|
| |||
المعنى الخامس: {اهًدٌنّا الصٌَرّاطّ المٍسًتّقٌيمّ} من معانيها الانتقال من الحسن إلى ما هو أحسن منه، فهناك حسن وأحسن، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {الذٌينّ يّسًتّمٌعٍونّ القّوًلّ فّيّتَّبٌعٍونّ أّحًسّنّهٍ} ويقول: {وّاتَّبٌعٍوا أّحًسّنّ مّا أٍنزٌلّ إلّيًكٍم مٌَن رَّبٌَكٍم} فحتى في بعض أوامر الشريعة ثمة تخيير، فهناك تخيير في باب الكفارات، وهناك تخيير في الحقوق، فالإنسان له أن يأخذ الدية - وهذا حق له مشروع، وهو حسن - ولكن هناك ما هو أحسن منه، وهو العفو والصفح خاصة إذا كان معه الإصلاح، ومن ذلك الانتقال من عمل فاضل إلى عمل أفضل منه، فقد يكون الإنسان منصرفاً إلى عبادة، والعبادة خير وقربة إلى الله سبحانه، ولكن العبادة نفعها لازم خاص فإن انتقل إلى التعليم وإلى الدعوة فقد انتقل من عبادة إلى عبادة، لكن العبادة الجديدة أحسن من الأولى، لأن نفعها متعدٍ، ولهذا كان الزهري ومالك وغيرهما يقولون: إن طلب العلم أفضل من نوافل العبادة لمن صحت نيته وما ذلك إلا لأن العلم فيه نفع للناس بخلاف العبادة فإن نفعها مقصور غالباً على صاحبها، وهذا كما يكون للفرد يكون للجماعة ويكون للأمة، فقد يفتح الله تعالى لقوم هم على خير خاص فيفتح الله لهم خيراً أعم وأوسع وأعظم فينبغي أن يغتنموا ذلك وألا يضيعوا الفرصة، وكما قيل: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |