أحمد الاحمدي:
نظم نادي مكة الثقافي الأدبي ندوة بعنوان «ظاهرة الارهاب والغلو.. الدوافع والعلاج من وجهة النظر الشرعية والتربوية والاجتماعية وما يتميز به مجتمعنا المسلم الذي تحكمه قيمه الإسلامية في إطار الوسطية والاعتدال».
وقد شارك في الندوة كل من د. هاشم بكر حريري وكيل جامعة أم القرى، د. عادل محمد نور غباشي عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة، د. أحمد بن نافع المورعي الحربي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة واصول الدين بجامعة أم القرى والمشرف العام على مكتب هيئة الاغاثة الإسلامية العالمية بمكة المكرمة، وادار فعالياتها د. محمود حسن زيني استاذ الادب الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
أعمال شنيعة:
وفي بداية الندوة تحدث د. أحمد المورعي الذي استنكر الاعمال الاجرامية الشنيعة التي حدثت في مدينة الرياض مؤخراً ووصفها بأنها أعمال خارجة عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولا يقرها عقل ولا منطق ولا دين، وقال ان ما قام به هؤلاء المخربون من أعمال إجرامية زينها لهم الشيطان يعد أمراً خطيراً ينبغي التصدي له بكل حزم، فأي شريعة تبيح فعلهم هذا وأي قانون يجيز إرهابهم ومن العجب انهم يسمون مثل هذه الأعمال الاجرامية جهاداً فأي جهاد هذا يقتل فيه المسلم أو المعاهد أو المستأمن وأعتقد بأن امتنا الإسلامية في حاجة إلى سلوك فهم الوسطية والاعتدال ومحاربة مسالك العنف والضلال كما جاء في قول الحق عز وجل {وكذلك جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا}
ولذلك فلابد من تحصين المجتمع واحتواء النشء من كل فكر دخيل ونهج هزيل.
بعدها تحدث د. هاشم حريري موضحاً ان ظاهرة الارهاب التي تعتبر دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية وقد سبق للإسلام وان قضى عليها منذ بزوغ فجر البعثة النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء الدين الإسلامي وبين في جميع أوامره ونواهيه كيفية تعامل المسلمين مع بعضهم البعض وأقام نظاماً للعلاقة فيما بينهم يقوم على روح الاخاء والمحبة والمساواة والعدل.
وقد اعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم الطريقة المثلى في كيفية التعامل مع أولئك الذين لا يفقهون تعاليم الدين الإسلامي وان القيم الاخلاقية الإسلامية وترجمتها إلى سلوك واقع يمكن ان تؤدي إلى أفضل النتائج فيما يتعلق بدعوة غير المسلمين لهذا الدين الحنيف
كما ان السنة النبوية تتم بالوسطية ولا يوجد بها غلو ولا إفراط أو تفريط فكل ما ورد في مناهجنا الدراسية ومنذ عقود طويلة يدعو إلى الوسطية،
كما ان سياسة التعليم في بلادنا تضم في بنودها «263» بنداً متضمنة ترجمة هذه السياسات إلى أهداف من خلال المراحل الدراسية المختلفة بدءاً من مرحلة رياض الاطفال وانتهاء بالمرحلة الجامعية حيث تخرجت اجيال عديدة تحمل لواء العلم النافع والفكر المستنير ساهموا في بناء هذا الوطن بكل اقتدار.
مواجهة الفكر الإرهابي:
بعد ذلك تحدث د. عادل غباش قائلاً: لا شك ان ديننا الإسلامي الحنيف يدين مثل هذه الأعمال الإجرامية ففي كتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكد تحريم مثل هذه الاعمال، ولا شك ان المطلوب مواجهة هذا الفكر الارهابي بشتى الطرق والوسائل لان هذه فئة خرجت بفكرها عن جادة الطريق ويجب مواجهتها وايقاف خطرها على المسلمين، فالإسلام يحرم أعمال الارهاب فهي افساد في الارض وسفك للدماء.
دور المواطن:
وللمواطن دور مهم في مكافحة هذه الظاهرة فالسكوت على المفسدين والارهابيين يعتبر تفريطاً بالمقاصد الشرعية في الإسلام وتفريطاً في بناء المجتمع القائم على حماية الفرد في دينه ونفسه ودمه وماله وعرضه.
وهنا يأتي دور المواطن الحقيقي في التكاتف مع اخوانه المواطنين سواء المدنيين أو العسكريين لمنع الارهابيين من الإفساد وتحقيق أهدافهم المشينة كما يجب توسيع دائرة الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة وفي الجامعات والمدارس والنوادي الادبية والأسر والمجالس الاجتماعية وخطباء المساجد بما يحقق كشف زيف ودوافع الارهابيين ويزيد المجتمع تماسكا من اجل الوقوف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الشرسة ومنعها من تحقيق أهدافها مع اعطاء فرصة لتعريف الارهابيين ببطلان اعتقاداتهم وكشف زيفهم وأثره الخطير على أمة الإسلام.
ولا شك ان الاهتمام بتربية الابناء تربية صحيحة وتعريفهم بسماحة الإسلام وحثه على العدل وحفظ حقوق الأمة وعدم الاعتداء على النفس التي حرم الله إلا بالحق وهنا يظهر أيضاً دور الاسرة في غرس المفاهيم والافكار الإسلامية الصحيحة في نفوس الابناء الذين هم الركيزة التي تبني عليها المجتمعات حضارتها فتنمو وتزدهر وتتطور بعقولهم وافكارهم وجهودهم فان صلح هذا الفكر فإن في ذلك صلاح وان فسد فإن في ذلك هلاك المجتمع وانهياره وحيث ان الاسرة نواة المجتمع ومجتمعنا ولله الحمد قائم على اتباع الدين الإسلامي الحنيف في هذه البلاد التي شرفها الله بان تقوم بخدمة اطهر البقاع «مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة» فقد استهدفها اعداءالإسلام وعملوا على التغرير بفئة من شبابنا، وهذا ما يدفعنا لمضاعفة الجهود لرعاية ابنائنا وتوجيههم التوجيه الصحيح، كما يجب اقامة الحد الشرعي على كل من يرتكب جرماً ارهابياً، وهذا هو ما تسير عليه بلادنا بحمد الله ونتمنى من الله التوفيق لرجال الامن للضرب بيد من حديد على كل يد غادرة تمتد إلى أمن مجتمعنا ومكتسبات وطننا والعابثين على أرضنا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved