التغيير أو التطوير ينطوي غالباً على درجة من المخاطرة، فالذين يحاولون احداث تطوير أو تغيير في مؤسساتهم يدركون أنهم قد يواجهون عقبات كثيرة، وتكون هذه العقبات أشد وضوحاً في المجتمعات التي ترسخت لديها قيم متخلفة وتدثرت بثقافة تحجب الابداع وتحجر على الفكر وتقيد حركة الناس.
وجدت نفسي يوماً أجاهد لأتخذ قراراً واعداً يغير من ممارسات كثيرة في المؤسسة الصغيرة التي أنتمي إليها، كان القرار يمس الوضع التعليمي لعدة آلاف من المتعلمين، وبمجرد أن شاعت ارهاصات القرار المتوقع في أروقة مؤسستنا وأنا في حالة انشغال تام مع المتصلين أو القادمين إلى المكتب محذرين من مغبة القرار، كانوا متفقين معي في نبل الهدف وسلامة الوسيلة، ولكنهم كانوا كثيراً ما يرددون أمامي عبارات مثل: «نخاف أن.. نخشى أن.. ستواجه مشكلة.. من يضمن لك.. وهكذا» لقد شعرت أني بحاجة إلى شجاعة كبيرة وجرأة أكبر لكي أتمكن من مواجهة تهويلات هذه القوى المثبطة، ولا أخفيكم أني مررت بلحظات فكرت فيها بطريقة: «مالك ومال المشاكل». ثم اتخاذ القرار وواجهت بعد ذلك بعض العنت لكي أكسب أولئك الذين قاوموا التغير، وظهرت فعلا بعض المشكلات ولكن أمكن معالجتها في حينها، أقدم هذه التجربة لكل قيادي تعليمي شاب قادم.
|