* هراري أ ف ب:
مورغان تسفانجيراي الذي اعتقلته السلطات الجمعة في زيمبابوي التي تشهد أسبوع تحرك ضد الحكومة، نقابي سابق نجح في أن يصبح الشخصية السياسية الوحيدة القادرة على تهديد سلطة الرئيس روبرت موغابي. وبدأ هذا العامل السابق في قطاع النسيج ورئيس عمال أحد المناجم الذي يبلغ من العمر 51 عاما، نشاطه النقابي مبكرا وأصبح في 1988 أمينا عاما لمؤتمر نقابات زيمبابوي أكبر اتحاد لنقابات العمال في البلاد، وسجن مرتين، كانت الأولى في 1989 بعد أن اعتبر إغلاق الجامعة بعد مواجهات بين الطلاب والشرطة بأنه «تعبير عن القمع المتزايد للسلطة»، واتهم رسميا حينذاك بأنه «جاسوس لجنوب إفريقيا».
وبعد ثلاثة أعوام اعتقل لمخالفته حظرا للتظاهر بعد أن نظم مسيرة احتجاج على الإصلاحات الاقتصادية وقوانين اجتماعية جديدة تحد من نفوذ النقابات. ويقول تسفانجيراي في سيرته الذاتية إنه «نجا في 1997 من الموت عندما هاجم مجهولون مكتبه وحاولوا دفعه ليلقي بنفسه من النافذة من الطابق العاشر».
وأوقف عدة مرات قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في آذار/مارس من العام الماضي وهزم فيها أمام موغابي لكنه لم يعترف بنتيجتها، معتبرا أن فوز موغابي تم «بالاحتيال والعنف» ضد مؤيديه.
ويحاكم تسفانجيراي واثنان من قادة الحزب الذي يتزعمه حركة التغيير الديموقراطي منذ شباط/فبراير بتهمة «الخيانة»، وهم متهمون «بالتآمر» لإطاحة موغابي. وفي 1997 و1998، برهن تسفانجيراي على قدرته على التعبئة بتنظيم سلسلة من الإضرابات ضد الحكومة، ووسط دعم شعبي كبير، أنشأ حزبه حركة التغيير الديموقراطي التي أصبح رئيسها.
وفي أقل من عام، نجح هذا الحزب الذي يتهمه نظام موغابي بأنه يعمل لحساب الأقلية البيضاء في البلاد والسلطة الاستعمارية البريطانية السابقة، في فرض نفسه كقوة أولى لمعارضة حقيقية لنظام موغابي.
وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2000، فاز هذا الحزب بحوالي نصف مقاعد البرلمان رغم حملة انتخابية عنيفة اغتيل فيها حوالي ثلاثين من ناشطي الحركة. وتؤكد حركة التغيير الديموقراطي أن حوالي مئتين من ناشطيها قتلوا منذ تأسيسها بينما اعتقل آلاف آخرون وتعرضوا للتعذيب، في إطار القمع الذي يمارسه نظام موغابي.
وخلافا لمعظم السياسيين في زيمبابوي لم يشارك تسفانجيراي الذي يتمتع بقدرة كبيرة على الخطابة، في حرب الاستقلال ضد نظام الاقلية البيضاء (1972-1979) وهذا ما تأخذه عليه السلطة باستمرار. لكنه كان لفترة قصيرة عضوا ومسؤولا في حزب الرئيس الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي-الجبهة الوطنية.ولد تسفانجيراي الذي ينتمي إلى اتنية الشونا التي تشكل غالبية في زيمبابوي، في العاشر من آذار/مارس 1952، وهو أكبر أبناء نجار أب لتسعة أولاد، وبسبب فقر عائلته لم يتمكن من مواصلة دراسته الجامعية، وهو متزوج وأب لسبعة أولاد.
وقبل أيام من أسبوع التحرك قال تسفانجيراي إنه يعتقد أنه سيعتقل مع غيره من قادة حزبه.
|