* رام الله - نائل نخلة:
هذا هو الشعب الفلسطيني الذي يحتفل بالإفراج عن أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال أحمد جبارة أبو السكر والمعتقل منذ 27 عاماً، يقول للعالم إنه لايزال يقبع في السجون الاسرائيلية عشرات «أبوالسكر» وسنعرض في هذا الموضوع إلى أسير مقدسي يقبع في سجون الاحتلال منذ 24 عاما إنه الأسير المناضل علاء البازيان، وأصدقائه الذين لهم أكثرمن 25 عاما من الاعتقال على رأسهم نائل البرغوثي وفجري البرغوثي.
بين أزقة البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة ولد
و تربى وترعرع ، عايش الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس منذ دخوله، إنه شيخ الأسرى المقدسي الأسير الضرير علاء أحمد رضا البازيان ابن حارة السعدية في البلدة القديمة في القدس المحتلة الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ 24 عاماً.
ولد الأسير الضرير البازيان في عام 1958 في مدينة القدس المحتلة لأبوين فلسطينيين عايشا الاحتلال الاسرائيلي وتضررا من قمعه، درس الأسير البازيان في مدرسة دار الأيتام في البلدة القديمة في مدينة القدس وكان البازيان من الطلبة المجتهدين في مدرسته اعتاد البازيان وأثناء دراسته الابتدائية يرى المصلين اليهود الذين اغتصبوا حائط البراق القريب من مدرسته وهم يصلون فيه، كان البازيان وطلبة مدرسته في ذلك الوقت يلقون الحجارة على اليهود المارين للوصول إلى حائط البراق الذي أسموه لاحقا «حائط المبكى» للصلاة فيه.
بعد ذلك انتقل إلى بلدة الطور المطلة على مدينة القدس المحتلة ليكمل دراسته الإعدادية في مدرسة الكلية الابراهيمية كان طالبا مجتهدا ونشيطا ومتفوقا بين أصدقائه وطلبة مدرسته.
كان لأسرة البازيان المناضلة ضد العدوان والاحتلال الاسرائيلي تأثيركبير في نفسه فقد عاش وسط اسرة مقدسية مناضلة حيث استشهد عمه عمران البازيان وهو يدافع عن أرض القدس الشريف عام 1948 كذلك استشهد خاله فوزي البازيان في مدينة نابلس، وجده هو الآخر استشهد وهو يدافع عن مدينة حيفا مع الفدائيين الفلسطينيين.
قرر البازيان وعدد من أصدقائه تطوير عملهم من إلقاء الحجارة على سيارات الاحتلال إلى ممارسة نشاطات عسكرية ضمن عدد من المجموعات التابعة لحركة فتح المنطقة.
وفي تلك الآونة كانت العملية الأولى لهم ففي عام 1979م قام بتشكيل خلية مسلحة جديدة كانت تضم عدداً من أبناء القدس على رأسهم إضافة له كمال النابلسي الذي استشهد في العملية بعد ان قررت هذه الخلية قتل أحد المتعاونين مع اسرائيل الذي كان يتابع نشاطات الفدائيين ويبلغ اسرائيل بها، فقد وضع البازيان وصديقة كمال عبوه ناسفة في سيارة ذلك المتعاون، ولكن الحظ لم يحالفهما حيث انفجرت العبوة الناسفة فيهما قبل ان تنفجر في المتعاون، فاستشهد كمال النابلسي وأصيب علاء بجراح خطيرة.
في أعقاب العملية اعتقل علاء وكان هذا هو الاعتقال الأول الذي يتعرض له في 20/4/1979م خضع لتحقيق قاسٍ جدا وهو مصاب ولم يعترف البازيان بالرغم من مساومة قوات الاحتلال البازيان بأن يعترف بارتكابه عملية التفجير مقابل ان يقوما بعلاج عينيه التي فقد البصر فيهما جراء الانفجار لكنه رفض الاعتراف وأصر على الانكار وأنه كان أحد المارة وقت حدوث الانفجار، وبعد عامين من الاحتجاز أطلقت سلطات الاحتلال سراحه.
لم يلبث علاء في الخارج طويلا ففور خروجه بدأ البازيان وفدائيون من مدينة القدس التخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة ضد اسرائيل مرة أخرى وبالفعل كانت عملية أخرى لاغتيال متعاون آخر مع اسرائيل لكنها فشلت جراء علم سلطات الاحتلال بها، وعادت واعتقلت البازيان، في هذه المرحلة خضع البازيان إلى جولة أخرى من التحقيق كان صعبة وقاسية جدا تركزت في عزل بئر السبع ولكنه لم يعترف أيضا وحكم عليه بالسجن عشرين عاما بناء على اعترافات أفراد المجموعة عليه.
وشاءت الأقدار ان يخرج البازيان من سجنه مرة أخرى ولكن هذه المرة كان في صفقة تبادل الأسرى التي قام بها أحمد جبريل عام 1985م حيث اطلق سراحه مع عشرات المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في إطار صفقة تبادل أسرى فلسطينيين بجنود اسرائيليين جرى اختطافهم.
فور خروجه قام البازيان بتشكيل خمس خلايا عسكرية تعمل ضد اسرائيل قامت بتنفيذ عدة عمليات قتلت وجرحت عدداً من الاسرائيليين وعاد علاء ليدخل في غياهب السجون من جديد ولكن هذه المرة بتهم أكبر فقد قتل عدد من الاسرائيليين وجرح عدد آخر إضافة إلى قيادة مجموعات عسكرية تابعة لحركة فتح كان ذلك في عام 1986م ليعود من جديد إلى السجون ولكن هذه المرة ضريراً وبحالة صحية سيئة، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة هذه المرة، وكانت التهمة الموجه إليه هي تدريب وإدارة مجموعات عسكرية قامت بعدة عمليات ضد الدولة العبرية.
منذ ذلك الحين والبازيان يقبع في سجون الاحتلال ومعتقلاته متنقلا بين سجن نفحة وعسقلان وبئر السبع، قضى ستة عشر عاما منها في سجن عسقلان حيث يقبع حاليا كان خلال هذه المدة يكابد الاحتلال الذي يحاول ان ينغص عليه حياته كونه ضريراً ولايقدر على إدارة شؤون نفسه دون مساعدة.
وفي فترة السجن هذه تدهورت حالة الأسير البازيان الصحية بشكل ملحوظ فقد اضطرت سلطات الاحتلال لاستئصال الطحال له بعد ان أصبح يشكل خطراً على حياته وهو بحاجة إلى علاج مستمر ومتواصل بعد استئصال الطحال له، وهو ما لايتوافر سلطات الاحتلال له.
أما والدا الأسير البازيان فهما هرمان كبيران ولايقويان على زيارته في سجن عسقلان لذلك تقول والدته ان أمنيتها الوحيدة هي ان ترى ولدها علاء وقد عاد إلى منزله قبل وفاتها.
وإمعاناً في إجراءاتها القمعية قررت سلطات الاحتلال بعد اعتقاله الأخير إغلاق منزل عائلته في حارة السعدية في مدينة القدس المحتلة ومنعهم من السكن فيه الأمر الذي سبب معاناة إضافية لأهله وذويه وقامت سلطات الاحتلال اعقاب اعتقاله في اعتقال أبيه وأخيه عمر حيث خضعا للتحقيق عدة مرات ومنعت الاحتلال ذويه واخوته من العمل داخل اسرائيل وكانت تخضعهم لمضايقات دورية مما دفع ثلاثة من اخوته للهجرة والعمل في الخارج.
وقد ناشد ذوو الأسير البازيان جميع المؤسسات الحقوقية والدولية التدخل من أجل انقاذ حياة ولدهما الأسير الضرير الذي يعاني من عدد من الأمراض المزمنة على رأسها مرض السكري ومن إصاباته السابقة التي لم يعالج ليشفى منها.
|