* البصرة من مايكل جورجي رويترز:
تقول القوات البريطانية إن أسلوبها في السيطرة على مدينة البصرة المعتمد على الظهور بأدنى حد ممكن جلب الاستقرار وأن الشرطة العراقية عادت إلى العمل لكن الناس لا يزالوا خائفين خصوصا عندما يطرق أحد الباب ليلا.
وبعد مرور شهرين على غزو القوات البريطانية والأمريكية للعراق تبدو مدينة البصرة أكثر أمنا من بغداد والمحافظات المحيطة حيث يتعرض الجنود الأمريكيون غالبا لإطلاق النار عندما يحاولون فرض الاستقرار.
وعادت أسواق البصرة ثاني أكبر مدن العراق التي يقطنها 5 ،1 مليون نسمة للنشاط من جديد وعاد الصبية إلى الشوارع يلعبون كرة القدم وتقوم الشرطة العراقية بدوريات في الشوارع بكامل زيهم.
وتقول القوات البريطانية إن أسلوبها في إخماد الاضطراب في المدينة جرى تطويره خلال سنوات طويلة من الخبرة في أيرلندا الشمالية وغيرها من النقاط الساخنة.
وقال جوستين براوز المتحدث باسم الجيش البريطاني إن الأمن تحسن بدرجة كبيرة منذ فورة السلب التي روعت المدينة بعد سقوط صدام حسين في أبريل/نيسان الماضي.
وقال برواز لرويترز «ندرب الشرطة العراقية، عاد ما بين 500 وألف من أفراد الشرطة للعمل»، ومضى يقول «90 بالمئة من عملنا يؤدى من خلال دوريات سيرا على الأقدام، هذا يعطيك وجودا، نتحدث مع الأئمة المحليين في المساجد، بيننا وبين الناس حوار».
لكن العراقيين يقولون إن هذا لا يكفي لتهدئة مخاوفهم، فهناك مسلحون ما زالوا يطرقون الأبواب ويطلبون مالا، ويخشى العراقيون من لصوص السيارات الذين يصوبون مسدساتهم على رؤوس سائقي السيارات قبل سرقة سياراتهم.
وأثناء الليل يسمع الناس مرارا وابلا من اطلاق النار إما بسبب تبادل اطلاق النار بين عصابات أو منازعات عائلية أو صراعات قبلية دامية.
وطبقا لسجلات غرفة الطوارئ في مستشفى البصرة التعليمي حيث يجري تفتيش جميع الزوار للتأكد من أنهم لا يحملون أسلحة يعالج المستشفى يوميا في المتوسط خمسا من المجني عليهم في حوادث اطلاق الرصاص.
واتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان في تقرير لها يقع في 23 صفحة صدر في الأسبوع الماضي القوات الأمريكية والبريطانية بالتقاعس عن توفير الأمن في البصرة.
قال سمان ضياء الظريفي هو باحث كبير في المنظمة العاملة في مجال حقوق الإنسان «ببساطة فإن قوات التحالف الموجودة في البصرة لم تعط أولوية كبيرة للأمن وكان ذلك واضحا منذ اللحظة التي دخلوا فيها المدينة».
وتابع قائلا «لا عذر لاستمرار حالة انعدام الأمن على الأرض في المدينة بعد مرور ثمانية أسابيع».
لكن الأمن في البصرة أفضل حالا من بغداد والمدن الأخرى، فالأمريكيون أكثر تعرضا للهجمات على نحو يثير الجدل في وسط العراق الذي كان قاعدة لسلطة صدام حسين حيث يعيش المسلمون السنة الذين خسروا الكثير بالإطاحة به.
وغالبية سكان البصرة من الشيعة الذين عانوا من أسوأ صور الانتهاكات خلال حكمه والأقل ميلا لمقاومة القوات الأجنبية على ما يبدو لكن الجنود البريطانيين في البصرة وعددهم ثلاثة آلاف جندي لم يتركوا شيئا للمصادفة.
إنهم يدربون رجال الشرطة العراقية السابقين ويعيدونهم للعمل، لكنهم كانوا يستخدمون في عهد صدام لحراسة المواقع الحكومية كالمنشآت النفطية ومحطات المياه، ومن ثم فإن التصدي لنهابين قساة وعصابات مسلحة ربما لن يكون سهلا.
وتواجه القوات البريطانية الصعوبة الإضافية المتمثلة في الاضطرار إلى الاعتماد على أعضاء سابقين في حزب البعث الذي اعتمد عليه صدام في حكم البلاد للمساعدة على إدارة المدينة.
وفي مركز شرطة البصرة كان العمال يطلون السقف فيما كان شرطي يصحب متباهيا زوارا في جولة في المركز، وشهد زملاء الرائد عبد الرضا زهي عضو حزب البعث السابق بأنه «نظيف».
ويشرح زاهي الذي يحمل مسدسا إيطاليا من طراز بريتا كيف تحسن الأمن منذ ان انتهت الحرب لكنه يخشى مثل كثير من العراقيين آلاف السجناء الذين عفا عنهم صدام حسين قبل الحرب الذين أعادوا تجميع أنفسهم في عصابات مسلحة.
وقال «عفا صدام عن آلاف المجرمين منذ أشهر قليلة والآن يمثلون مشكلة كبرى».
وعدم الاستقرار دفع بعض العراقيين الذين عانوا من القمع الوحشي في عهد صدام إلى استخلاص نتيجة مزعجة تقول إن الأوضاع كانت أفضل عندما كان صدام موجودا لأن الناس كانوا يشعرون بالأمن في الشوارع على الأقل.
|