* كتب - زبن بن عمير:
خالد الحيان اسم لامع في عالم الصحافة والشعر مشاغب الى حد الجنون.. يقال على لسانه الكثير ولكنه عندما يكتب فانه ينسجها بحرفة بالغة حتى «يفضح ما كان خافي»..
سئم الشعراء والشاعرات المميزون منهم مما تمارسه مجلة «المختلف» من تسويق ممجوج مبالغ فيه يصل احياناً الى درجة الاستخفاف بالقارئ «وزاد الطين بلة» مقابلة هؤلاء بالجحود والنكران والتركيز على اصحاب «المادة والنفوذ» وصاحبات القوام المياس.. والوجه المليح اللاتي لا يمانعن عن نشر صورهن واشتهارهن عند المراهقين والعوام واشباههم.
كتب كثيرون عن الحال.. الذي اصبح تعديله من المحال في ظل حصول المختلف على حظوة غير عادية عند المشاهير اصحاب النفوذ لذلك اوقفت المجلة نفسها على صنع النجوم الشعراء في البداية ثم تحولت الى صناعة نجوم الغلاف «غير الشعراء» والذين يخاطبون الغرائز فقط لغرض تسويقي بحت وربما تكون نجحت الا انها سقطت في اعين الكثيرين الذين ساءهم ما وصل اليه حال الشعر. منهم خالد الحيان الذي اتجه الى اقرب واحدث «اصدارات المختلف» «في الملاحة» على حد قولهم لعله يجد لديها شعراً يطمئن من خلاله بأنه كان مخطئاً في حق من ظنهم يصنعون النجم غير الواعي ولكن كانت الكارثة عندما كشف خالد المستور في لقاء واحد فشاعرة المختلف وملح الشعر «وكأن الشعر اصبح طبخة» على حد زعمهم لا تفهم في الوزن شيئاً بل لا تعرف اياً من بحور الشعر على الاطلاق والمصيبة انها لم تستطع اكمال بيت طلب منها تكملته وكسرت فيه؟ مع العلم بأن قصائدها تطل على القراء موزونة؟!!
وقبل ان انقل مادار بين الداهية الحيان وملح الشعر «الرافع للضغط طبعاً لانه ملح» نهى رأيت انه لو كان مكان نهى بشاير او نجاح او مليحة الفودري لكانت اجاباتهن نفس اجابات من سبقت لانهن لا يفقهن في الشعر امراً الا بأنهن وافقن ان يُجعلن على الغلاف وان يكتب تحت أسمائهن شاعرات في مقابل نشر صورهن ثم الحصول على الشهرة وهو مقابل جيد والدليل ان بشاير النجمة التي قرب موعد افولها.. لصدور غيرها تقول في احدى قصائدها:
ليت هالعالم بالخافي تشوف
من عذاب الوقت والله ما شفيت
|
وتقول ايضا:
كنت احضنك بروحي وبلسم يشفي يديني
اشعل حب في صدرك ولو اغفى تكون غطاي
|
وكل هذه الابيات مكسورة الوزن تماماً وهذا اثبات عدم الشاعرية كما تقول نجاح الاعلامية والشاعرة في بيت يكون بعيداً عن الادب تماماً:
بوسة رضا احتار القى محله
يا قبلة من هامتك.. لين رجليك
|
وتقول:
وش اكتب لك وانا اللي كتبت ولا بقى اوراق
وش اوصف لك وانا لاجابوا اسمك يختلف لوني
|
وهذا مكسور الوزن ايضاً.. والادهى مليحة التي ابتعدت عن الساحة فلو فتحت ديوانها لهالك كمية الكسور به وكأنك في قسم العظام!!
خالد الذي كشف هذه اللعبة علناً وبالتصريح مبتعداً عن التلميح سأل ضيفته نهى قائلاً:
«من اقنعك بالدخول الى الساحة الشعبية؟
فكان الجواب غريباً من نهى حيث قالت «.. وكذلك «املك» العديد من القصائد الموزونة لكنني لم انشرها..»
والحقيقة انها «تملك» القصائد ولم تكتبها وليتها تعلم بأن ما تملكه لا يسمى شعراً بأي حال.
ثم سألها الحيان عن قصيدة لها نشرت بالمجلة وطلب سماعها فذكرتها كاملة عندها اتضحت الرؤيا بقول خالد:
- «ممكن تعطيني الحين بيت جديد على وزن وقافية هذه القصيدة لنقل تكملة لها»؟
فأجابت: «مشكلة ما اعرف انا كذا او «جذية» لا تحرجني»!!
فأردف «هل تعرفين على اي بحر هذه القصيدة؟
قالت: «والله ما ادري شنو بحرها؟!!
ذهل الحيان فسأل «كيف كتبتيها وانت لا تعرفين على اي بحر؟
قالت: «مو شرط اعرف!!
لاحظوا انها لم تقدر ان تكمل بيت قصيدتها الاولى ثم لم تعلم على اي بحر هي والنهاية ليس شرطاً بأن تعرف البحر!!
هل هذه شاعرة؟
ثم اراد الحيان ان لا يترك الامور تجري هكذا فكان اكثر اقناعاً وهو يسأل:
«طيب اكملي هذا البيت لسعود الفهد:
لا تعزي عيوني ما يفيد العزا
طابت النفس والا جعلها ما تطيب»
|
فقالت: «القافية صعبة «وايد» اي كثيراً..»
قال: «اعطيك بيتاً آخر من احدى قصائدي اكملي عليه:
ودي اكون اقرب من الرمش للعين
واكون انا عينك وملكك نظرها»
|
فأكملت:
«ودي ولكن بالغلا القاك انا وين
شوف الغلا في الروح تلف حالي ودمرها»
|
قال: «مكسور بيتك هذا يا نهى»
اجابت: «بفخر ايه ادري».
فتنفس ولعله كذلك مكذباً نفسه طالباً ان تكمل بيتاً آخر ليتأكد من موهبتها المكشوفة طبعاً:
«هلا بك يا عيون الشاعر اللي طرز القيفان
لاجل هاك العيون اللي وسيعات ومفتونه»
|
فسألت: القيفان «شنو» قصدك يعني القوافي؟
قال ولا الومه في رده:
«لا القيفان يعني بطيخه.. او كرتون موز شاعرة ولا تعرفين القيفان اكملي:
فأكملت:
ترى ذاك الغلا اللي بالقلب ملك مابان
متمثلن بقلبي وخاين بالهوى ظنونه»
|
قال بعدها:
«شرايك انك ما تعرفين بالشعر ولا الوزن؟
فقالت: «المسألة تحتاج وقت واغرورقت عيناها بالدموع».
لا اريد ان اطيل اكثر من ذلك في نقلي للقاء فهي تحتاج لوقت مع انها غلاف المجلة ولا يصل للغلاف الا الشاعر المتمكن النجم علماً بأن ما تبقى اكثر نشره خالد الحيان في (مجالس الشعر) متضمناً قصة الرقص على الطاولات بين بعض الشاعرات ومعدي الصفحات وكيفية ذلك.ولكن المهم لدي هو طريقة الحيان غير المستغربة من صحفي متمكن مثله في كشفه للحقائق بكل شجاعة وبكل تجرد وانصاف. ولعل المسئولين في مجلة (المختلف) ينظرون على أن استغفال القارئ وفرض الاسماء عليه فرضاً هو حق لهم دون غيرهم لأن جميع من ينشر عندهم مبدع وكل ما يطرح بين طيات المجلة ابداع مع العلم بأن المسألة أصبحت واضحة قبلاً وزادت بعد هذه «الصفعة الخاطفة» من الحيان ولعلها تكون مفيدة للعودة الى المسار الصحيح ونشر الشعر الحقيقي والابتعاد عن تغليف الفنانات وضمهن الى ساحة الشعر (لتسترزق) المجلة من من وراء ذلك والتسويق لمن هم لا يستحقون أن يطلق عليهم لقب شاعر أو شاعرة!!
|