ما وقع من تفجيرات في الرياض عمل إجرامي مخالف للشريعة وتأباه العقول السليمة، ويكفي في شناعته جريمة واحدة من الجرائم التي جمع بينها منفذو تلك التفجيرات ومنها:
- قتل الأنفس البريئة - من المسلمين وغيرهم - التي ورد الوعيد الشديد بقتلها قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً أو ذمياً لم يرح رائحة الجنة».
ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما وّمّن يّفًعّلً ذّلٌكّ عٍدًوّانْا وّظٍلًمْا فّسّوًفّ نٍصًلٌيهٌ نّّارْا}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبداً».
- الإفساد في الأرض. وقد ذم الله تعالى الفساد والمفسدين ومن ذلك قوله تعالى: { وّاللَّهٍ لا يٍحٌبٍَ الفّسّادّ}، وقوله جل وعلا {إنَّ اللهّ لا يٍحٌبٍَ المٍفًسٌدٌينّ }.
- مفارقتهم للجماعة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية».
- إن هذا العمل يخرجهم من الإسلام إلى الكفر لقوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». وأي عمل أعظم جرماً من عمل يخرج صاحبه من الإسلام إلى الكفر.
ويجب على المواطنين والمقيمين التعاون مع ولاة الأمر في كشف منفذي هذه التفجيرات ومن خلفهم لقوله تعالى: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ} وقوله جل وعلا{يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللّهّ وّأّطٌيعٍوا الرّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً}.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني».
وولاة أمرنا حفظهم الله جادون في اتخاذ كافة السبل للقضاء على هؤلاء المجرمين الذين أزهقوا أنفساً بريئة وروعوا الآمنين.
ويجب على كل من يعرف شيئاً عن هؤلاء المفسدين ألا يتردد في إخبار الجهات الأمنية، ومن تستر عليهم فقد عرض نفسه للعقوبة لقوله صلى الله عليه وسلم «من آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً».
وينبغي أن يعلم أن التعاون مع ولاة الأمر في اتخاذ ما يكون سبباً في كشف هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم من النصيحة الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله يرضى لكم ثلاثاً وذكر منها: وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم».
(*)وكيل الجامعة الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي
|