Sunday 8th june,2003 11210العدد الأحد 8 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قمة شرم الشيخ .. الفرص والمحاذير قمة شرم الشيخ .. الفرص والمحاذير
الثقل الأمريكي في المنطقة يجب توجيهه لصالح العرب

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور:
في أيام معدودات تلاحقت القمم (قمة ايفيان وشرم الشيخ والعقبة) التي اكدت جميعها ضرورة احلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بقبول خارطة الطريق. وفي قمتي شرم الشيخ والعقبة برزت الرؤية الأمريكية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذلك في اول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة وتابع العالم وقائع ما جرى من مباحثات ومناقشات وقبول جميع الأطراف لخريطة الطريق والتصدي للارهاب ومستقبل آمن للشعب العراقي والسيادة على اراضيه يترقب العالم ترجمة هذه الاتفاقيات على ارض الواقع وما اسفرت عنه القمتان من فرص ومحاذير.
الفرص:
أول الفرص التي يطالب المراقبون باستثمارها جيدا هي اتجاه السياسة الأمريكية بكل ثقلها والتدخل الشخصي للرئيس بوش في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي برؤية تقوم على تأسيس دولة فلسطينية باعتبار ذلك هو الحل الوحيد الممكن للصراع في المنطقة ويرى المراقبون ان هذا يعد تحولا مهما في السياسة الأمريكية فادارة بوش هي أول ادارة أمريكية تتبنى صراحة مبدأ اقامة الدولة الفلسطينية كما قامت بالضغط على اسرائيل لدفعها للتعاون مع الجهود الدبلوماسية ورغم ان حدود الدولة الفلسطينية وقضية القدس واللاجئين تظل موضوعات صعبة الا ان الانعطاف في السياسة الأمريكية يمثل خطوة هامة للأمام تتيح للمفاوض الفلسطيني الفرصة لبدء مفاوضات مقبلة مع اسرائيل من نقطة متقدمة عما كانت عليه الاوضاع ويعزز من ذلك اشتراك الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا في جهود التسوية وهذا يمثل انعطافا هاما بعد ان انفردت أمريكا لفترة طويلة في التعامل مع مسيرة السلام بالشرق الاوسط.
ويضيف المراقبون ان هناك انعطافة أخرى هي قبول شارون خريطة الطريق واستخدام شارون كلمة احتلال في وصف الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة واعترافه بدولة فلسطين الأمر الذي يخرج المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المقبلة من فئة التفاوض حول أرض متنازع عليها الى التفاوض على أرضية متقدمة من أي مرحلة سابقة في التفاوض.
كما قدمت القمتان شرم الشيخ والعقبة آمالاً كبيرة في التحرك من أجل وضع حد للصراع الدامي بين الفلسطينيين والاسرائيليين وذلك بالعرض القاطع والصريح في اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن الأمر الذي سيفتح الآمال في بحث بقية القضايا المؤجلة كاللاجئين والقدس على ارضية دولة ذات سيادة معترف بها على المستوى العالمي فان الفرص المتاحة فيما يخص قضية الارهاب ومستقبل العراق قد اتاحت القمة العربية الأمريكية الفرصة للجانب العربي على طرح المخاوف الأمنية من التصورات التي يروج لها في الولايات المتحدة عن العلاقة بالارهاب وتداعيات ما بعد الحرب على العراق وعملت الولايات المتحدة على تهدئة هذه المخاوف وتم التأكيد على نبذ الارهاب أيا كانت دوافعه. وفي هذا يرى المراقبون ضرورة استثمار هذا الميل الأمريكي للعرب وتجنب الدخول في مواجهات معها وان يصبح هذا الميل أساساً لتحولات اضافية كفيلة بوضع حد للموقف الراهن بالمنطقة سواء على صعيد مواجهة الارهاب اومستقبل آمن للشعب العراقي وسيادته على أراضيه وهذا يتوقف على تحركات الأطراف في الفترة القادمة.
المحاذير:
اذا كان هناك من يرى ان العنف وعدم الاستقرار وانهيار عملية السلام كان لها آثار سلبية على مصالح شعوب ودول المنطقة فان التمسك بهذه الفرصة وتوسيعها سيدخل المنطقة آفاقاً جديدة إلا ان هناك محاذير يجب وضعها في الحسبان تبدأ هذه المحاذير مما يؤكده المراقبون من ان الرئيس الأمريكي لم يستيقظ فجأة الى أهمية ان يزج بنفسه في محاولة ايجاد الحل النهائي ويتحول 180 درجة عن مفهوم سياسته السابقة بل وراء ذلك اسباب عديدة منها الصعوبة التي يقابلها الأمريكان حالياً في العراق والمستقبل الغامض الذي ينتظره مع شعب صعب المراس وفي حالة تعثره في العراق يطلب المعونة من العرب فالقوة المجردة تفشل في اخضاع الشعوب وتغيير المشاعر كما ان الرغبة في اعادة ترتيب المنطقة واستقرارها يعد أمراً ضروريا فلا تستطيع أمريكا ان تطلق يد شارون وهي بحاجه للعرب في الفترة القادمة. أيضاً من المحاذير التداخل المفتعل بين الارهاب والمقاومة وهذا التداخل ينتج عنه تعقيد الموقف السياسي والأمني في مسرح الصراع العربي الاسرائيلي وقد دفعت ادارة بوش الى تبني رؤية ومواقف سياسية تجاه هذا متأثرة بحربها ضد الارهاب الأمر الذي يتوجب معه الفصل بين الارهاب المرفوض وبين ما يجري على الساحة الفلسطينية الاسرائيلية من اعمال قمع اسرائيلية واعمال مقاومة فلسطينية فهذا الفصل ضروري ويجب التعامل مع الاوضاع بطريقة سياسية وليس امنية أما بغير ذلك فلن يتم التوصل الى حلول جدية.
من ناحية أخرى اشار المراقبون الى صعوبة تطبيق الخارطة مشيرين الى ان الخريطة ليست كتاباً مقدساً ولكن تحمل كثيراً من التأويلات والتفسيرات من جانب اسرائيل وتوجد تفاصيل كثيرة للخريطة عرضة للتلاعب والدليل على ذلك استبعاد سوريا ولبنان من قمة شرم الشيخ التي يفترض انها من أجل السلام في الشرق الأوسط أيضاً من التحذيرات التي رآها المراقبون استغلال القمتين في ترسيخ مكانة ابو مازن على حساب الرئيس عرفات وهو ما يتخوف منه في الفترة القادمة وبين الفرص والمحاذير ينتظر الجميع ترجمة ما توصلت اليه نتائج القمتين على أرض الواقع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved