منذ حوالي عشرين عاما، بدأت تجارب طموحة ترمي الى استخدام الليزر في علاج العيوب الانكسارية.
وفي عام 1985م قام الدكتور «سيلر» في برلين بإجراء أول عملية بالليزر على عين انسان غير مبصرة بهدف التأكد من جدواها والتعرف على مضاعفاتها.
وفي عام 1986م اجريت اول عملية على عين مبصرة مصابة بالسرطان، حيث تم رصد جميع المضاعفات الناتجة عن العملية.
هذه كانت البداية:
وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، انتشرت عمليات الليزر على مستوى العالم، وحصلت هذه التقنية على موافقة العديد من الهيئات الرسمية، وذلك بعد الاطلاع على نتائج الابحاث والتجارب العلمية التي اجريت بهذا الشأن.
والآن
وبعد مراحل تطويرية متعددة شهدتها هذه التقنية على مدار العشرين سنة الماضية، بدأ التوجه العالمي خلال السنتين الماضيتين صوب تقنية «السيجمنتال» التي اعتمدتها معظم المراكز الطبية العالمية، في حين ما زالت مراكز اخرى في مرحلة مراقبة النتائج!
ولان الرياض هي عاصمة الطب العربي، فلم يكن من الغريب ان تكون من أولى العواصم العربية بادخال هذه التقنية، حيث من المتوقع انتشارها في المملكة بشكل كبير خلال السنتين المقبلتين.
ريادة النخبة
وتأكيدا على ريادة «مركز النخبة الطبي الجراحي» في مجال جراحة الليزك، فقد كان هو الاول في الرياض الذي يدخل هذه التقنية، وقد أجريت بالفعل خلال الايام القليلة الماضية عشرات العمليات، وكانت النتائج بحمد الله طيبة للغاية.
وفي هذا الحوار الشامل، نلتقي الدكتور وليد صالح الطويرقي استشاري طب وجراحة العيون والمشرف العام على مركز النخبة الطبي الجراحي، حيث نتعرف من خلاله على التقنية الحديثة، وهل صحيح انها تمنح المريض بصرا خارقا اقوى من البصر العادي، والفرق بين العلاج بهذه الطريقة وبين العلاج بالطريقة التقليدية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
العيوب البسيطة والمعقدة
فقد اصبح من الممكن بفضل التقنية الجديدة معالجة العيوب الانكسارية البسيطة التي تتسبب في نقص رئيس في العين، فضلا عن امكانية معالجة العيوب الانكسارية المعقدة التي قد تؤثر على جودة النظر.
ان العين الطبيعية الخالية من العيوب تتميز بوجود تناسب بين القوة الانكسارية «قوة القرنية والعدسة» وموقع الشبكة التي تقع على مسافة 24 ملليمترا خلف القرنية.
وهذا التناسب يجعل الضوء الساقط على العين يتركز على الشبكية واي اختلال فيه يؤدي الى حدوث العيوب الانكسارية التي تتمثل في:
- قصر النظر «mypopia».
- طول النظر «Hyperopia».
- حرج البصر «Astigmatism».
- مد البصر او قصور البصر «Presbyopia».
وهذه الانواع جميعا تعالج بالطريقة نفسها في كل اجهزة الليزر، فإذا اراد الجراح معالجة «- 5» فان اجهزة الليزر ستحفر عدسة مقدارها «- 5» داخل القرنية، سواء استخدام جهازا تم تصنيعه في الشرق او الغرب، فجميعها يعمل بالطريقة نفسها.
عيوب أكثر تعقيدا!
وفي ظل السعي لمعرفة المزيد من المعلومات عن العيوب الانكسارية، تم التوصل الى ان كل انسان بالاضافة الى العيوب الرئيسة السابقة، يوجد لديه عيوب انكسارية اخرى اكثر تعقيدا يطلق عليها: High order Abberation.
فاذا كانت العيوب الانكسارية البسيطة تقاس بالدرجات، فيكتب مثلا «-1» او «- 2» وهكذا، الا انها تقاس احيانا بالدرجات ثم يوضع لها زاوية مثل حالة اللا بؤرية، فيقال مثلا «+1» او «-1» زاوية 90.
اما بالنسبة لهذه العيوب، ولانها متناهية في الصغر فانها تقاس بالمايكرونات، فيقال ان فلان مثلا عنده RMS نصف ميكرون، وهكذا.
وفي احيان اخرى توضع على شكل صورة، حيث يتم تصوير العين حتى يمكن تحديد الامكنة التي تعاني من الانحرافات المعقدة وتعطى لها اسماء.
جودة النظر
وفيما سبق لم يكن من الممكن قياس هذه الانحرافات، فقد كان المتوافر عنها من معلومات قليلا جدا.
الا اننا اكتشفنا ان هذه العيوب الانكسارية المعقدة قد تسبب تأثيراً على جودة النظر حتى بالنسبة للانسان الطبيعي الذي قد يشكو احيانا من مشكلات في العين نتيجة العيوب الانكسارية المعقدة.
حل مشكلة الانحرافات المعقدة
كذلك تم اكتشاف ان مثل هذه العيوب تزيد احيانا بعد اجراء عملية الليزك، فعلى الرغم من ان العملية تصحح الخطأ الرئيس الناتج عن نقص الرؤية، لكن في الوقت ذاته فإن الانحرافات الانكسارية المعقدة تزداد لدى بعض المرضى الذين يخضعون للعملية، وخصوصاً في حالة المقاسات الكبيرة، حيث تزداد احيانا الى حوالي خمسة اضعاف واحيانا اخرى الى عشرين ضعفا مقارنة بما قبل اجراء العملية.
ومن ذلك نلاحظ، ان العيوب الانكسارية المعقدة موجودة لدى كل انسان، ولكن بدرجات متفاوتة، وقد تكون لها اضرار بسيطة، وربما يكون لها فوائد ايضا غير معروفة الى الآن، كما اننا لم نكن قادرين على قياسها.
قياس الانحرافات بالأرقام
وبتوافر اجهزة قياس الانحرافات الانكسارية المعقدة او ما يسمى ب«Abberromter»، وهي اجهزة اصبحت متوفرة منذ عدة سنوات، فبإمكانها ان تقيس الانحرافات بالارقام والصورة بدقة كبيرة.
مع ملاحظة انه يوجد تشابه كبير بين الاجهزة بغض النظر عن الشركة المصنعة، الا انه تم اختراع اساليب مختلفة للقياس تؤدي جميعا إلى النتيجة نفسها تقريبا.
وبعدما صار بمقدرونا عن طريق القياس معرفة ان هذه الانحرافات تزيد عند بعض مرضى الليزك، فقد اصبح من المتاح التخلص من العيوب البسيطة التي تعد السبب الرئيس لعدم الرؤية، لكن العيوب البسيطة المعقدة المتناهية الدقة قد ترتفع من 5 مرات الى 20 مرة.
لقد كان التحدي الرئيس الذي يشغل ذهن العاملين في هذه الصناعة هو التوصل لإنتاج اجهزة تعالج هذه المشكلة:
وبطبيعة الحال، فان الانحرافات البسيطة يستغرق مساحة كبيرة، ولكي يتم معالجة عيب انكساري بسيط، يتم صنع عدسة اشبه ما تكون بوضع نظارة امام العين او صنع عدسة صلبة امام القرنية، حيث يتم تحضير عدسة حسب المقاس داخل القرنية.
علاج نقطة صغيرة فقط
ولان العيوب الانكسارية عبارة عن مناطق صغيرة جدا، لذلك كان لابد من تطوير الاجهزة، فبدلا من استخدام اشعة عريضة بمساحة 5مم او 6مم لعلاج منطقة كبيرة.
ومن الجدير بالذكر انه يتم الآن استخدام نقطة صغيرة توجه للمنطقة المراد علاجها فقط، حيث ان كل الاجهزة الموجودة حاليا تتيح علاج نقطة صغيرة فقط فيما يسمى ب«Flying Spot» او النقطة الطائرة، وهذه يصل حجمها الى ميكرون اي واحد على الالف من الملليمتر وهي منطقة متناهية الصغر.
وقد تم التوصل الى حقيقة انه لا يمكن معالجة هذه العيوب دون متابعة حركة العين.
فعند علاج منطقة كبيرة مثلا، فانه حتى عند وقوع خطأ بمقدار ربع او نصف ملم، فان النقطة تكون ما زالت في المنتصف، لكن في هذه الحالة يكون الخطأ في المنطقة بكاملها، لذلك يتم وضع اجهزة دقيقة حاليا لمتابعة حركة العين والتأكد من ان العلاج يقع على المنطقة نفسها.
* نود أن نتعرف من خلالكم على الفرق بين العلاج بتقنية السيجمنتال وبين العلاج بالطريقة التقليدية؟
- في الطريقة التقليدية يتم فقط معالجة طول النظر او قصر النظر، في حين تتميز الطريقة الجديدة بمعالجة العيب مع العيوب الانكسارية.
وقد لا يكون هنالك فرق كبير بالنسبة للمقاسات الصغيرة، لكن الاشخاص المعرضين للاصابة بارتفاع العيوب الانكسارية المعقدة يستفيدون دون شك من هذه التقنية.
يضاف الى ذلك الاشخاص الذين اجريت لهم عملية ليزر غير ناجحة، واصبحوا يعانون من عيوب انكسارية عالية، فهؤلاء يستفيدون منها.
* وهل صحيح ان هذه التقنية تمنح المريض بصرا خارقا اقوى من البصر العادي؟
- هذه المقولة اقرب ما تكون بالاكذوبة، ولذلك يجب على كل انسان التمييز بين الوهم والحقيقة، والحقيقة ان هذه العملية تعالج فقط نوعين من المشاكل كما اسلفنا، ومن ثم فهي تمنح جودة نظر عالية لكنه ليس خارقا.
ففي عام 1995م عقد مؤتمر علمي دولي بالولايات المتحدة الامريكية، حيث كانت هذه التقنية ما زالت في بداياتها.
وقد كتبت الدكتورة «مارجريت ماكدونالد» ضمن العدد الخاص الذي صدر بمناسبة المؤتمر، واستخدمت في مقالها عبارة «رؤية الصقر»، مدعية ان التقنية الجديدة ستمنح النظر الخارق، وهو ما التقطته اجهزة الاعلام كالعادة وبدأت في الترويج له، ما ادى الى تعرض الدكتورة «ماكدونالد» الى النقد الشديد داخل المؤتمر من قبل المختصين والخبراء في هذه التقنية الذين نادوا بعدم رفع توقعات الناس بشكل لا يمكن تحقيقه، وان هذه التقنية تستخدم فقط لتحسين حياة الناس وجعل الرؤية افضل وتقصر فترة النقاهة، لكنها لن تصل الى درجة عين الصقر!
كما ان هذا الادعاء غير ممكن حتى من الناحية الفسيولوجية، فالانسان لا يملك سوى لطخة صفراء Fovea واحدة والتي المقصود بها اقوى بقعة داخل الشبكية وهي صفراء اللون، يرى بها الانسان الاجسام القريبة والبعيدة، في حين يتمتع الصقر بلطختين.
ونحن نعتقد ان المبالغة في هذا الامر قد تصل الى حد الاكذوبة او التضليل.
* ما علاقة متابعة حركة العين بهذه التقنية الجديدة؟
- عند معالجة مناطق متناهية الصغر في سطح القرنية، فاذا لم يتم التوجيه ناحيتها بإتقان فانها تكون اشبه بالصواريخ العشوائية!
وما زالت تقنية متابعة حركة العين في بداياتها، وذلك على الرغم من انها حاليا افضل من ترك العين دون متابعة.
ودون الدخول في تفاصيل فنية دقيقة، فان سرعة المتابعة وحدها ليست هي المهمة، فهناك ما يعرف بال«Registration» ويقصد به تصوير العين قبل اجراء العملية.
وفيها يتم اختيار عروق في بياض العين او اختيار منطقة مرتفعة داخل القرنية ويتم تركيب الصورة فوقها مع التأكد ان التركيز على المنطقة تماما.
والحقيقة ان هذه العملية اعقد من مجرد السرعة التي يتم الترويج لها بوسائل الاعلام، وفي رأيي ان الاهم من ذلك هو المطابقة وهي تقنية تتطور باستمرار، والاجهزة تزداد سرعة، فضلا عن مزايا اخرى تفصيلية مثل «Closed Loop»، بمعنى انه اذا تم الانحراف عن المقصود بالعلاج فلا يتم معالجتها.
وبشكل عام، فهنالك تطورات كبيرة شهدتها عملية المتابعة، واتوقع ان نشاهد خلال السنتين المقبلتين اشياء كثيرة جدا بالنسبة لجزئية المتابعة لانها تسير مع «السيجمنتال» جنبا الى جنب في التطور.
* وهل هذه التقنية تحتاج الى غرفة عمليات خاصة؟
- نعم! فسواء بالنسبة لعمليات الليزك العادية او «السيجمنتال»، فإننا نوصي بأن تجرى في غرفة عمليات تكون مجهزة بالتجهيزات المناسبة مثل الفلاتر الخاصة بامتصاص الغبار ونوع التكييف وطريقته والتعقيم، مثلها في ذلك مثل اي غرفة عمليات مجهزة تفي بالغرض يمكن اجراء العملية بها.
لكن اود التأكيد هنا على انه ليس صحيحا ما يقال من ضرورة توافر مواصفات معينة خاصة لهذه التقنية بخلاف الاشتراطات العامة بغرفة العمليات.
* من هي اكثر فئة يمكن ان تستفيد من هذا النوع من العمليات؟
- هذه العملية يمكن اجراؤها للجميع، لكن اكثر فئة يمكنها الاستفادة منها هم مرضى المقاسات الكبيرة، والمرضى الذين يعانون من اتساع بؤبؤ العين، الذين يعانون من زيادة الانحرافات الانكسارية المعقدة، والذين اجريت لهم عمليات ليزك اعتيادية وحدث لهم مضاعفات، فضلا عن المرضى الذين زرعت لهم قرنية ويرغبون في اجراء عملية اضافية للتخلص من النظارات.
* تلقى الكثيرون كتاب «الليزك وحلم التخلص من النظارات» بكثير من القبول، الا اننا نلاحظ ان الكتاب لم يتطرق الى هذه التقنية؟
- استطيع القول: ان هذه المعلومة غير دقيقة، فقد تطرقنا للموضوع لكن باختصار شديد، وحاليا نحن بصدد اعداد طبعة جديدة بعد نفاد الطبعة الاولى، حيث وجدنا اقبالاً وتفاعلاً كبيراً مع الكتاب من قبل الجميع، وسوف نتناول في الطبعة الثانية بمشيئة الله هذه التقنية بالتفصيل، فضلا عن موضوعات اخرى بناء على رغبة القراء مثل زراعة العدسات داخل القرنية وزراعة الحلقات، وغيرها من الموضوعات التي لم يتم التطرق اليها في الطبعة الاولى.
* هل يوجد موقع على الانترنت يتطرق الى عمليات الليزك؟
- لدينا حاليا موقع www.lasik.com.sa وهو يتضمن جميع تفاصيل مادة كتاب «الليزك وحلم التخلص من النظارات»، كما نقوم خلال الموقع بالرد مباشرة على جميع الرسائل التي ترد الينا، وقد سبق ان ارسل لنا بعض المرضى مثلا صورا طبوغرافية للعين واسئلة مختلفة، منها ما يدور حول مقاس النظارات لإبداء وجهة النظر حيالها، ونحن بحمد الله نتفاعل معهم بشكل مستمر.
* ما النصيحة التي تودون تقديمها للراغبين في اجراء العملية؟
- نصيحتي لكل من يرغب في إجراء العملية ان يسأل نفسه اولا ما اذا كان بحاجة الى التخلص من نظارته ام لا، والي اي حد يتعرض للضرر من استخدام النظارات او العدسات، سواء فيما يتعلق بالجانب الجمالي او المهني او حتى المعيشي، فبرأيي ان الشخص اذا لم يكن متضرراًً منها فلا داعي لاجراء العملية.
النقطة الثانية تتعلق بكيفية اختيار المركز الطبي الذي سيشرف على اجراء العملية، وانا ضد احادية التقويم، بمعنى الاعتماد على عامل واحد في اختيار المركز، فقد يختار المريض المركز بناء على الاجهزة الحديثة المتوفرة به، في حين نجد مريضاً آخر يختار بناء على التكلفة الاقل وهكذا، الا انه لابد من توفر الشمولية عند الاختيار، فإذا كانت التقنية الحديثة مهمة فإن الفريق الطبي ايضا مهم للغاية، فضلا عن ضرورة تمتعه بالمصداقية والخبرة والجدة والعلمية، كما ان طمأنينة المريض للطبيب امر مهم للغاية.
كما ان على المرء ان يسأل نفسه دائما ما اذا كان هناك فائدة كبيرة سيجنيها من هذه العملية .. بعد ذلك لابد ان يسأل طبيبا يثق به عما اذا كان هناك مانع طبي من اجراء العملية، وهل هي قليلة المخاطر ام العكس، فإذا اعطى الطبيب الضوء الاخضر، فهذا معناه انك قطعت 50% من المشوار والنسبة المتبقية من مسؤولية الطبيب.
وبالنسبة لنا في مركز النخبة الطبي، فدائما ما نقول لفريقنا الطبي انه لا يبقى في هذا العمل الا الشخص الذي يهتم بالتفاصيل، بجزء من سعينا لتحقيق الكمال البشري هو الاهتمام بالتفاصيل واتهام النفس حتى يمكن الوصول لافضل نتيجة ممكنة.
تطور دائم
ومن فترة لأخرى، يتم تطوير اجهزة الليزر «الاكزيمرليزر»، فقد بدأت بعلاج الحالات العادية بما في ذلك قصر النظر او طول النظر، ثم تطورت لعلاج حرج البصر او الاستجماتيزم، الى ان وصلت الى اختراع اجهزة السيجمنتال الذي يتم عن طريقها علاج اجزاء معينة من القرنية، بمعنى علاج النتوءات الخارجة عن السطح في البداية، ثم بعد ذلك يعالج السطح بالكامل.
وهذه التقنية تفيد اولا في تحسين جودة النظر، وثانيا تخفيف الانكسارات المعقدة التي تؤثر على مستوى النظر.
وهذان العنصران يؤديان بدورهما الى تقصير فترة النقاهة وبالتالي العودة الى مستوى النظر المرغوب فيه خلال فترة قصيرة لا تزيد عن اسابيع عدة.
معالجة نتوءات القرنية
أما أكثر من يستفيد من هذه التقنية في حالات معينة، خصوصا من لديه نتوءات في اجزاء معينة من القرنية، او من اجرى عملية ليزك سابقة، وكان العلاج خارج اطار المركز المطلوب، فعملية «السيجمنتال» كفيلة بحل هذه المشكلة.
* هل لنا ان نتعرف منكم على ابرز المميزات التي توفرها التقنية الجديدة؟
- في العلاج بالتقنية العادية، حين يتم تسليط اشعة جهاز الليزر فإنه يغطي جميع المنطقة بينما في السيجمنتال، اذا كانت توجد نتوءات في هذه المنطقة بمعنى وجود تحدب او انحراف اكثر، فإنه يتم معالجتها في البداية الى ان تسوى ببقية المنطقة ثم تعالج كليا.
وهذا هو الفرق بين التقنية العادية وتقنية السيجمنتال التي يؤدي استخدامها الى نتيجة كبيرة جدا، وهو انه يقضي على الانحرافات الاخرى غير المرئية التي تؤدي الى ضعف البصر.
* نود ان نتعرف على رأيكم فيما يشاع من ان التقنية الجديدة تمنح بصرا خارقا؟
- لا يوجد شخص يمكن ان يكون لديه بصر خارق، وانما هناك اشخاص يتمتعون بنظر افضل من الطبيعي، في حين لا يحصل آخرون الا على 70% او 75% وهكذا.
ولا تؤدي عملية الليزر او الليزك الى حصول هذا المستوى غير العادي عند الشخص، وانما تؤدي الى تحسين جودة نظره بسبب قضائها على الانحرافات المعقدة غير المرئية، لكنه لا ينتج عنها بصر خارق حسب ما تشير بعض الدعايات.
* وماذا عن غرفة العمليات التي تجرى خلالها عملية السيجمنتال؟
- يجب ان تكون غرفة العمليات مهيأة، فضلا عن ان معظم اجهزة الليزر تتمتع بامكانية لشفط ما يتطاير من القرنية.
* وما المطلوب من المريض اثناء إجراء العملية؟
- على المريض في أثناء اجراء العملية أن يركز على نقطة معينة عادة ما تكون محددة باللون الأحمر أو الاخضر، وفي أثناء تركيزه تكون هناك حركات دقيقة سريعة غير إرادية حتى في مرحلة التركيز.
وتساعد الاجهزة الحديثة في متابعة حركة العين في هذا الاتجاه الا انه لا يوجد حتى الآن أي أجهزة تؤدي الدور المطلوب مائة في المائة، كما قد يعتقد بعضهم، وإنما هي مجرد بداية للتخلص من هذه المشكلة التي ربما تتعرض لها فئات من المرضى. بالتالي فإن ما يشاع من أن المريض يستطيع تحريك عينه حسبما يريد، فهذا أمر غير واقعي اطلاقا.
* هل هناك فئات معينة تستفيد أكثر من غيرها من تقنية السيجمنتال؟
- الحقيقة ان هذه العمليات تصلح للجميع لمعالجة جميع العيوب الانكسارية المعقدة اي جميع من تصلح لهم عملية الليزك.
ونظراً لأنها تخفف درجة الانحرافات وتعالج اجزاء معينة من القرنية فبالتالي فإن جودة النظر تكون أفضل.
يضاف الى ذلك فئات معينة من الناس يعانون من وجود انحرافات في أجزاء معينة من القرنية، وهذه التقنية تعد مثالية لعلاج مثل هذه الحالات.
الفئة الثالثة تضم من سبق ان أجريت لهم عمليات، وكان العلاج غير دقيق أو حدثت مضاعفات، حيث تساعد التقنية الجديدة في معالجتها.
* ما الخطوات التمهيدية التي يجب ان تسبق اجراء عملية السيجمنتال؟
- يجب على جميع الراغبين في اجراء عملية الليزك بشكل عام التأكد من خلال الطبيب مما إذا كانت العملية مناسبة له أم لا، ويتم ذلك من خلال اجراء فحص دقيق قبل العملية يشمل قياس مستوى ضعف البصر ومستوى الانحراف ومستوى التحسن بعد اجراء العملية، كما يتم تصوير قرنية العين طبوغرافيا والاجهزة الدقيقة الحديثة للعلاج بالسيجمنتال كما يجب قياس قوة الضعف لدى الشخص قبل وضع قطرات وبعدها للتأكد من أن كلا القياسين قريبين من بعضهما، بعد ذلك يتم فحص القرنية للتأكد من ملاءمتها للعملية، كما يتم فحص الشبكية للتأكد من عدم وجود ما يمنع من اجراء العملية، ثم يأتي بعد ذلك فحص سماكة القرنية وهي خطوة مهمة للغاية، حيث إن أي مريض يود اجراء العملية لا بد له من أن يتأكد من ان سماكة القرنية مناسبة لها، وعلى ضوء هذه السماكة تحدد نوعية العملية وهل يفضل أن تكون ليزر أم ليزك.
أحدث وسائل العيوب الانكسارية
* من المعروف ان عملية الاكزيمرليزر تعد الوسيلة الاحدث في علاج العيوب الانكسارية، هل لكم ان توضحوا لنا ماهية هذه العملية وأهدافها؟
-الاكزيمرليز ك من أحدث ما توصل اليه العلم في معالجة العيوب الانكسارية للعين، وفيه يتم استخدام اشعة الليزر فوق البنفسجية ذات الموجة المنخفضة بهدف تعديل سطح القرنية، وبالتالي تغيير القوة الانكسارية بها، وتعمل هذه الاشعة على ازالة طبقات من أنسجة القرنية بدقة بالغة، وبطول وعمق محددين تحديداً دقيقا.
وخلال اجراء العملية بالليزر هناك من يرصد العملية ويرقبها، وذلك من خلال جهاز كمبيوتر موجود ضمن جهاز الاكزيمرليزر مهمته تحديد المقدار المراد إزالته من أنسجة القرنية بالضبط مع المحافظة على بقاء الانسجة ناعمة وملساء.
|