* الجزيرة - الترجمة:
قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية ان بريطانيا تعتقد أن تكتيك العصا الغليظة الذي تستخدمه القوات الأمريكية في العراق مسئول بدرجة كبيرة عن حالة التوتر والانفلات الأمني الذي تعاني منه العاصمة العراقية بغداد وهو الأمر الذي يهدد بعرقلة جهود إعادة بناء ما دمرته الحرب الأمريكية في العراق في ضوء تصاعد مخاوف الشركات الأجنبية من العمل في العاصمة العراقية.
وأشارت «الجارديان» الى ان رئيس الوزراء البريطاني تحدث صراحة عن مسئولية القوات الأمريكية حول انعدام الأمن في بغداد مشيراً إلى رفض هذه القوات الاندماج مع السكان كما فعلت القوات البريطانية في مدينة البصرة التي تحتلها جنوب العراق والتي تعد ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان بعد بغداد.
وقالت «الجارديان»: تشير أصابع الاتهام إلى القوات الأمريكية التابعة للفرقة الثالثة مشاة التي تمثل قوة الاحتلال الأمريكي الرئيسية في بغداد والتي يقال أنه سيتم فصلها عن القوات الموجودة تمهيداً لإعادتها إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب.
وقال أحد المصادر إن القوات الأمريكية في العاصمة بغداد لم تحاول الاندماج مع السكان وهو ما نجحت فيه القوات في المدن الأخرى وذلك بسبب تكليف فرقة مشاة ذات تسليح ثقيل خاضت حربا شرسة للقيام بهذه المهمة.
وأردفت «الجارديان» قائلة: الحقيقة أن الفشل في تأمين العاصمة بغداد وعلى الرغم من نجاح القوات الأمريكية والبريطانية في توفير الأمن في مناطق أخرى من العراق سيكون له عواقب وخيمة على عمليات إعادة بناء ما دمرته الحرب، لذلك فقد بات مفهوما تردد الشركات والمؤسسات الأمريكية مثل شركة بكتل والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في بدء العمل في مشروعات إعادة البناء في العراق.
وتعلق بريطانيا آمالا كبيرة على نجاح الفرقة الرابعة الأمريكية التي ستحل محل الفرقة الثالثة في بغداد من أجل النجاح في توفير الأمن للعاصمة العراقية الواقعة تحت الاحتلال.
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين يعرفون تماما ما يجب عمله ولكن المشكلة هي في مدى فعالية ما يقومون به، وقد بات واضحا أن الأمريكيين بدأوا بالفعل تغيير تكتيكاتهم حتى قبل وصول القوات الجديدة إلى العراق، فقد كثفت القوات الأمريكية ابتداء من الأسبوع الماضي دورياتها في شوارع بغداد وبدأت العمل الجاد على وقف الأنشطة الإجرامية التي انتشرت في شوارع بغداد، وقد كان هذا التغير في تكتيك الأمريكيين سببا في تراجع قائد القوات البريطانية عن قراره بإرسال قوات بريطانية إلى بغداد للمساعدة في فرض الأمن والنظام بها، وقد واجه قرارالقائد البريطاني في البداية معارضة قوية من جانب الجنود البريطانيين وعائلاتهم الذين خشوا الدخول في مواجهات مع سكان بغداد.
وتؤكد مصادر عسكرية بريطانية - طبقا لما جاء في «الجارديان» أن الحكومة البريطانية تجد نفسها حاليا بين خيارين أحلاهما مر فهي تريد الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع أمريكا حتى لو أدى الأمر إلى إرسال قوات بريطانية لمساعدة القوات الأمريكية في فرض احتلالها للعاصمة بغداد وفي نفس الوقت تخشى التورط في موقف قد يكون من الصعب عليها الخروج منه بعد ذلك.
ونقلت «الجارديان» عن مسئول عسكري بريطاني رفض الكشف عن هويته قوله أنه ليس من مصلحة بريطانيا التورط في احتلال بغداد التي يسكنها أكثر من خمسة ملايين عراقي، وكانت الأيام الماضية قد شهدت مناقشة قرار إرسال جنود بريطانيين إلى بغداد بين قادة قوات الاحتلال البريطاني في العراق ونظرائهم الأمريكيين وهو ما أثار تكهنات بإمكانية إرسال الكتيبة 16 البريطانية إلى بغداد.
وتشير مصادر بريطانية إلى أن الأمريكيين يشعرون حاليا بقلق بالغ بشأن كيفيةالتعامل مع الموقف في العاصمة بغداد وقد رسم جون ساويرس المندوب البريطاني الرئيسي في بغداد الموقف في العاصمة العراقية بالقول بأن الموقف فيها متخلف جدا مقارنة بباقي العراق حيث مازالت خدمات المياه والكهرباء غير متاحة بصورة كافية وهناك صعوبات كبيرة تواجه استئناف تقديمها وقال إن الأمور في بغداد لا تتحسن بمثل الصورة التي تتم في باقي مناطق البلاد، وفي نفس الوقت قال المندوب البريطاني الذي كان في زيارة إلى لندن أنه يشعر بقدر من التفاؤل بعد تعيين بول بريمر رئيسا لسلطة الاحتلال الأمريكي في العراق خلفا للجنرال المتقاعد جارنر الذي كان بمثابة كارثة في العراق، والحقيقة أن الفشل في فرض الأمن والنظام في العاصمة بغداد يشير بصورة واضحة إلى الصعوبات الكبيرة التي ستواجه محاولات إقامة سلطة انتقالية في العراق باعتبارها الخطوة الأولى نحو إقامة حكومة عراقية جديدة ذات سيادة.
ومن ناحية أخرى أشار ساويرس إلى أن المؤتمر الوطني العراقي لن يتم عقده قبل يوليو القادم على أقرب تقدير. كما أشار الرجل إلى أن العراقيين يريدون رؤية صدام حسين حتى يتأكدوا أنه ذهب بلا عودة خاصة في ظل الشائعات الكثيفة عن وجوده في العراق حتى الآن.
|